حزب الله يتاجر بأزمة لبنان الإقتصادية في الإستقطاب والتجنيد

عرب وعالم

اليمن العربي

تواصل مليشيا حزب الله الإرهابية إغراء الشباب من الفئات الأكثر فقرا واستغلال حاجتهم بتجنيدهم في صفوفه عبر دولارات تدفعها إيران وأخرى تأتي من مصادر دخل غير مشروعة.

 

وفي وقت تعاني فيه لبنان من شح في العملة الأجنبية أدت لارتفاع كبير في أسعار السلع لا تنفك مليشيا حزب الله في التفاخر بقدرتها على دفع رواتب عناصرها.

 

وكما يعتمد حزب الله على الإغراءات المالية أيضا يستقطب آخرين عبر الترهيب وبث الخوف لديهم بحيث يوحي لهم أنه المخلّص.

 

ووفق تقرير لموقع العين الإخبارية، فإنه في شهر نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، قال الأمين العام للمليشيا، حسن نصر الله: "يمكن أن يأتي وقت لا تستطيع الدولة اللبنانية أن تدفع فيه رواتب وينهار الجيش والقوى الأمنية وإدارات الدولة ويخرب البلد، لكن أنا أؤكد لكم أن المقاومة ستظل قادرة على أن تدفع الرواتب".

 

وسخر نصر الله من العقوبات الأمريكية، قائلا: "لن يكون لها أي تأثير على الحزب لأنه يحصل على أمواله من طهران".

 

وفي الوقت الذي لا يتوقف عن مهاجمة أمريكا ويتهمها بمنع إرسال الدولارات إلى لبنان فإن حزب الله لا يزال يدفع رواتب مرتزقته وموظفيه بالعملة الخضراء.

 

ويعاني حزب الله بصفة خاصة وإيران بصفة عامة من فقدان الكثير من عناصرها في الحرب الأهلية في سوريا ومن ثم تعمل على استقطاب عناصر جديدة للزج بها في أتون الصراعات التي تغذيها بالمنطقة.

 

وهو ما يتفق مع ما ذكره تقرير لـ"معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" نشر عام 2016، بأنه قبل الحرب السورية، كان أتباع مليشيا "حزب الله" يعتبرون أن الانضمام له دعوة أو مهمة، أما في أيامنا هذه، فإنها "عمل" أو "وظيفة".

 

وبات الدولار مع ارتفاع سعر صرفه عامل جذب بالنسبة إلى الشباب بعدما بات عدد كبير كنهم عاطل عن العمل.

 

وفيما يعتمد حزب الله السرية في سياسته بشكل عام، فإن أسلوبه في استقطاب الشباب بات معروفا خاصة أن مناطق بأكملها تعتبر محسوبة عليه أو خاضعة لسيطرته في لبنان وتحديدا في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، حيث الأكثرية الشيعية.

 

ويقول حسن (30 عاما) وهو شاب معارض لحزب الله من الجنوب، لـ"العين الإخبارية": "المشكلة تكمن في أن حزب الله يعتمد على سياسة السيطرة على بيئته عبر تخويفهم الدائم من الآخر بحيث يوحي لهم أنه المخلّص، وهو ما ينشأ عليه الشباب منذ صغرهم ليكونوا جاهزين للتطوع او الانتساب إليه".

 

ما يقوله حسن يؤكد عليه محمد (34 عاما) من البقاع، ويقول لـ"العين الإخبارية"، إن حزب الله يمارس سياسة استقطاب الفتيان في عمر صغير وتحديدا في المجتمعات المحسوبة عليه حيث يعرف أن التأييد شبه كامل له.

 

وحول تجنيده الشباب، يقول حسن: "يمر الشبان خلال تجنيدهم مع حزب الله بمراحل عدة يتلقون خلالها تعاليمهم ومعتقداتهم وأفكارهم.

 

ويشير إلى أنها تبدأ في مرحلة ما تعرف بـ"الكشاف" ثم تليها مرحلة "التعبئة" وصولا إلى "التعاقد" حيث يجنّد الشاب مقابل عقد سنوي.

 

على أن ينتقل من يثبت كفاءته إلى مرحلة "التفرّغ" بحيث يصبح يحصل على تقديمات مالية واجتماعية إضافية.

 

وفيما يؤكد محمد أن المنتسبين لحزب الله لا يقتصرون على غير المتعلمين، بل يشملون شبانا متعلمين وذي شهادات عالية لكن غالبيتهم ينحدرون من المجتمعات الفقيرة.

 

ويلفت إلى أن رواتب العناصر تختلف بين متعلم وغير متعلم، وهي محددة بـ 500 دولار لمن لا يملك شهادة و700 دولار لمن يملك شهادة جامعية و800 دولار للحاصلين على الماجستير.

 

كما يشير محمد إلى أنه منذ فترة ونتيجة الضغوط والعقوبات المالية على حزب الله بات لا يعطي رواتب للمنتسبين الجدد الى صفوفه بصفة متطوّعا أي من دون رواتب، أما من يقبل التدريب خارج لبنان كسوريا مثلا يحصل على 20 دولارًا يوميًا.

 

وينتقد حسن الشعارات التي يطلقها حزب الله وتحديدا ما قاله نصر الله: "نحن لا نجوع"، مؤكدا أنهم"بدأوا اليوم بتوزيع الخبز على أبناء الجنوب، ظنا منهم أن الجوع يقتصر على الطعام لكن الحقيقة سياستهم هي المشكلة والتي تمنعنا من العيش بأمان في بلدنا لتأمين مستقبلنا، وتحول دون قدرتنا على السفر إلى الخارج بحثا عن البديل نتيجة نظرة المجتمع الدولي وخوفهم منا على اعتبار أننا أبناء الطائفة الشيعية المحسوبين على حزب الله".

 

وتتنوع مصادر تمويل مليشيا حزب الله، فإضافة إلى الدعم الذي يحصل عليه من إيران، تؤكد المعارضة اللبنانية على سيطرته على المعابر غير الشرعية والاستفادة منها في التهريب.

 

وكذلك المرافق من المطار والمرفأ والتهرب من دفع الضرائب، في غياب أي قدرة للأطراف السياسية على مواجهته.