القائد اللواء صالح يسلم بن سميدع بومحفوظ كما عرفته

اليمن العربي

تعود معرفتي بالقائد اللواء صالح يسلم بن سميدع رحمه الله إلى أجواء عام ١٩٥٩م عندما كنت في الثامنه من عمري كان يتردد على الوالد رحمه الله في مسجد جول الديس قبل اكتمال بنائه وعندما كان سقفه من (الجواني) وأحياناً كان يأتيه إلى دكانه المتواضع الذي يقع في بيت عبدربه اليزيدي رحمه الله حيث يقع فرن الهجري (حالياً) .

 

كان القائد يتطلع إلى أن تكون له بدُُ في عمل خيري يذكره به الناس فوجد في الوالد علي محمد عمره .. الذي سمي المسجد باسمه لاحقا ذلك الانسان الذي يمكن أن يقوم بالاشراف والمتابعه والقوامه والنظاره على هذا المشروع الخيري بتجرد ونكران ذات وامانه والتزام باداء الواجب .

فبدأ القائد رحمه الله باستخراج قطعه الارض لصالح المسجد وقام بالدفع ببعض البيوت التجاريه للتبرع لصالح بناء المسجد وساهم شخصياً بالتبرع من دخله الشهري فتم بيع قطعة الارض وجمعت التبرعات وتمت عملية البناء لهذا المسجد الذي تم اختيار موقعه بعنايه ليكون في وسط الديس .

كان القائد قليل الكلام وعندما يتكلم يجي ٔ كلامه موجزاً أو مركزاً ومختصراً .. وكان طيبا ومتواضعا لايشعرني بمنصبه العسكري الرفيع الذي يتبوأه ولا بالمكانه التي يحتلها في سلم القياده العسكريه في حكومة ذلك العهد الذي ولى وانقضى بعد ان ترك بصمات لن تنسى في نفوس الذين عايشوه من الناس وكان نحيف الجسم معتدل القامه ذي بشرة بيضاء تميل للاصفرار .

كان يحرص على لبس البدله العسكريه في الصباح أو في المهمات العسكريه التي يؤديها من حين لآخر .. اما في العصر فانه كان يحرص على أن يكون مكتمل الهندام فكان ملبسه عادةً مايتكون من صاروم إندونيسي ناعم الملمس وشميز أبيض أو أزرق في بعض الاحيان يضعه تحت الصاورم ويتمنطق بحزام إندونيسي أخضر ويضع كوت بُنَّي أو أسود اللون في بعض الاحيان فوق الشميز وعلى رأسه غتره بيضاء يعلوها عقال أسود وينتعل حذاء جلدي من المصنوعات المحليه .

وكان يحرص على أن يمسك بيده اليمنى عصا صغيره ربما لها مدلول عسكري في تلك الحقبه من الزمن، كنت في تلك الفتره في سن الدراسة الابتدائيه وكانت المدارس محدوده العدد في ذلك الوقت فأشار بعض أهل الخير على والدي أن يطلب من القائد بن سميدع أن يلحقني بمدرسة (الوحدات لأبناء جيش المكلا النظامي بالرزميت) فوافق القائد رحمه الله والتحقت بهذه المدرسة التي يدرس فيها أبناء وبنات العسكر والضباط من أفراد جيش المكلا النظامي وذلك في العام الدراسي ١٩٥٩م/١٩٦٠م.

واقتربت اكثر من القائد الذي كان مسكنه لايبعد كثيراً عن مدرستنا التي داخل المعسكر كنت أشاهده يومياً عندما يخرج من بيته ببزته العسكريه إلى مكتبه أو للمشاركه في بعض الاحيان في الطابور العسكري الصباحي للوحدات العسكريه .

كان ولداه محفوظ وفائز يدرسان معنا في المدرسه إلى جانب عدد من أبناء وبنات الضباط والافراد ولانشعر بأي فارق بيننا وبينهم وليس من باب المفاخره ولكن لتأكيد المساواه في المعامله بين الطلبه كنت خلال السنوات الأربع التي قضيتها في هذه المدرسه يكون ترتيبي الاول على الصف في الامتحانات النهائيه وللأمانه فقد أحسست بان القائد رحمه الله يفاخر بي بين الطلبه كونه كان سبباً في التحاقي بهذه المدرسه المخصصة لأبناء الضباط والعسكر المنضوبين في جيش المكلا النظامي وبعضهم من أبناء الشرطه المدنيه التي تقع في منطقة الشرج .

كان القائد يشجع العلم ويكرم المتعلمين ويحرص على تشجيع الافراد والضباط على الدفع بأبنائهم وبناتهم للدراسه كما يحرص كذلك على تذليل الصعوبات التي تواجه المدرسه التي كان يديرها في تلك الفتره الاستاذ علي محمد بن عويش رحمه الله .. أما المدرب العسكري فكان النائب عبدالله سالم بن علي الحاج (أبومحسن)رحمه الله .

وكان رحمه الله شخصيه مهابه يمتلك كاريزما خاصه بما اكتسبه من دراسيةٍ وخبرة عسكريه في المناصب التي تقلدها وكان محبوباً بين زملائه لانه كان قريباً منهم يستمع إلى شكاويهم ويذلل الصعوبات الماليه والفنيه والعسكريه التي تواجههم كما يتساوى عنده الضباط والافراد في التقاضي العسكري وفي الترفيع في الرتب العسكريه وفي التوزيع في المناصب العسكريه وفي الاهتمام بغداءات الافراد وصحتهم وعافيتهم .

وكان القائد رحمه الله يحرص على الانضباط واداء الواجبات وتنفيد المهمات في وقتها ،كما كان يشجع مبادرات الضباط والافراد وتقديم الحوافز لهم ،كما كان يتابع برامج التدريب والتأهيل التي تنفذ بحسب البرامج والخطط من اجل الحفاظ على جاهزية القوات المسلحه .

بقيت إشاره وهي انه كان قد اشتهر بالقائد نسبه إلى المنصب العسكري الرفيع الذي كان يتبوأه كقائد أعلى للقوات العسكريه السلطانيه المسلحه والتي كانت تضم:

 

◼️جيش المكلا النظامي .

◼️الشرطة العسكريه المسلحه .

◼️الشرطة المدنيه .

◼️شرطة السجون .

◼️شرطة الجمارك .

◼️شرطة المرور .

 

رحم الله القائد اللواء صالح يسلم بن سميدع وجزاه عن أهله وناسه وشعبه خير الجزاء إنه سميع مجيب .