كاتب تركي ينتقد أردوغان على خلفية القرارات التي أعلن عنها مؤخرًا بخصوص عودة الحياة لطبيعتها

عرب وعالم

اليمن العربي

انتقد كاتب تركي، نظام الرئيس، رجب طيب أردوغان، على خلفية القرارات التي أعلن عنها مؤخرًا بخصوص عودة الحياة لطبيعتها اعتبارًا من مطلع يونيو/حزيران المقبل، رغم تصاعد حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).

 

جاء ذلك بحسب ما ذكره الكاتب الشهير، أمين تشولاشان، في مقال بعنوان "رسالة صريحة لأردوغان" نشر بمقاله اليومي في صحيفة "سوزجو" المعارضة، السبت.

 

وقال الكاتب في مقاله: "لما تفشى فيروس كورونا في تركيا مطلع مارس/آذار الماضي، وسجلت حالات في مدينة إسطنبول، انتقل أردوغان لقصر هوبر المُحصن؛ ليعزل نفسه عن الجميع".

 

 وأضاف مخاطبًا أردوغان: "ما يدهشني عدم انتقالك لقصرك في أنقرة المكون من 1100 غرفة، مادام الفيروس انتشر في إسطنبول، هل نسيت حقًا هذا القصر؟ ولماذا تعيش في إسطنبول أكثر من شهرين في ظل ذلك؟!" .

 

وتابع تشولشان: "هل يا تُرى هناك خطرًا في أنقرة لا نعرفه وتخاف منه؟ وأليس من الممكن أن يصل الفيروس الذي أودي بحياة آلاف الأشخاص لقصركم في إسطنبول"؟

 

وأردف الكاتب قائلا: "يبدو أنك تهرب من شيء ما، نعم نعلم أن لديك حساسية تجاه العاصمة أنقرة، ولو كان الأمر بيدك لنقلت كل شيء من مؤسسات ووزراء وهيئات لإسطنبول".

 

واستطرد قائلا: "وهل رأيت أي حاكم في العالم سواء (الرئيس الأمريكي دونالد) ترامب، أو الروسي فلاديمير بوتين، أو المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، يديرون بلدانهم من مدن أخرى غير العاصمة؟" .

 

وأشار الكاتب إلى أن "الشعب التركي لن يستسيغ عودة الحياة لطبيعتها بهذه البساطة لأنهم يعلمون أن الفيروس سيتوحش وسيكون أسوأ".

 

الكاتب اتهم كذلك أردوغان بـ"تجاهل تحذيرات الأطباء والخبراء، ومن ثم المخاطرة بحياة المواطنين من خلال اتخاذ قرار عودة الحياة لطبيعتها"

 

في سياق متصل أدلى رئيس اتحاد الأطباء الأتراك (TTB)، البروفيسور سنان آديامان، السبت، بتصريحات أكد فيها استمرار تفشي وباء كورونا في تركيا خلال الفترة المقبلة.

 

 

وقال البروفيسور، في تصريحات تلفزيونية: "لن يعود أي شيء لسابق عهده، وأن كارثة كبيرة ستحدث في إسطنبول، حيث سينتقل هذا الفيروس لكافة المناطق في المدينة".

 

وتابع موضحًا أنه "في ظل انتشار كورونا، فإن الفيروس سيتفشي بكل مقاطعات إسطنبول خلال الفترة المقبلة".

 

وأعرب رئيس الاتحاد عن استغرابه من إعادة فتح وسائل النقل بمدينة إسطنبول، مشيرًا إلى أن "أولوية الحكومة هي المصالح الاقتصادية أما الصحة العامة للمواطنين فلا تدخل في دائرة اهتمامها، وقرار عودة الحياة لطبيعتها مبكر للغاية".

 

وكان أردوغان أعلن الخميس الماضي، أن مطلع يونيو/حزيران سيشهد افتتاح عدد من القطاعات والمرافق التي تم إغلاقها قبل نحو شهرين.

 

وأوضح أن رفع حظر السفر بين المدن بشكل كامل اعتباراً من 1 يونيو، وكذلك فتح المتاحف، والمطاعم والحدائق والكافيهات باستثناء الأرجيلة، والسواحل.

 

ووفق تصريحات أردوغان التي أدلى بها عقب اجتماع للوزراء، سيتم تخفيض حظر التجوال للصغار إلى 18 عاماً، حيث يسمح لهم بالخروج أيام الأربعاء والجمعة من الساعة 14:00 وحتى الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي.

 

القرارات الجديدة شملت استمرار حظر التجول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا مع السماح لهم بالخروج أيام الأحد من الساعة 14.00 إلى 20.00، شريطة أن يلتزموا بالقناع والمسافة الاجتماعية والنظافة.

 

كما قرر النظام التركي رفع القيود المفروضة على السياحة البحرية وصيد الأسماك والنقل في إطار القواعد المحددة، وفتح متاجر بيع الحيوانات اعتبارا من 1 يونيو واستئناف مسابقات الخيول اعتبار من 10 الشهر.

 

مرافق الاستراحة على طرقات السفر ستفتح مجددا في 1 يونيو، إلى جانب السماح للمواطنين أصحاب المحلات التجارية فوق 65 عاما باستئناف أعمالهم شريطة الالتزام بارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة التباعد الاجتماعي وقواعد النظافة.

 

يأتي ذلك ضمن سلسلة قرارات اتخذتها السلطات التركية مؤخرًا لإعادة فتح الاقتصاد وعودة الحياة لطبيعتها، رغم استمرار تفشي الفيروس، وهو الأمر الذي ترفضه أحزاب المعارضة بالبلاد التي تقول إن أردوغان يغامر بصحة المجتمع لإنقاذ اقتصاده المتردي.

 

وفي وقت سابق السبت، سجلت وزارة الصحة التركية 26 حالة وفاة جديدة خلال 24 ساعة ترفع الإجمالي إلى 4515، فيما تم تسجيل 983 إصابة رفعت الإجمالي إلى 163 ألف و103 إصابات.