كورونا يدفع شاب يمني للإحتفال بزواجه عبر شبكة فيسبوك

أخبار محلية

اليمن العربي

 

دفع تفشي وإنتشار فيروس كورونا المستجد في دول العالم، بشاب يمني إلى إقامة حفل زفافه عبر شبكة التواصل الإجتماعي، فيسبوك، وذلك تجاوباً مع غجراءات السلطات بإيقاف جميع الحفلات والتجمعات منعاً لتفشي الوباء .

 

فمحمد المشرة، شاب يمني كان يحلم كأي شاب بأن يقيم حفل زفافه ويحضره جميع أهله وأصدقائه ليشاركوه فرحة العمر، وبعد أن قام بالترتيب لأشهر من أجل هذا اليوم المنشود، جاءت الأقدار مخالفة لما أراد محمد بسبب الجائحة التي اجتاحت العالم.

 

وتبددت أحلام وطموحات محمد بفرحة العمر في هذا التوقيت، والعالم يعيش أسوأ أزمة صحية منذ عقود طويلة، وهذا ما أجبره على إيقاف مراسم عرسه.

 

وبحسب تقرير نشرته جريدة البيان الإماراتية، فقد وقف العريس أمام خيارات صعبة من بينها المخاطرة بدعوة أصدقائه ومحبيه إلى حفل عرسه، وتجاهل التحذيرات من خطر التجمعات، لكنه اختار التضحية بفرحة عمره من أجل سلامة مجتمعه واختار القرار الصعب وهو إقامة الزفاف وحيداً بعيداً عن التفاف أصدقائه وأهله ومحبيه واكتفى بأن يستقبل تهانيهم عبر موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك».

 

وبهذا ابتكر محمد طريقة فريدة ليعيش الفرح بتفاصيله مع أصدقائه ومحبيه وأوسع من ذلك بعمل عرسه على موقع التواصل الاجتماعي، وأعلن ذلك في صفحته على «فيس بوك» إنه خوفاً من تفشي وباء كورونا وخوفه على أصدقائه وأهله من ذلك قرر أن يقوم بعمل حفل زفافه وحيداً وعلى بث مباشر على موقع «فيس بوك» ودعا الجميع للمشاركة.

 

وفي موعد عرسه قبل أيام أطل إلى الناس وحيداً من غرفته التي زينها وافتتح بثه المباشر بأغاني وأهازيج الأعراس، وتحدث إلى أصدقائه ومتابعيه واستقبل التهاني والتبريكات، وكذلك الهدايا من أصدقاء وشركات تجارية تعبيراً عن حبهم وتقديراً لوعيه وحرصه الكبير على سلامة المجتمع وأمنه الصحي.

 

ونقلت الجريدة عن محمد قوله نه كان يتمنى أن يعيش فرحة العمر مع أهله وأصدقائه، ولكن الأقدار حالت دون ذلك، إلا أنه نال الفرح والسعادة بعمل تفاصيل فرحه في بث مباشر امتزج بالتهاني والتبريكات وأغاني الزفاف، وإن الفرحة خرجت من الفضاء الصغير إلى الفضاء الكبير العالمي على حد وصفه، وبدلاً من أن يحضر عرسه العشرات حضره الآلاف من حول العالم.

 

وأضاف: «المتباعدون من حول العالم تعاملوا معه بإنسانية وأغرقوه بالتهاني التي أنسته وحدته، وهذه فرصة ليبعث لهم من خلال «البيان» رسالة شكر لكل إنسان شارك في هذا الفرح النوعي وتمنى أن يَسلم عالمنا ووطننا والناس جميعاً من الأوبئة، وأن يصبح العالم جيداً ولطيفاً يهتم بالإنسان.

 

عبدالحكيم مغلس وهو أحد الذين حضروا العرس على البث المباشر قال: «إنها شجاعة كبيرة من محمد تعكس إحساساً عالياً بالمسؤولية من قبله، فمناسبات كهذه، الأصل فيها أن يحرص العريس على جمع أكبر قدر من الأصدقاء حوله لتكتمل فرحته، لكنه فضل سلامة الجميع على فرحته الشخصية، نتمنى أن يستشعر الجميع هذه المسؤولية وأن يحذو حذو محمد».

 

أما عمر الحميري وهو كذلك أحد الحاضرين فتحدث لـ«البيان»: «أطل علينا محمد من خلال البث وفي صوته شجون وفرح مملوء بحزن المحب لمجتمعه، وكان لفعله دوي كبير وتأثير إيجابي ورسالة عملية حول استشعار المسؤولية سبقت في تأثيرها كل رسائل المنطق وحملات التوعية، ومحمد يمثل نموذجاً للشاب الواعي المحب لوطنه ومجتمعه أراد أن يكون فرحه مصدر سعادة لا عدوى»