فشل إيراني جديد في العراق

عرب وعالم

اليمن العربي

يرى مراقبون سياسيون عراقيون، أن زيارة قائد فيلق القدس الإيراني، إسماعيل قاءاني، المكلف بالملف العراقي، لبغداد، ولقاءاته مع عدد من الكتل السياسية المتنفذة، لم تسفر عن أي نتيجة إيجابية في الشأن الموكل إليه، وهو إيجاد حل لموضوع اختيار رئيس الوزراء المقبل، وأن الكتل المدعومة من إيران، التي التقاها، ما زالت على تشرذمها.

فيما أثار عدم لقائه مع رئيس الوزراء المكلف عدنان الزرفي، تساؤلات كثيرة، حول السياسة الإيرانية، أحادية النظرة، إلى الملف الشائك الذي هو بصدده.

ووصف المحلل السياسي، محمد صباح، زيارة قاءاني، وتحركاته، بالموقف «المستفز»، لتجاهله وجود رئيس وزراء مكلف، وكذلك لرئيس دولة، كما هناك راعي الكتلة الأكبر في البرلمان، مقتدى الصدر، الذي لم يحضر اجتماعات قاءاني.

ونقلت جريدة البيان عن صباح، إن كل ما توصل إليه المسؤول الإيراني، والوفد المرافق له، الذي لم يأتِ بدعوة رسمية طبعاً، هو (تفسير الماء بعد الجهد بالماء)، وأن الكتل الموالية لإيران، اتفقت «برعايته» على تقديم مرشح بديل للزرفي «في حال إخفاقه بتشكيل كابينته الوزارية»، من دون التوصل إلى اتفاق حول البديل المحتمل.

من جهته، يوضح المتابع للشأن العراقي، عامر البياتي، أن المعارضين للزرفي يتذرّعون برفض المتظاهرين له، فيما يتهمونه بدعم ساحات الاحتجاج، ومساهمته في تسهيل تنقلهم، وتمويل بعض المخيمات، وخاصة في محافظة النجف، متجاهلين المطلب الرئيس للمتظاهرين، وهو ألا يكون مرشحاً من قبل الكتل السياسية.

ويضيف البياتي، أن قيادات الكتل الذين اجتمع معهم قاءاني ووفده، لا توجد أي خلافات أيديولوجية بينهم، فكلهم بفكر واحد ونهج واحد، وأن الخلاف الوحيد، هو المصالح الشخصية والفئوية، وكيفية استمرار سيطرة إيران على القرار العراقي.

وعلى الرغم من التهويل الإعلامي حول رفض ترشيح الزرفي، يلاحظ الصحافي والمحلل السياسي، زهير العامري، أن ثلاث كتل فقط معروفة بتطرفها، تقف ضد ترشيح الزرفي، هي: منظمة بدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله – العراق، ومجموعات صغيرة منبثقة عنها، وحتى هذه الكتل، لا توجد مواقف موحدة في داخلها، عازياً ذلك إلى تمكن فريق الزرفي من اختراقها، بحكم علاقاته الشخصية الواسعة، كما يحظى الأخير بتأييد تحالف النصر، وعناصر بارزة في ائتلاف دولة القانون وتيار الحكمة والتيار الصدري وتحالف القوى وجبهة الإنقاذ، إلى جانب تأييد ضمني من القوى الكردية.