أبو شمس .. عبدالله الجابري أو الحضرمي الصعب؟!. (1ـ2)

اليمن العربي

 منذ ايام.. وعدت الاخوة الحضارم ـ على التويتر بالكتابة عن الحضرمي الصعب الذي عاش في حالة مجابهة مع مختلف القوى الوطنية ـ الجنوب يمنية و الجنوب عربية ، بما فيها حزبه ـ رابطة الجنوب العربي ، الذي اختار الانضمام اليه ، بعد وصوله مرحلا من المملكة العربية السعودية على السفينة " ليلة ب " في 1963 ، بسبب مقال كتبه تحت عنوان " ماذا يريد جنود الحسين من صنعاء " في جريدة المدينة ـ المملوكة لآل حافظ ـ يومها ، الذين عمل لديهم صبيا ـ بعد قدومه من حضرموت ( كما رواه في مقال عنه و عن صديق صباه عمر بن صديق ـ الذي اضحى من رجال الاعمال .. ) وتحول هو برعاية آل حافظ الي العمل في الجريدة ،مواصلا تعليم و تثقيف نفسه حتى احتل سكرتير تحريرها.. وفي عدن اسس صحيفة " الفاروق" التي سرعان ما اصبحت في مصافي النهضة والراي العام ، والجنوب العربي ، التي تناغم معها سياسيا ، وهي التي كتب فيها مقاله " كنت رابطيا قبل ان أعرف ـ الرابطة !؟.

 

رحل الجابري من عدن .. من قبل حكومة اتحاد الجنوب العربي ، ومن خلفها السلطات البريطانية في عدن ، الي حضرموت ، كما رحل قبله في الخمسينات السيد : محمد علي الجفري و طورد من لحج ، و الاستاذ : شيخان عبدالله الحبشي ، كونهم ليس من ابناء عدن ـ المستعمرة البريطانية ، مع اختلاف الظروف ، و المبررات ، فالمحميات الشرقية (حضرموت ) لم تكن ضمن ذلك الاتحاد الذي اقتصر على مشيخات وامارات و سلطنات المحميات الغربية ـ لمستعمرة عدن .

 

□ مكثت ايام .. من اين ابداء مع ابو شمس؟، من جدة ام من وادي بن علي في حضرموت ام من سيئون ، حيث اعتقل من قبل السلطات الكثيرية ، وحوكم بتهمة اطلاق الرصاص على مظاهرة طلابية و عمالية ـ دبرها القوميون العرب على اثر حادثة قنبلة الرابطة في المكلا عام1966 .. وهي مظاهرة ايضا مدبرة للاستيلاء على مقر الرابطة في المكلا ، تماما كما هي مظاهرة سيئون ـ التي وصلت الي مقر الرابطة ، تحت شعارات ثورجية ـ ضد الرابطة و المملكة العربية السعودية .. واشتدت الي المطالبة بسحل الرابطين ، الامر الذي اضطر الجابري الي اطلاق الرصاص من بندقيته للتخويف ، ولاقف المتظاهرين في ظل تقاعس واضح للشرطة الكثيرية ، التي وصل على اثر اطلاق الرصاص قائدها بن سلعان الجابري ـ ليسلم عبدالله الجابري المقر له و يستسلم ، ورغم ذلك لم يسلم المقر من عبثهم ، الي حد حرق بعض محتوياته .

 

هل ابداء من جدة او سيئون جميعها لم اعايشها .. وما لدي هي روايات متناثرة عنها ، حتى إخراجه من (فقيشة ) سجن سيئون .. ويقال أن الذي هربه منه ـ هو بن سلعان قائد الشرطة ، بعد ان سلمت بريطانيا حضرموت الي عناصر الجبهة القومية من خلال جيش البادية الحضرمي في 15سبتمبر1967 قبل الجلاء عن عدن بحدود75 يوما في 30 نوفمبر من ذلك العام .

