عيد الفطر يكشف الإنقسام الديني في نظام إيران السياسي

عرب وعالم

اليمن العربي

كشف حلول عيد الفطر المبارك، رحى الإنقسام الديني الذي يشهده نظام إيران السياسي المرتكز على قاعدة دينية تتمثل في شخص المرشد .

 

فقد إحتفل قطاع كبير من الإيرانيين الإثنين بعيد الفطر المبارك، رغم إعلان مرشد إيران علي خامنئي أن الأحد هو أول أيام العيد، في تضارب واضح بين المرجعيات الدينية، يحمل بين طياته مؤشرات على خلافات متصاعدة تتجاوز الأمور الفقهية إلى السياسية.

 

وأعلن عدد من علماء ومراجع الفقه الشيعي الأخرى، أن اليوم الإثنين هو أول أيام عيد الفطر، في مخالفة واضحة للمرشد الإيراني علي خامنئي الذي أعلن أنه الأحد.

 

ونتيجة لتفشى فيروس كورونا فى البلاد، تم إلغاء صلاة عيد الفطر التي كانت تقام رسمياً في "مصلى جامعة طهران"، ولكنها أقيمت على نطاق محدود بعدد من المناطق الأخرى.

 

اختلاف الآراء بين المراجع الشيعية حول رؤية هلال شهر شوال، ليس بالأمر الجديد الذى يحدث في إيران.

 

لكن هذا العام كان هناك عدد كبير من المراجع التقليدية الشيعية في "قم" اختلفت آراؤهم مع رأي المرشد، حيث بلغ الاختلاف ذروته، مما دفع علي رضا موحد نجاد عضو "لجنة الاستهلال الإيرانية"، التابعة لمكتب خامنئي نفسه، إلى تقديم توضيحات في هذا الصدد.

 

وصرح نجاد إلى شبكة "خبر"، التابعة للإذاعة الإيرانية، قائلا إن "هذا الموضوع يعود إلى خلافات فقهية جملة وتفصيلاً، ومن الممكن أن يظن الناس أن الأمر له دوافع سياسية".

 

وكانت المراجع التقليدية الشيعة في قم ومن بينها؛ لطف الله صافي الجولبايجاني، وموسى شبيري الزنجاني، وحسين وحيد الخراساني، ويوسف صانعي، وعبد الله جوادي الآملي، وناصر مكارم الشيرازي ، قد أعلنوا أن يوم الاثنين هو أول أيام عيد الفطر، وذلك على عكس رأي المرشد.

 

وبحسب تحليل لموقع العين الإخبارية، تتفق رؤى هذه المراجع التقليدية مع علي السيستاني المرجع الشيعي فى النجف، الذي أعلن أن اليوم الإثنين هو أول أيام عيد الفطر.

 

بيد أن إثنين من المراجع الإيرانية المخالفة لقرار خامنئي، تراجعا عن موقفهما، وهما ناصر مكارم شيرازي وحسين وحيد خراساني، حيث أكدا أن أمس الأحد، هو أول أيام عيد الفطر، في إشارة تضفي مزيد من الشكوك حول تطور العلاقة بين المرجعيات الدينية في إيران.

 

ويثير موقف مكارم الشيرازي المخالف لخامنئي في البداية العديد من التساؤلات خصوصا إنه "فقيه حكومي" يتبع في آرائه، رأي الحكومة والمرشد الإيراني.

 

وهنا يحاول عضو لجنة الاستهلال الإيرانية التابعة لمكتب المرشد الأعلى في تصريحه لشبكة "خبر" الإيرانية، تبرير هذا التضارب بأن هذا "الخلاف فقهي وتقليدي، وحالياً يصعد على السطح بشكل جلي، نظراً لانتشار وسائل الاتصال".

 

جدير بالذكر أنه عقب الإعلان عن نتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية عام 2009، التى فاز بها محمود أحمدي نجاد (المحافظ) في ولاية ثانية، وما تبعها من مظاهرات مليونية بعد اتهام منافسه مير حسين موسوي (الإصلاحي) بتزوير الانتخابات، تصاعدت حدة الخلافات حول تحديد أول أيام عيد الفطر.

 

ففي ذلك الوقت أعلنت أغلب مراجع الفقه الشيعي المؤيدة لأحمدي نجاد يوم عيد الفطر مخالف لما أعلنه خامنئي.

 

ومنذ اندلاع ما يعرف في إيران بـ"ثورة الخميني" عام 1979، شهدت الساحة الداخلية العديد من الصراعات السياسية والدينية تزعمها التيار الأصولي من جهة والإصلاحي من جهة أخرى.

 

ففي السنوات الأولى من عقد الثمانينيات، كانت السياسات الاقتصادية لحكومة مير حسين موسوي السابقة مفتاحا لهذا الصراع الذي ما زال قائما إلى اليوم