ماذا قال رئيس الوزراء في أول خطاب له عقب تسجيل حالة كورونا في الشحر؟

عرب وعالم

اليمن العربي

أعرب رئيس الوزراء، الدكتور، معين عبدالملك، عن أمله في أن بعد اكتشاف الحالة الأولى لفيروس كورونا المستجد، أن يتم التعاطي بإيجابية مع الهدنة من قبل ميليشيا الحوثي الإنقلابية .. مشدداً على ضرورة توحيد السياسة الصحية لمواجهة هذا الفيروس وتحلي المجتمع بالوعي وعدم الاستسلام للفزع والشائعات التي في الأخير سيكون لها تأثير ومردود سلبي على أبناء شعبنا. الاستخفاف بالاحترازات والفزع هما وجهان لعملة واحدة.

 

جاء ذلك في خطاب وجهه إلى الشعب ونشرته وكالة سبأ الرسمية، وفيما يلي نصه :

 

" أبناء شعبنا اليمني الكريم

 

يوم أمس تم اكتشاف اول حالة لشخص مصاب بفيروس كورونا وهو مواطن يمني في العقد السادس من العمر يعمل في ميناء الشحر. تم نقل المصاب إلى مركز الحجر الصحي في المكلا واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الصحية بتتبع الأشخاص الذين احتك معهم في خلال الفترة الماضية ويخضعون حاليا للفحوصات اللازمة.

 

نتابع تطورات الوضع في مدينة الشحر ورئيس المكتب الفني للجنة العليا للطوارئ الدكتور علي الوليدي الذي يشرف بصورة مباشرة على اتخاذ كافة الإجراءات والاحترازات الكاملة.

 

تحدثت مطولا مع محافظ محافظة حضرموت اللواء فرج البحسني لمتابعة ما اتخذ من إجراءات من قبل السلطة المحلية بالتعاون مع وزارة الصحة لاتخاذ كل الاحتياطات المطلوبة. ، الحكومة ستوفر كل الموارد الضرورية في ظل الإمكانيات المتاحة ومنها توفير ثلاثة ألآف فحص فوري للمحافظة لتوسيع دائرة الفحص ليتركز الفحص الدقيق على الحالات المشتبه بها كما أن عائلة المصاب والدوائر الذي احتك بها في عزل منزلي تحت الرقابة من السلطات .

 

يتابع فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي وبشكل مستمر الاستعدادات والإجراءات الاحترازية وبالأخص بعد ظهور أول حالة يوم أمس ووجه بعدد من التوصيات والتوجيهات للاستعداد للتداعيات الصحية والإقتصادية .

 

منذ اللحظة الأولى لتفشي هذا الوباء على مستوى العالم، كنا ندرك اننا امام مسؤولية كبيرة فنحن بلد يعتمد في حاجياته على الاستيراد بشكل رئيسي، حيث تشكل المواد المستوردة في السلع الأساسية بالذات ما نسبته 90% من اجمالي ما يتم استهلاكه على مستوى الجمهورية.

 

ولذا كنا نعرف أن خيار الإغلاق التام غير متاح لنا كبلد. لكننا ذهبنا ومنذ وقت مبكر في اتجاه إيقاف المنافذ والزوار من وإلى اليمن ماعدا الحركة التجارية كما عملنا على تأمين الشروط الصحية في الموانئ والمعابر الضرورية لدخول المواد الغذائية والسلع الأساسية للبلاد.

 

هذه لحظات دقيقة وخطيرة في تاريخ العالم وستكون تأثيراتها مضاعفة على بلادنا المنهك بالانقلاب والحرب التي دفعت الاقتصاد والخدمات ومستوى حياة المواطنين إلى مستويات غير مسبوقة من التردي والتدهور. لذا منذ حديثي الأول معكم حول فيروس كورونا دعوت لتوحيد الجهود ورحبت الحكومة اليمنية مباشرة بمبادرة الأمين العام للأمم المتحدة بهدنة من اجل توحيد الجهود لمكافحة هذا الوباء الخطير.... اليمن بحاجة إلى دعم حقيقي لمساندة جهود مكافحة الوباء والاستعداد له ونثمن عاليا دعم الاشقاء في المملكة العربية السعودية في مبادرتهم لدعم الجهود الإنسانية بشكل عام بخمسمائة مليون دولار وفي التعاطي مع جهود مكافحة فيروس كورونا بمبلغ 25 مليون دولار لكن تحديات القطاع الصحي وقدراته الضعيفة تحتاج إلى جهد ودعم غير محدود للوصول إلى مستويات مقبولة وهو ما نعمل عليه.

 

نأمل بعد اكتشاف الحالة الأولى أن يتم التعاطي بإيجابية مع الهدنة ومع ضرورة توحيد السياسة الصحية لمواجهة هذا الفيروس وفي نفس الوقت نؤكد على ضرورة تحلي المجتمع بالوعي وعدم الاستسلام للفزع والشائعات التي في الأخير سيكون لها تأثير ومردود سلبي على أبناء شعبنا. الاستخفاف بالاحترازات والفزع هما وجهان لعملة واحدة.

 

نتيجتها الابتعاد عن السلوك العقلاني والذي يتلخص في إجراءات التباعد الاجتماعي والإجراءات الصحية كما يتم نشرها وتعميمها عبر وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والقنوات الإعلامية المحلية والدولية.

 

نتابع تطورات حالة المواطن المصاب في مدينة الشحر ونؤكد ان رعاية كل المواطنين مسؤوليتنا كحكومة ونؤكد على ضرورة أن يحظى أي مواطن مصاب بالرعاية والاهتمام وندعو كل من يشتبه بنفسه اعراض هذا المرض ان يتواصل مع الجهات الحكومية المختصة ونؤكد أنه سيحظى بكل الرعاية المطلوبة.

 

لا يمكن تجاوز هذا الخطر إلا بالحس العالي للمسؤولية وبالتعاون الكامل مع تعليمات وإجراءات الدولة وعدم الفزع او الارتجال او الاستخفاف او التصرف بصورة فردية والاهم في هذه اللحظة هو التعاون الكامل مع الحكومة والتضامن والتكاتف والتعاطف الشعبي .

 

حفظ الله اليمن وشعبها العظيم".