 

□□عاد الجابري الي وادي بن علي .. لينتقل الي " بران " راس احد اودية قرية شعران ـ بخطم العوابثة ـ التي اتخذ منها الرابطين منطقة تجميع لأعضائهم المدنيين و العسكريين ، تولى الرابطيون من وادي العين الايواء و التموين و التواصل ، بقيادة قائدهم العسكري الشهيد: عبدالله علي بن مجشر العوبثاني ، وفي بران وبعد قدوم الجابري قدم اليهم من عدن الضباط عوض سالم باوزير المسؤول التنظيمي العسكري ـ خريج بغداد و حسن الحبيشي ـ خريج القاهرة و من المدنيين ربيع راج (والد المذيعة ليلى ربيع ) وغيرهم من مختلف مناطق حضرموت ، حيث شكلوا محطة للاتصال و التواصل ـ حيث تولى الجابري القيادة السياسية ..ونظموا انفسهم لمقاومة حكومة قحطان الشعبي التي بادرة مناصبة حزب الرابطة وجبهة التحرير العداء .

 

□□□رفضت قيادة الرابطة العمل العسكري .. وعلى لسان رئيسها السيد : محمد علي الجفري الذي حذر قحطان الشعبي من استخدام السلاح ، منبها اياه الي التركيبة المجتمعية ـ القبلية ، التي ما زالت حية وتهدد الاوضاع الاجتماعية الموروثة ـ بهذا المعنى ، وذلك في تصريح له الي الصحافة اللبنانية الذي رحب فيه بوحدة تلك المشيخات و الامارات و السلطنات والاستقلال في دولة واحدة ـ باعتباره انجاز كبير للحركة الوطنية .

 

ولدت بكر الاستاذ : الجابري "شمس " وهو في بران .. ومن يومها كني ابو شمس ، بين رفاقه الذين قال لهم تريدوني اسميها باسم اكثر من شمس بران .. هناك حيث تقرر الرحيل الي السعودية ـ خصوصا وان الاعتقالات قد بداءت عن طرق المداهمات في المدن والقرى .. وفي بران ولدت فكرة ضرورة انشاء حركة حضرمية مستقلة تجمع الرابطين و التحريرين و المستقلين الحضارم.. وهي الفكرة التي اصطدمت مع قيادة الرابطة ونتج عنها ان معظم رفاق الجابري قدموا الي نجران و من ثم جدة ليصطدموا مع قيادة الرابطة ، في الوقت الذي رفضوا فيه الانضمام لمعسكرات مشايخ الجنوب و جبهة التحرير .

 

□□□□ بقي الجابري .. في شرورة .. حيث وضعت امامه خيارات للسفر الي الخليج او الكويت او لبنان من قبل جهات رسمية ـ ومعنية في السعودية ، رفض تلك الخيارات رغم مغرياتها ، ورفع برقية مباشرة الي جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ يرحمهما الله جاء فيها لقد رحلت بأمركم السامي كولي عهد .. واليوم اعود اليكم لأدخل في حمايتكم وانتم الملك العربي الذي لا يضام من شملته حمايته ، او اسمحوا لي ان اعود لأسلم راسي لحكومة قحطان الشعبي ـ فلا كرامة لي الا بحمايتكم او الموت على ثراء حضرموت.

 

فجاء الامر الي الشويعر امير منطقة شرورة .. اكرموا الجابري ـ وهو ضيفنا كلاجئ سياسي وسهلوا له القدوم الي جدة .

 

في جدة .. عرفت الجابري بشكل مباشر ، في عزومة بمنزل محمد احمد باشميل ، حيث كنت قد قدمت من شرورة مع الاخ احمد عبدالله السومحي ـ الدكتور فيما بعد، وعمر عبدالله بامحسون ـ الدكتور ايضا فيما بعد.. كانت قد القيت بين الضيوف عدة نسخ من ملحق تصدره المدينة ـ او عكاظ باسم الجنوب العربي ـ اشرف او يشرف على اصدارة باشميل .. كنت يومها على مشارف الشباب ، اخذت نسخة و انشغلت بالقراءة .. فقال ابو شمس اقرأ واكتب نريدك واحد من كتاب حضرموت .. من هنا بداءت المعرفة بالأستاذ عبدالله بن صالح ( الصقر) الجابري ـ الحضرمي الصعب .. الذي قال لي انت ابن الشيخ :عمر بن احمد بن حمود من شعران ـ وكر احرار حضرمووت ..ذلك الاطراء دفع بي بعيدأعن عالم الاعمال و التجارة رغم وفرة الفرص .. لاتجرع مرارات خياراتي ـ او ربما لاكتب عن ابو شمس وغيره ممن عرفت او التقيت ؟!.

 

و للحديث بقية