الحوثي يعمق جراح اليمنين بالتكتم على كورونا في صنعاء

أخبار محلية

اليمن العربي

أصبح العام الجاري 2020، عام المخاوف والقلق بالنسبة لليمنيين، إذ أن بدايته لم تكن جيدة؛ فقد تسببت مليشيات الحوثي المدعومة من نظام طهران، في العبث بالشبكة العنكبوتية التي بدورها قطعت أرزاق كثير من الناس، وزيادة معاناة الشركات المحلية، ومؤخرا أصبحت جائحة كورونا تهدد اليمن بفعل تكتم الحوثيين على حالات مصابة بالفيروس المستجد (كوفيد - 19).

 

وتقول مصادر محلية، إن "أطقم أمنية تابعة لأمانة العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، أغلقت، الأربعاء الماضي، سوق باب السلام بصنعاء القديمة أشهر أسواق المدينة.

 

وبحسب المصادر، فقد معنت تلك القوات المواطنين من الدخول أو الخروج من السوق والاحياء المجاورة له بعد الاشتباه بوجود حالات كورونا، وقامت بتعقيم الشوارع والازقة.

 

المصادر ذاتها تضيف، أنه في الأيام القليلة الماضية قامت المليشيات بالعمل ذاته، في أحياء بالحصبة وأسواق شميلة جنوبي المدينة.

 

حالات مُتكتم عنها

 

ساورت كثير من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، شكوك ومخاوف من أن تلك الإجراءات تؤكد على وجود الكثير من حالات الإصابة في صنعاء وسط تكتم شديد من قبل حكومة الحوثي.

 

وأعلنت مصادر طبية - في وقت سابق - عن وجود العديد من الحالات المصابة بكورونا، لكن جماعة الحوثي أصرت على التعامل معها كحالات مصابة بحمى ما يعرف بفيروس "المكرفس"، وقامت بحجر بعض الحالات في فندق موفنبيك الذي استولت عليه قبل فترة وجيزة لتعلن تحويله إلى حجر صحي.. حد زعمها.

 

وتقول المصادر الطبية: إن "مليشيا الحوثي نقلت 3 حالات مؤكدة من مستشفى الجمهوري إلى فندق موفنبيك".

 

وتضيف المصادر أن هناك 7 حالات مصابة بمستشفى الكويت، وان حالة مؤخرة تم اكتشافها في حي السنينة، وتم حجر ذويه وجيرانه في منازلهم.

 

من جانبه، حذر وزير الاعلام، معمر الارياني، من تسييس مرتزقة ايران "المليشيا الحوثية" لملف وباء كورونا المستجد واخفائها لحجم الإصابات في مناطق سيطرتها.

 

وقال وزير الاعلام، إن "المليشيا الحوثية تخفي حجم الاصابات بفيروس كورونا وتمارس الضغوط على الطواقم الطبية في مستشفيات العاصمة المختطفة صنعاء ومناطق سيطرتها لعدم نشر الحقائق وتجبرها على تشخيص الحالات على انها ناتجة عن إصابة باوبئة وفيروسات أخرى".. وفق ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ".

 

‏واضاف الارياني: أن "المليشيا الحوثية تتعمد اخفاء اعداد الاصابات الحقيقية بفيروس كورونا للاستمرار في نهب المساعدات الدولية والتنصل عن مسئولياتها في حماية ملايين المواطنين في مناطق سيطرتها، والتهرب من الضغوط الدولية الرامية لوقف إطلاق النار من قبل المليشيا وتوحيد الجهود لمواجهة الفيروس".

 

ووجه الارياني نداءً عاجلاً للأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للتدخل والضغط على المليشيا الحوثية لكشف الارقام الحقيقية للاصابة بالفيروس ومكاشفة الرأي العام والتعامل بشفافية مع كل المعلومات المتعلقة بالوباء حتى يتمكن المواطنين من اخذ احتياطاتهم وعدم تركهم ضحية الحسابات السياسية.

 

بدورها، أعربت وزارة الصحة العامة والسكان عن قلقها حيال المخاوف التي أبداها مكتب منسق الأمم المتحدة من إمكانية تفشي فيروس كورونا في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الانقلابيون، وان مليشياتهم تتكتم على مثل هذه الأمر بالغ الخطورة، بما بات معروفاً عنهم عدم اكتراثهم بالجانب الإنساني وحياة اليمنيين.

 

وقالت الوزارة في بيان لها: "تابعت وزارة الصحة، باهتمام بالغ البيان الصادر مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية في اليمن يوم الثلاثاء، والذي أفصح عن مخاوفك من تفشي مرض كورونا المستجد في اليمن واحتمالية أن يكون قد انتشر في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي المتمردة دون اكتشافه".

 

واستغربت الوزارة في ذات الوقت تساهل مكتب منسق الأمم المتحدة في اليمن، في تعامله مع تصرفات ميليشيا الحوثي التي تهدد حياة الناس، واللغة الناعمة تجاه ما يمارسوه من تعتيم لا يتفق مع توجيهات منظمة الصحة العالمية.

 

وقالت " انطلاقاً من ادراك الحكومة لمسئولياتها الوطنية والإنسانية حيال تفشي هذا الوباء، فإن وزارة الصحة ملتزمة بالإعلان عن أي حالة يتم رصدها أو الاشتباه بها، كالتزام أخلاقي انتهجته اللجنة الوطنية للطوارئ، مدركين أن أول وسائل وقاية المجتمع في الشفافية والمصارحة، وهو ما دأبنا عليه منذ البداية".

 

وأضافت الوزارة " في حين أننا لا زلنا ننتظر ما سيقدمه مكتب منسق الأمم المتحدة المقيم، ومنسق الشؤون الإنسانية لليمن في مواجهة الجائحة فإننا سنبذل كل الجهود مؤملين تقديم الدعم والمساندة، كما تقع عليهم مسئولية في توضح ما يحدث، وتحميل مليشيا الحوثي المسئولية عن نتائج تكتمها، لما قد يخلفه من كارثة إنسانية، والعمل على بحث الحالات المشتبهة ومصارحة المجتمع والتوضيح للرأي العام، وضمان عدم تسييس الوباء أو التعتيم على الإصابات".

 

ويوم قال وزير الصحة، مساء الأربعاء، إنه تم تسجيل أول حالتي وفاة بفيروس كورونا المستجد.

 

 

وقال وزير الصحة والسكان، الدكتور ناصر باعوم، إن الفيروسات متشابهة في أعراضها من حيث الحمى وضيق النفس والوفاة.

 

‏وأضاف إنه تم إجراء فحص مرتين لحالات بعدن وظهرت إيجابية (مصابة) وفي ظل الوباء العالمي أعلنا أنها "كورنا" حتى يثبت العكس، و‏ستظهر الحقائق الأحد أو الاثنين القادم.

 

وأوضح باعوم، أن اليمن تعاني من انتشار عدد من الأوبئة والفيروسات ففي السنة الفائتة 2019م سجلت عدن 34 حالة وفاة بحمى الضنك ومرض التكنوجونيا، كما سجلت تعز 56 حالة وفاة بنفس الأمراض بعدن، وكذلك الحديدة سجلت 68 حالة وفاة.

 

ويوم الأربعاء 29 أبريل/نيسان الماضي، تم الإعلان عن 5 حالات إصابة بكورونا بعدن، منها حالتا وفاة وثلاثة مصابين