إيران تستغل إنقسامات فصائل الحشد الشعبي في العراق

عرب وعالم

اليمن العربي

استغلت إيران التنافس والشقاق، اللذان دبا بين فصائل الحشد الشعبي العراقي للظفر بمنصب القيادة الأمر الذي كشف عن مدى اشتداد الخناق عليها وتخبطها وارتباكها بعد أن رفضت فصائل الاعتراف بزعامة القائد المخضرم عبدالعزيز المحمداوي الملقب بأبوفدك، بينما فضّل زعماء ميليشيات أخرى التواري عن الأنظار خوفا من الاستهداف الأميركي لهم.

 

وأدى وضع أحد قادة الفصائل العراقية، الذي تلقى تدريبا إيرانيا، يده على مكتب رئيسه أبومهدي المهندس، الذي سقط قتيلا قبل أسابيع مع القائد العسكري الإيراني قاسم سليماني في غارة أميركية إلى انقسامات في فصائل في الحشد الشعبي.

 

وكان أمل الكثيرين من رجال الفصائل الموالين لإيران أن يكون هذا هو الحل لمشاكلهم، وأن يخلف ذلك القائد المخضرم عبدالعزيز المحمداوي المهندس كقائد عام للفصائل المسلحة العراقية التي تفرّقت بعد مقتل القائديْن.

 

ورفضت الفصائل الاعتراف بالمحمداوي المعروف باسم أبوفدك قائدا لقوات الحشد، التي تنضوي الفصائل تحت لوائها، بل إن البعض في فصيله، كتائب حزب الله، عارض ارتداءه عباءة القيادة.

 

وفرض مقتل سليماني والمهندس في يناير الماضي تحديا للفصائل المدعومة من إيران في العراق حيث تريد الولايات المتحدة تقليص نفوذ إيران عدوها في المنطقة.

 

والآن تتحدث مصادر في الفصائل بقوات الحشد وقادة جماعات أقلّ قربا من إيران عن خلافات متزايدة على القيادة وتقلّص الأموال الإيرانية الأمر الذي يحبط محاولات الوحدة في مواجهة الظروف المعاكسة.

 

وتزيد الخلافات من سرعة التراجع على الساحة السياسية حيث أصبح قادة الفصائل يختبئون خوفا من أن تغتالهم الولايات المتحدة ومن مواجهة معارضة مناهضة لإيران في الشوارع بعد أن كانوا يسيطرون على مناصب في الحكومة والبرلمان.

 

ويواجه القادة تنصيب رئيس وزراء ينهج نهجا مماثلا للنهج الأميركي، ويشير إلى أنه سيعمل على وقف هيمنة الجماعات التي تعمل بالوكالة لحساب إيران.

 

وصعّدت الفصائل هجماتها على القوات العاملة تحت قيادة أميركية في العراق بعد ما واجهتها من مشاكل. ويقول مسؤولون غربيون عسكريون ودبلوماسيون إن ذلك يثير إمكانية حدوث تصعيد بين الولايات المتحدة وإيران لن تتمكن بغداد من وقفه.

 

وكان محور الانقسامات هو قيادة قوات الحشد الشعبي، التي شكلت لمحاربة تنظيم داعش المتطرف بعد أن دعا المرجع الشيعي الأعلى آية الله العظمى علي السيستاني كل القادرين إلى حمل السلاح للتصدي للمتشددين من السنّة.

 

وتضم قوات الحشد الشعبي التي تموّلها الدولة العشرات من الفصائل أغلبها من المذهب الشيعي، ولها ولاءات مختلفة غير أن الفصائل القوية التي تتلقى أوامرها من إيران تهيمن على الحشد، ومنها كتائب حزب الله التي كان المهندس قائدها ومنظمة بدر وحركة النجباء وغيرها.

 

وكان لسليماني القول الفصل في أقوى الفصائل الشيعية. غير أن فقدان المهندس القائد العسكري لقوات الحشد الشعبي كان له مغزى أكبر لدى هذه الجماعات، إذ كان شخصية يلتفّ حولها الجميع