كاتب تركي : نظرية المؤامرة وجه الشبه الوحيد بين ترامب وأردوغان

اليمن العربي

قال الكاتب التركي، إلهان تانير، ان نظرية المؤامرة هي وجه الشبه الوحيد بين الرئيس رجب طيب أردوغان، ونظيره الأمريكي، دونالد ترامب .

 

وفي سياق موضوع له، أشار ألهان، إلى أن ترامب، عمد في تقييمه لأزمة تفشّي فايروس كورونا، إلى مخاطبة الشعب الأميركي، لساعات طويلة، على شاشات التلفاز، بشكل يومي؛ تلبية لحاجة المواطن الأميركي الشديدة لفهم ما حلّ به، بدا الأمر، وكأنه يقدّم له “عظة يومية”.

 

وأضاف "تغيّر أسلوب ترامب في تعامله مع الأزمة؛ فبعد أن كان يقلّل، في البداية، من قدرة الفايروس على التأثير في الولايات المتحدة، تحوّل، بشكل تدريجي، إلى النقيض تماماً خلال الأيام الأخيرة، لدرجة أنه بدأ يصف نفسه بأنه “رئيس زمن الحرب”؛ لذلك لم نعد نراه يتوقف يوما، بسبب حالة الطوارئ التي تعيشها البلاد، عن الظهور على شاشات التلفاز، والتحدث لساعات إلى الشعب الأميركي، يجيب خلالها عن التساؤلات، التي تدور في أذهان الأميركيين، في ما يتعلق بالاقتصاد، وبالكثير من الموضوعات الملحة الأخرى المرتبطة بالأزمة" .

 

وأشار إلى أنه وعلى الرغم من التحذيرات، التي أطلقتها الأجهزة الاستخباراتية الأميركية قبل أسابيع، إلا أن الرئيس الأميركي، ومعه الجانب الأكبر من أعضاء إدارته، كانوا يظهرون على شاشات التلفاز، ويقللون من قدرة الفايروس على الانتشار بين أبناء الشعب الأميركي.

 

ويؤكد الهان أنه كان ظهور ترامب في كل يوم تقريبا بعد ذلك، وخاصة في الأيام العشرة الأخيرة، ومخاطبة الشعب الأميركي في أوقات الذروة، كان السبب في تأييد ما لا يقل عن 55 في المئة من الشعب الأميركي لأسلوب إدارته في التصدي لفايروس كورونا.

 

وبين أنه بينما اختار ترامب استغلال كورونا داخليا على الوجه الأمثل، ارتضى أردوغان لنفسه أن يبقى على وضعه الصامت منذ اندلاع الأزمة، وقال "لا شك أن التلاقي الوحيد بين أسلوب الرئيس الأميركي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان هو إيمان الرجلين بنظرية المؤامرة. وقد ظهر هذا في دعوة المتحدث باسم أردوغان فخرالدين ألتون أيضا إلى محاربة نظريات المؤامرة. رأينا هذه الحكومة، التي ربطت أي تطور يحدث على الساحة الداخلية والخارجية معا، منذ عام 2013 على وجه الخصوص، بفكرة المؤامرة، رأيناها وهي تشتكي من مؤامرة فرانكشتاين، التي نسجها خيالها في مثل هذه الفترة الاستثنائية" .

 

أما عن أسلوب تعامل كلا من ترامب وأردوغان مع أزمة تفشّي فايروس كورونا، فقال "الواضح أنّ هناك تباينا تاما بين الاثنين؛ ففي الوقت الذي اختار فيه ترامب، كما أوضحتُ قبل قليل، أن يستغل المنصة الوطنية الممنوحة إليه على الوجه الأمثل، ارتضى أردوغان لنفسه أن يبقى على وضعه الصامت منذ اندلاع الأزمة، ولم يختلف وضع المتحدثين باسم الحكومة التركية، الذين كانوا يدلون في السابق بأكثر من تصريح خلال اليوم الواحد، عن أردوغان، فكلاهما يلوذ بالصمت الآن" .

 

ولفت إلى أردوغان شارك برسالة على أحد مواقع التواصل الاجتماعي؛ عبَّر فيها عن مخاوفه، من داخل غرفته، التي صارت “ملجأ” لا يغادره. وبدلا من أن يعطي للأمر أهميته، ويعقد مؤتمرا صحافيا يوميا؛ يخاطب فيه شعبه، أسوة بترامب، التزم الصمت، ولم يتحدث إلى الآن.

 

وبخلاف المؤتمر الصحافي، الذي يعقده وزير الصحة فخرالدين قوجه كل ثلاثة أو خمسة أيام، وبعض الرسائل المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تعلن أعداد الوفيات والمصابين، والتي يكتنف كلماتها الغموض، وتفتقر، في الكثير منها، إلى المكاشفة، بشكل كبير، لم نسمع شخصا آخر في حكومة أردوغان يتحدث في هذا الأمر، ولم نسمع ردودا أو تعليقات أخرى منهم.

 

على الجهة الأخرى، كان أعضاء اللجنة العلمية، التي شكّلها أردوغان، يتسارعون من أجل الظهور على شاشات القنوات المختلفة للإجابة عن التساؤلات المطروحة بهذا الصدد. ومع هذا، فإن الوعود، التي قطعها هؤلاء الأشخاص على أنفسهم، والأخطاء التي اعترفوا بوقوع الحكومة فيها، أثناء تعاملها مع الأزمة، تظل غير مقيّدة لرئاسة الجمهورية، بأيّ حال من الأحوال؛ أي أن الأمر لا يتعدّى مجرد كلمات تُقال فقط.

 

ويرى ألهان وهو كاتب في موقع أحوال التركي، أن عجز الجميع عن الحصول على تفاصيل كافية لما يحدث بشكل جعل تركيا، ربما البلد الوحيد في العالم، الذي يحجب المعلومات الحقيقية عن حقيقة الوضع، وحجم الإصابات والمدن الموبوءة. وهذا يعني أن المجتمع التركي صار يعيش في ظلام دامس لا يعرف حقيقة ما يدور داخله. في حين ومن ناحية أخرى يكتفي أعضاء الحكومة بتوجيه النصح للمواطنين من داخل مخابئهم.