الجيش الليبي يتهم ميليشيا أردوغان بإدخال فيروس كورونا إلى البلاد

عرب وعالم

اليمن العربي

إتهم الجيش الوطني الليبي ميليشيا ومرتزقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإدخال فيروس كورونا المستجد إلى البلاد .

 

ونقلت جريدة العرب عن خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الوطني الليبي، إن المشكلة التي تعاني منها البلاد ما زالت تكمن لدى “هؤلاء المسلحين.. فهم من خلقوا الفوضى، وهم من تسببوا في دخول فايروس كورونا إلى ليبيا عبر المطارات”، في إشارة إلى قوات السراج التي سمحت لهم بالدخول، وأشرفت تركيا على شحنهم من سوريا وتصديرهم إلى ليبيا عبر أراضيها.

 

ومع ذلك “لا يزال الليبيون متفائلين للغاية” بسبب قلة عدد المصابين بكورونا في بلادهم، كما يقول وولفجانج بوتشاي، رئيس المجلس الوطني للعلاقات الأميركية الليبية، وهو مجلس استشاري مقره واشنطن.

 

وبهذا الصدد تحولت الكثير من المراكز الطبية في مدن كبرى مثل طرابلس، ومصراتة، وبنغازي، إلى خلايا نحل، ومعظم هذه الجهود تطوعية من أبناء الأطقم الطبية، أو ما يعرف بـ”الجيش الأبيض”، والسبب في هذا التفاؤل، وفقا لبوتشاي، أن الليبيين يرون أن بلادهم لم تسجل سوى حالات محدودة من حالات الإصابة بالفايروس.

 

وأضاف بوتشاي أن الجانبين (الثني والسراج)، فرضا حظر تجوال في ليبيا، “لكن، واستنادا إلى تجارب الدول الأخرى التي احتوت الفايروس بشكل أو بآخر، فإن هذه الإجراءات في ليبيا ليست صارمة إلى حد بعيد.. ليست صارمة بما فيه الكفاية”.

 

يبلغ إجمالي عدد المصابين بكورونا، المعلن عنهم في ليبيا حتى الآن، نحو 30 حالة، لكن إذا زاد عدد الحالات الخطيرة والحرجة جراء الإصابة بالفايروس، ويرى بوتشاي أن “النظام الصحي الليبي غير جاهز لتوفير عدد كافٍ من الأسرّة في وحدات العناية المركزة”. ورغم ظروف الانقسام الصعبة في ليبيا، إلا أن “الجيش الأبيض” في جل المدن بدأ العمل مبكرا، محاولا تجاوز الخلافات بين سلطات الشرق والغرب، وسهلت وسائل التواصل الإلكترونية تبادل الخبرات، وتمكن أطباء وممرضون في مراكز طبية مشتتة، في مدن تتقاتل في ما بينها، من فتح قنوات للتعاون في مواجهة  كوفيد - 19.

 

وأكدت مصادر ليبية أن هناك لجنتين حكوميتين تتخذان إجراءات للسيطرة على الفايروس، واحدة تابعة لحكومة الشرق في بنغازي، والأخرى تابعة لحكومة الغرب في طرابلس.

 

يتابع “الجيش الأبيض” كل ما يصدر عن هاتين اللجنتين من تعليمات وإرشادات، دون الالتفات إلى تنافسهما السياسي لكسب ود الرأي العام، سواء محليا أو دوليا.

 

وأوضح بوتشاي، أن أول حالة تم اكتشافها في ليبيا تعود إلى يوم 5 مارس الماضي، وهي لشخص كان عائدا من الخارج، ووصل إلى بلدة “الجميل” التي يبلغ عدد سكانها حوالي 120 ألف نسمة، وتقع على بعد 100 كيلومتر غرب طرابلس.

 

ولم يتم الكشف عن هذا الشخص إلا في يوم 24 مارس الماضي، في طرابلس، حيث ظهر أنه مصاب، ومحتمل أن يكون تسبب في إصابة آخرين كثيرين من قبل، ولا تعني النسبة البسيطة لعدد المصابين ممن جرى الكشف عنهم في ليبيا، مقارنة بدول أخرى، أنها بعيدة تماما عن الأزمة الصحية.

 

وأصبح وباء كورونا اليوم يثير الشبهات من الغرباء الفارين من الاقتتال، فعدد النازحين داخليا يقدر بحوالي 150 ألفا، ومعظم هؤلاء يعيشون في مقار مؤقتة تعد مثالية لنشر العدوى، لهذا يجب أن يحمل التفاؤل قدرا من الحذر.

 

وتبلغ مساحة ليبيا نحو مليوني كيلومتر مربع، وتصل بين معظم المدن طرق صحراوية طويلة، وتوجد أربعة موانئ جوية تربط ليبيا بالعالم الخارجي، هي مطار معيتيقة بطرابلس، ومطار مصراتة، ومطار بنينا في بنغازي، ومطار طبرق.

 

ويقع المطاران الأول والثاني تحت سلطة المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الذي ما زال يسيطر على بضع مدن في شمال غرب ليبيا، منها مصراتة، بينما تسيطر الحكومة المؤقتة على المطارين الآخرين في الشرق.

 

وأعلنت الحكومتان أنهما قررتا إغلاق هذه المطارات أمام الرحلات الخارجية، وبينما تتسم قرارات الحكومة المؤقتة في الشرق بالصرامة، يبدو أن قرارات حكومة الوفاق في الغرب لم تنفذ بالحسم المطلوب. ويعتبر العميد المحجوب، أن المجلس الرئاسي لم يقدر على تنفيذ القرارات التي سبق وأن أعلن عنها، ومن بينها إغلاق منافذ الدخول إلى ليبيا، فقد صدر القرار لكن الطائرات ما زالت حتى الآن تصل إلى البلاد، ومطار معيتيقة ما زال يعمل.

 

والأربعاء الماضي حطت طائرة في مطار مصراتة، كما أن الموانئ البحرية في غرب البلاد مثل ميناء مصراتة، وميناء طرابلس، وميناء الخُمس، ما زالت تعمل.

 

أما المنافذ البرية مع كل من تونس ومصر، فقد تكدس فيها مئات من الليبيين الذين كانوا في طريق عودتهم إلى بلادهم دون أن يكون لدى معظمهم يقين بأن السلطات الحاكمة في الغرب والشرق قررت اتخاذ تدابير مشددة تؤخر اجتيازهم للحدود.

 

وتسعى حكومة طرابلس إلى ضمان سلامة الليبيين القادمين من تونس عبر منفذ رأس جدير، وجرى بالفعل ترتيب عملية إسكان أكثر من 1500 ليبي من العالقين في تونس، إلى أن يتم إنهاء إجراءات عودتهم إلى أرض الوطن لاحقا.

 

ولم تكن حدود ليبيا الشرقية مع مصر أفضل حالا، حيث قال محمود القناشي، أحد المتطوعين لإسكان الليبيين قرب حدود بلادهم، قبل الانتهاء من إجراءات عودتهم إلى ليبيا، “الحكومة المؤقتة اتخذت قرارا بعدم دخول أي ليبي أصلا في هذا التوقيت، خوفا من أن يكون حاملا للفايروس”.

 

وأوضح القناشي، كان هناك حوالي 4500 ليبي يستعدون للتحرك من القاهرة والإسكندرية ومرسى مطروح في اتجاه منفذ السلوم البري للعبور إلى داخل ليبيا، وهو ما خلق أزمة كبيرة على الحدود، لكن من خلال المتطوعين والاتصالات وبالتنسيق مع مسؤولي الشرق الليبي، أمكنت السيطرة على الوضع حتى الآن