إسبانيا تسجل 14500 وفاة بفيروس كورونا

عرب وعالم

اليمن العربي

ارتفع العدد الإجمالي الرسمي للمتوفين بمرض "كوفيد-19" في إسبانيا مجددا الأربعاء، وفي الوقت نفسه ثارت تساؤلات بشأن دقة الأرقام المعلنة.

 

وحذرت جمعية رئيسية لرجال الأعمال من أن الاقتصاد قد يتباطأ بنسبة تصل إلى 9% هذا العام.

 

وقالت وزارة الصحة الإسبانية إن 757 شخصا لقوا حتفهم على مدى الساعات الـ24 الماضية مقابل 743 في اليوم السابق، وهذا يسجل ثاني ارتفاع يومي على التوالي، ليصل إجمالي عدد وفيات المرض إلى 14555، وهو ثاني أعلى رقم للوفيات بالمرض في العالم بعد إيطاليا.

 

ورغم ذلك، قال وزير الصحة سلفادور إيا، إن الأرقام لا تزال متسقة مع مسار تباطؤ. وانخفضت النسبة المئوية اليومية لزيادات عدد الوفيات تقريبا من نهاية شهر مارس/آذار إلى نحو 5%.

 

وأضاف: "لا أرقام جيدة عندما يتعلق الأمر بوفيات.. لكننا الآن في مرحلة التباطؤ".

 

ومع ذلك، فهناك شكوك متزايدة في أن الحصيلة الرسمية للوفيات تقلل من واقع صادم بشكل أكبر.

 

ففي مدريد، كان الفارق بين عدد عمليات الدفن المسجلة في الأسبوعين الأخيرين من مارس/ آذار والعدد الإجمالي للوفيات بسبب الفيروس أعلى كثيرا من عدد الذين توفوا خلال نفس الفترة عام 2018. وهذا يشير إلى أن بعض من ماتوا بسبب الوباء لم يسجلوا ضحايا له.

 

وقالت المحكمة العليا الإقليمية في مدريد إنها أصدرت أكثر من 9000 شهادة وفاة في الأسبوعين الأخيرين من مارس/ آذار، في حين تم تسجيل 4311 وفاة فقط طوال ذات الشهر عام 2018.

 

والعدد الرسمي للوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المسبب لمرض "كوفيد-19" في منطقة مدريد هو 5586 حالة.

 

وقال إجناسيو أجوادو، نائب حاكم المنطقة، إن أغلب الضحايا من المسنين، حيث تم تسجيل 4750 حالة وفاة الشهر الماضي بين سكان نحو 50 ألف دار للمسنين في مدريد. وأضاف أن زهاء 3749 منهم كانوا يعانون من أعراض تشبه أعراض الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ولم تُجر لهم الفحوص اللازمة، وهذا يعني عدم احتسابهم ضمن العدد الرسمي.

 

وبلغ العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالمرض في البلاد 146690 إصابة ارتفاعا من 140510 الثلاثاء.

 

وقال فرناندو سيمون، مدير مركز الطوارئ الصحية، إن الإصابات بلغت ذروتها وينبغي أن تنذر بإنهاء إجراءات العزل العام.

 

لكنه أضاف: "علينا جميعا أن نكون أكثر حذرا في إجراءاتنا في هذه المرحلة الثانية للحيلولة دون عودة الوباء".

 

 

أظهرت لقطات لتلفزيون رويترز في مقبرة سور دي مدريد القس ادوار باتوبنجا يصلي باستعجال بجوار عربة لنقل الموتى تقل جثة امرأة مُسنة توفيت في دار للمسنين بمرض "كوفيد-19".

 

وبعدها بوقت قصير أُجريت مراسم دفن ضحية أُخرى عمرها 37 عاما.

 

وقال باتوبنجا: "بينما تجرى مراسم دفن جثة، تكون أخرى منتظرة في الطابور"، موضحا أن عدد الجنازات اليومية ارتفع إلى نحو 40 من بين 10 و15 جنازة "في اليوم السيئ" قبل تفشي الوباء.

 

وفي تقرير لها، توقعت جمعية رجال الأعمال أن يتراجع الاقتصاد بين 5 و9% هذا العام، ما يتسبب في إضافة ما يصل إلى 800 ألف شخص لطابور العاطلين عن العمل، موضحة أن ذلك يعتمد على موعد رفع القيود المفروضة بسبب فيروس كورونا المستجد.

 

ودعت الجمعية الحكومة لمنح إعفاءات ضريبية مؤقتة للشركات لتفادي تعرضها لمزيد من الضرر والسماح بتعافيها بشكل أسرع. وقالت إن أكثر توقعاتها تفاؤلا ترى أن الاقتصاد سينتعش بنسبة 5.2% العام المقبل.

 

وفي علامة على حالة الجمود الاقتصادي قالت شركة "سي.إل.إتش" المتخصصة في الخدمات اللوجستية النفطية، التي تدير خطوط الأنابيب ولديها سعة تخزين أكبر من أي شركة أخرى في إسبانيا، إنها نقلت كميات بنزين أقل بنسبة 82.6% الأسبوع الماضي مقارنة بنفس عدد الأيام في عام 2019.

 

وبعد إخفاق الاتحاد الأوروبي في الاتفاق على تقديم مزيد من الدعم لاقتصادهم المتعثر، حذر مسؤولون إسبان من أن مستقبل التكتل في خطر إذا لم يستطع الاتفاق على وضع استراتيجية مالية مشتركة لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

 

ودعت إسبانيا، إلى جانب دول أخرى في جنوب أوروبا، إلى إصدار سندات مشتركة، وهي فكرة عارضها شمال القارة المقتصد ماليا بقيادة ألمانيا وهولندا.