تصريحات أردوغان تستفز قبيلة المجاهد عمر المختار

عرب وعالم

اليمن العربي

أثارت تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول من يقاتلون في صفوفه في ليبيا حفيظة المكوّنات الاجتماعية خاصةً قبيلة المْنفة، شرقي البلاد التي ينتمي إليها المجاهد العربي الليبي عمر المُختار، وفق ما نشره موقع العين الإخبارية .

 

وأشار أردوغان في تصريحاته، إلى أنه يُساعد أحفاد عمر المختار في ليبيا، الأمر الذي فجر موجةً من الردود الغاضبة، أولها بيانُ استنكار شديد من قبيلة المنفة، أعلنته بعد ساعاتٍ من تصريحات إردوغان.

 

وقالت قبيلة المنفة إن الطائرات التركية؛ هي من تقتل أحفاد المختار، مبديةً استغرابها من جرأة تصريحاته، وهو من يُرسل آلاف المرتزقة والإرهابيين للقتال في ليبيا. 

 

وأضافت في بيانها: "مقام عمر المختار الأصيل لا يليق أن يأتي على لسان أردوغان، واصفةً الأخير بــ «المختل»" وفق البيان.

 

ونقل موقع العين الإخبارية، عن عضو المجلس الأعلى لمشايخ ليبيا، منصور ابسيس -أحد أبناء قبيلة المْنفة-: "قبيلتنا وكل القبائل الليبية، لا يشرّفُها أن تصطفّ مع محتلٍ عُثماني يحلم بعودة الإمبراطورية التركية إلى ليبيا، التي ارتوت رمالُها وترابُها بدماء الأجداد المجاهدين" 

 

وتابعَ ابسيس "إننا بكلّ ما نملك، وقفنا وسنقف ضد أي احتلال غاشم، ولن نسمح بإعادة ليبيا إلى الظلم والجهل والتقهقر". 

 

وأردف: "إن الدولة العثمانية بعد أن باعتنا لإيطاليا في « معاهدة أوشي لوزان » أكتوبر 1912 يتبجّح رئيسُها اليوم بالوقوف إلى جانب الليبيين، ليس إلا للاستيلاء على خيرات ليبيا ومواردِها وصحرائها المُمتدةِ بالرمال". 

 

وحول تدخّل تركيا العسكري في دعم ميليشات الوفاق بالطائرات والأسلحة والمرتزقة لقتال الجيش الليبي؛ علّق عضو المجلس الأعلى لمشايخ ليبيا، قائلًا: "من يَعبُر المحيطات ويَتعدّا حدودنا الإقليمية، سنكون في وجهه سدًا وحصنًا منيعًا ".

 

وعلُق المؤرّخ والأكاديمي الليبي، الدكتور وليد شعيب أستاذ التاريخ بجامعة طبرق، على تصريحات أدروغان الأخيرة وادّعاءاته المستمرّة في سعي تركيا لحماية الليبيين وأرضهم.

 

وقال شعيب في تصريح لـ"العين الإخبارية": "منذ نحو 400 عام من فترة الاحتلال العثماني حتى 1912 لم يُدافع الأتراك يومًا عن ليببا من أجل الإسلام أو حماية أراضيها، بل تنازلوا عن ليبيا لصالح إيطاليا وتركوها وشعبها في مواجهة الاحتلال الايطالي الغاشم". 

 

وكشف شعيب عن وجود وثائقَ خاصة بالعربية، ووثائقَ أخرى بالكتابة الإيطالية لم تُترجم حتى الآن، تشير جميعُها إلى أن بعضًا من نواب البرلمان التركي والقادة الأتراك آنذاك، تلقّوا رشاوى من الايطاليين للتخلي رسميًا عن ليبيا لصالح الاحتلال الفاشي. أبرزُهم السفيرُ التركي في إيطاليا ورئيس الوزراء فيما بعد، "حقّي باشا".

 

ويروي المؤرّخ الليبي أن "باشا" قد تواطأ مع القادة الطّليان في غزو ليبيا وعَبّد لهم الطريق لاحتلال ليبيا عام 1911.

 

ويؤكد شعيب حديثه قائلًا: "إن الأتراك لا يسعون لحماية الليبين؛ وإلا لما ارتكبوا المجازر وأفضع الجرائم على مرّ تاريخ أسودٍ شهدته ليبيا، من بينها مجزرة (الجوازي) و(العواقير) بالقلعة في بنغازي. ومذبحة (الشويمرة) شرق ليبيا.

 

وأشار المؤرخ الليبي أن تركيا لم تكتفِ بذلك؛ بل أثارت الفتنة، لشقّ الصف الليبي بين القادة السنوسيين في « برقة » وبين رمضان السويحلي في مصراتة، عقب خروجهم من برقة عام 1916. وأبدى شعيب أسفه بأن شرخ تلك الفتنة وندوبها لا تزال على وجه الوطن الليبي إلى وقتنا الحاضر.

 

وختم أستاذ التاريخ الليبي حديثَه، قائلًا: "إن الأتراك تركوا ليبيا في حِزامٍ من نار، والمجاهدينَ الليبيين في مقاومة العاصِفة .

 

وفسّر الإعلامي الليبي طارق غريب أحد أبناء قبيلة المْنفة خطاب إردوغان أنه يتعمّد المساس بالهوية الليبية، حيث استباح تاريخَ الليبيين وإرثهم. مُتّهمًا عملاءَهُ في ليبيا، إتاحةَ المجال له في استباحة البلاد برًا وبحرًا وجوًا.

 

وتابع غريب في تصريح وفقا لـ"العين الإخبارية": " إن للمجاهد العربي عمر المختار رمزيّة وطنيّة لكل الليبيين والأمة الإسلامية، فإن هذه التصريحات التي خرج بها إردوغان أثارت بشكل خاص استفزاز قبيلة المْنفة، كونُها الحاضن الاجتماعي لشيخ الشهداء