"الخليج": وجد أردوغان ضالته بالسراج الذي ارتضى أن يكون بيدقاً على رقعة الشطرنج التركية

عرب وعالم

اليمن العربي

قالت صحيفة خليجية، "يروي التاريخ المعاصر قصصاً عن رجال تعاونوا مع الأعداء أو المحتلين، ولاقوا مصيرهم الحتمي كخونة ارتضوا أن يبيعوا أوطانهم، أو أن يتآمروا على شعوبهم، وكان الجزاء العادل الذي استحقوه الإعدام أو المنفى".

 

وأضافت صحيفة "الخليج" الصادرة اليوم السبت تابعها "اليمن العربي"، من بين هؤلاء مثلاً، بيير لافال رئيس حكومة فيشي الفرنسية، الذي تعاون مع الاحتلال النازي، والذي أعدم رمياً بالرصاص؛ بعد تحرير فرنسا على يد الجنرال ديجول، والماريشال فيليب بيتان الذي حُكم عليه بالإعدام أيضاً، ثم تم تخفيض الحكم إلى المؤبد.

 

وبينت أن الخيانة.. جريمة لا تغتفر؛ لأنه لا يمكن تبريرها أو غسل آثامها، وهي ليست وجهة نظر، يمكن تفسيرها أو إيجاد المبررات لها.

 

وتابعت وفي عالمنا العربي، هناك من ارتضوا أن يكونوا خونة بقرار منهم، ويتحولوا إلى دمى رخيصة بيد العدو أو المحتل؛ طمعاً بسلطة أو مال. وفي تاريخنا الحديث هناك نماذج بشعة لهؤلاء الذين ارتضوا أن يكونوا عملاء للاحتلال «الإسرائيلي»، من أمثال: سعد حدّاد الذي أنشأ ما يُسمى «جيش لبنان الجنوبي»؛ ليكون متراساً متقدماً للاحتلال في جنوب لبنان، ثم خلفه بعد موته الجنرال أنطوان لحد الذي فرّ مع بعض فلول عملائه، تحت جنح الظلام مع قوات الاحتلال؛ بعد تحرير الجنوب عام 2000.

 

وذكرت "سوف يظل التاريخ يتحدث عن هؤلاء وغيرهم ممن ارتضوا أن يبيعوا أوطانهم وشرفهم وأهلهم كخونة؛ لأن التاريخ لا يرحم. فالذي خان وطنه، وباع بلاده، مثله كمثل الذي يسرق من مال والده؛ كي يطعم اللصوص، فلا والده يسامحه، ولا اللص يكافئه.

 

ومضى" هذه حالنا اليوم، مع رئيس ما يُسمى «حكومة الوفاق» الليبية في طرابلس، فائز السراج، الذي قرر أن يكون عميلاً صغيراً للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ويحول أجزاء من ليبيا إلى «دويلة سعد حدّاد أو أنطوان لحد»، ويقبل بأن يرهن بلاده وشعبها وثرواتها لذلك المقيم في أنقرة، الذي يطمح باستعادة مجد غابر، ويحول ليبيا إلى قاعدة أمامية للإرهاب والتخريب في شمال إفريقيا.

 

وشدد على أن السراج هذا، ذهب مجدداً إلى أنقرة قبل يومين؛ ليتسوّل الدعم والمساندة من أردوغان، الذي لم يرفض طلبه؛ بل وعده بمزيد من الدعم، وبمزيد من المرتزقة والسلاح؛ لاستكمال مخطط تدمير ليبيا وتفتيتها، وقتل المزيد من شعبها، لعله يتمكن من القبض على ثرواتها، أو أن تكون له حصة فيها.

 

واختتم"لقد وجد أردوغان ضالته بالسراج الذي ارتضى أن يكون بيدقاً على رقعة الشطرنج التركية، وهو بذلك يمارس فعل الخيانة عامداً متعمداً، ويختلق الأعذار؛ ليقنع نفسه بأنه على صواب؛ لكنه بالتأكيد لن يقنع الشعب الليبي؛ لأن أسوأ أشكال الخيانة هي التي تُرتَكب في وضح النهار، وبلا خجل، بعد أن ذهب السراج بعيداً في فعل الخيانة، لن يكون مصيره أفضل حالاً من سعد حدّاد أو أنطوان لحد، ولا حتى بيير لافال أو بيتان