الدراما الرمضانية تُشعل حربا بين القنوات التلفزيونية التونسية

ثقافة وفن

اليمن العربي

تسابق القنوات التلفزيونية التونسية الزمن، لاستقطاب متابعي المسلسلات المزمع بثها خلال شهر رمضان المبارك، الأمر الذي خلق حالة تنافس شديدة بلغت حدّ الاتهامات بالاحتيال، ما قد يدفع الأمور إلى القضاء.

وتلوح في الأفق قضية بين قناة "الحوار التونسي" والقناة الوطنية الأولى، القناة الرسمية في تونس، بسبب إقدام منتجة مسلسل "قلب الذئب"، خولة سليماني، على بيع هذا العمل الدرامي للقناة الوطنية، بعد أن وقعت عقدا مع قناة الحوار التونسي الخاصة لبث المسلسل.

وقالت محامية قناة "الحوار التونسي"، سنية الدهماني، إن منتجة مسلسل "قلب الذئب"، خولة سليماني، قامت بعملية احتيال على قناة "الحوار التونسي" بعد أن باعت المسلسل للقناة الوطنية الأولى، بمبلغ قُدّر بمليون و 900 ألف دينار (حوالي 650 ألف دولار) لبثه خلال شهر رمضان.

وأوضحت سنية الدهماني، أنّ قناة "الحوار التونسي" أبرمت عقدا مع خولة سليماني في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ومكنتها من معدات التصوير والأزياء الخاصة بالمسلسل والأضواء  والدعاية التي انطلقت حتى قبل بداية تصوير المسلسل، مشيرة إلى أن خولة سليماني ليست المنتجة الوحيدة للمسلسل بل معها منتجان آخران.

وأضافت الدهماني أنه تم الاتفاق مع سليماني في العقد على تقاسم عوائد الإعلانات، على أن تكون نسبة 70% للجهة المنتجة للمسلسل و30% لقناة "الحوار التونسي"، مشيرة إلى أن صاحب القناة سامي الفهري، منح ثقته لمخرج وكاتب السيناريو وبطل المسلسل بسام الحمراوي، وأيضا لخولة سليماني باعتبارهما من "أبناء القناة"، وفق قولها.

واعتبرت المحامية أنّ سليماني احتالت على قناة "الحوار التونسي" في عمل وصفته بأنّه غير أخلاقي، مشيرة إلى أنه تم الاتصال بها وهي تقوم بعملية مساومة مع القناة، مستنكرة في الوقت ذاته قيام قناة الوطنية الأولى بشراء هذا العمل على الرغم من أنه لديها أعمال درامية رمضانية، بحسب تعبيرها.

وأكدت أنّ قناة "الحوار التونسي" توجهت للهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري، وأنّ كل المؤيدات القانونية تدعم موقف القناة.

أزمة مالية

وفي المقابل، نفت المنتجة خولة السليماني في تصريح لموقع جريدة "المغرب" التونسية، وجود أيّ مشكل لها مع قناة الحوار التونسي.

وبخصوص مسلسل "قلب الذئب"، أكدت سليماني أنّ المسلسل بيع للتلفزيون الرسمي التونسي، مضيفة أنّ هناك التزاما مكتوبا وشفويا مع الممثلين والتقنيين وكامل الفريق الذي أنجز المسلسل، ومن العيب إنسانيا أن لا يتحصل كل العاملين والفريق على مستحقاتهم".

وأوضحت سليماني أنها باعت المسلسل لتضمن حصول الممثلين على مستحقاتهم، في ضوء ما تردد عن وجود أزمة مالية في قناة "الحوار التونسي".

وأضافت: "شخصيا أشعر بالإرهاق لمجرد التفكير أني قد لا أستطيع دفع أجور فريق المسلسل الذي ضحى كثيرا، ليكون "قلب الذئب" بالجودة الفنية التي سيشاهدها جمهور التلفزيون التونسي في شهر رمضان".

وأكدت المنتجة أنّ المسلسل بيع لتأمين مستحقات كامل الفريق الذي عمل في المسلسل، خاصة وأن الممثل يعمل مرة وحيدة في السنة، فهل يعقل أن لا يتحصّل على مستحقاته؟"

وتواجه شركات الإنتاج الدرامي في تونس مصاعب مالية في ظل أزمة تفشي فيروس كورونا، التي قطعت عليهم مرحلة تصوير الأعمال الدرامية.

ويُعدّ مسلسل "قلب الذئب" من الأعمال الدرامية القليلة التي تم الانتهاء من تصويرها منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأحدثت ندرة الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام، تنافسا حادا بين القنوات التلفزيونية للفوز بمسلسلات تشد بها الجمهور، خصوصا أنّ شهر رمضان لهذه السنة يتزامن مع تواصل إجراءات الحجر الصحي الشامل، ما يعني ان أغلبية واسعة من التونسيين سيلزمون منازلهم.