إيران تشدد ضغوطها على مشاهير وسائل التواصل الاجتماعي

عرب وعالم

اليمن العربي

بدأت موجة جديدة من الضغوط الأمنية على المشاهير الإيرانيين في وسائل التواصل الاجتماعي داخل البلاد.

 

ومع تزايد ضغوط الأجهزة الأمنية حذف محمد موسوي وسعيد معروف، لاعبان بالمنتخب الإيراني للكرة الطائرة، منشوراتهما على موقع "أنستقرام" والتي انتقدا فيها إسقاط طائرة أوكرانية بصاروخين من دفاعات مليشيا الحرس الثوري، مطلع العام الجاري.

 

وأشارت بعض التقارير إلى أنه تم استدعاء اللاعب الإيراني محمد موسوي إلى الإدعاء العام في هذا الصدد، حسب محطة إيران إنترناشونال الناطقة بالفارسية التي يقع مقرها في بريطانيا، وفقا للعين.

 

 

وكان لاعب فريق الكرة الطائرة الوطني محمد موسوي أعرب على حسابه عبر موقع "أنستقرام" عن تعازيه لعائلات ضحايا احتجاجات نوفمبر/تشرين الثاني 2019، والطائرة الأوكرانية التي كانت تقل 176 راكبا.

 

وكتب اللاعب سعيد معروف في منشور مماثل، قائلا: "في أحلك ليالي تاريخ الوطن أدعو جميع الشعب المحبط، والمقموع، والمضطهد، والفقير، والمفجع إلى المحبة، والدعم، والعناية مع أي عرق ولغة".

 

لكن اللاعبين المعروفين حذفا لاحقا منشوراتهما على موقع "أنستقرام" الذي يعتبر الأكثر استخداما بين الإيرانيين.

 

وأثارت رسالة فيديو سجلها بيجن بنفشة خواه، ممثل سينمائي وتلفزيوني، الإثنين الماضي، داخل مقر وكالة تسنيم للأنباء المقربة من مليشيا الحرس الثوري الإيراني ردود أفعال بالداخل.

 

في هذا الفيديو، أُجبر بنفشة خواه على شرح سبب تعازيه في وفاة شهلا صافي ضمير، المغنية الإيرانية المعروفة باسم "مرجان".

 

وذكر الممثل السينمائي الإيراني أنه لم يكن على علم بعضوية مرجان في منظمة مجاهدي خلق المعارضة وانتقد انعكاس منشوراته في وسائل الإعلام الأجنبية.

 

وشارك بنفشة خواه منشورا مع رويا مير علمي وخسرو أحمدي، ممثلين سينمائيين، قالوا فيه إن "تأبين المغنية الإيرانية مرجان لا يعني بأي شكل من الأشكال تأييد توجهها السياسي والأيديولوجي".

 

ونشر فنانون إيرانيون آخرون هم تهمينة ميلاني، متين ستودة، بهنوش بختياري نصوصا مشابهة ضد منظمة مجاهدي خلق وزعيمتها مريم رجوي، مؤكدين أنه لا علاقة لهم بالمنظمة التي تمثل المعارضة في الخارج.

 

ووصف مستخدمون هذه الرسائل المصورة والمكتوبة التي بثها مشاهير على الشبكات الاجتماعية بالاستجواب والاعترافات الإجبارية.

 

وزادت الضغوط على مشاهير السوشيال ميديا في إيران بعد التحذيرات الأخيرة من مسؤولي الشرطة المحلية.

 

وتطرق رامين باشايي، المساعد الاجتماعي بشرطة الإنترنت الإيرانية خلال تحذيرين منفصلين، في مايو/ أيار الماضي، إلى ما أسماه "تشويش الرأي العام" في الفضاء الإلكتروني، وأخبر المشاهير أن يحذروا من أنشطتهم الافتراضية.

 

وشنت السلطات الإيرانية ضغوطا أخرى على بعض الصحفيين في نفس الوقت مع الفنانين والمشاهير بالفضاء الإلكتروني.

 

وكشف متشكان جمشيدي، صحفي إيراني متخصص بمجال البيئة، ضمنيا عن مثل هذه الضغوط التي تمارسها السلطات في بلاده.

 

واعتذر جمشيدي في تغريدة عبر موقع "تويتر"، الأحد الماضي، عن منشور سابق له انتقد خلاله أحكاما قضائية صدرت بحق نشطاء بيئيين بزعم تورطهم بالتجسس لحساب أجهزة استخبارات أجنبية، نوفمبر/ تشرين الثاني 2019.

 

واعتبر الصحفي الإيراني أن "الأحكام القضائية التي عوقب بها النشطاء البيئيون بمثابة أجورا لهم نظير محاولة الحفاظ على التنوع البيولوجي لأرض الوطن خلال أكثر من عقدين".

 

واستدعي جهاز استخبارات مليشيا الحرس الثوري الإيراني عددا من الصحفيين على خلفية كتابة منشورات تدعم الناشطين البيئيين المحتجزين منذ عام 2018، وفق إيران إنترناشونال.

 

وقد طُلب من الصحفيين الذي استجوبتهم استخبارات الحرس الثوري نشر مواد مكتوبة لدعم قرار المحكمة بحق النشطاء البيئيين.

 

وكشف الاتحاد الدولي للصحفيين في مارس/ آذار الماضي، عن زيادة الاستدعاءات والتعامل قضائيا مع نشطاء الفضاء الإلكتروني والإعلام داخل مدن مختلفة في إيران.

 

ويرى ناشطون حقوقيون ومحامون إيرانيون أن التدخل الأمني في أنشطة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي يعد انتهاكا للخصوصية بموجب الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

 

وتفرض الشرطة الإيرانية قيودا كثيرة منذ سنوات على الحياة العامة، والتي توسعت مؤخرا لتشمل حظر التريض بصحبة الكلاب في الأماكن المفتوحة، وتظليل زجاج السيارات، والموسيقى الصاخبة.