سياسيون لبنانيون ينتقدون خطاب نصر الله ويؤكدون سعيه للسيطرة على المصارف

عرب وعالم

اليمن العربي

وجه سياسيون لبنانيون، إنتقادات واسعة لتصريحات الأمين العام لـحزب الله حسن نصر الله عن آخر المستجدات المتعلقة بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية .. مؤكدين أنه بدأ خلال تصريحاته كأنه الحاكم الفعلي للبلاد.

 

ونقل موقع العين الإخبارية عن السياسيون قولهم، أن نصر الله بهجومه على القطاع المصرفي في البلاد، يسعى إلى السيطرة على المصارف، رغم مسؤوليته عن الأزمة التي تعصف بالبلاد.

 

وفي خطابه أمس، وجه حسن نصر الله عدد من الرسائل أبرزها في موضوع "المصارف"؛ إذ تحدث بشكل واضح عن امتعاضه من حجم مساهمة المصارف للتصدي للأزمة الحالية. 

 

ودعا إلى معالجة موضوع المودعين في البنوك، قائلا: إن "موضوع صغار المودعين يمكن معالجته من قبل المصارف بما لديهم من أموال في لبنان والخارج".

 

وحول "الحرب ضد كورونا"، اعتبر نصر الله أنها حرب عالمية على صعيد مواجهة هذا الفيروس وإيجاد العلاج له، مثنيا على إدارة اللبنانيين في هذه المواجهة، ورأى أن من يطالب بإعلان حالة الطوارئ "لم يفهم معنى إعلانها".

 

وبهذا الصدد، أبدى الدكتور سليم الصايغ، نائب رئيس حزب الكتائب والوزير السابق، اندهاشه من هجوم حزب الله على القطاع المصرفي، قائلا: "إن حزب الله هو من صنع هذه الحكومة".

 

وأضاف "هو من وافق على الهندسة المالية للمصارف التي قام بها مصرف لبنان أساسا، وكذلك وافق على سلسلة الرتب والرواتب التي سببت عجز موازنة لا يحتمل وهو اليوم يلوم المصارف على إدارتها للملف المالي".

 

وأوضح "أن حزب الله والمصارف والمنظومة الحاكمة ثلاثتهم مسؤولون عن هذه الكارثة الاقتصادية، وما يسعى حزب الله إليه هو السيطرة على النظام المصرفي في لبنان، وهذه أحد أهم الأسباب لهروب رؤوس الأموال".

 

وحول رفض حزب الله لإعلان حالة الطوارئ أكد "من الطبيعي أن يرفض حزب الله حالة الطوارئ؛ لأن ذلك يعني فرض سيطرة الدولة على منطق الدولة"، مشيرا إلى أن الطوارئ تعني اتخاذ قرارات سريعة وشاملة من دون الرجوع الدائم للسلطات الدستورية والمنطق السياسي التقليدي.

 

من جهته، اعتبر النائب محمد الحجار القيادي في تيار "المستقبل" اللبناني في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هجوم نصر الله على المصارف ليس بجديد، وللأمر علاقة بالعقوبات الأمريكية على الحزب، واضطرار المصارف الالتزام بموجباتها.

 

ورأى الحجار أن هذا الهجوم المستمر يأتي في سياق تحميل هذا القطاع مسؤولية الأزمة الاقتصادية والمالية التي نعيشها اليوم، وفي هذا تجاوز للحقيقة، فالمصارف تتحمل مسؤولية، ولكن ليس كلها لأن الدولة بكل مؤسساتها مسؤولة عن هذه الأزمة، وكذلك المصرف المركزي".

 

وأردف "الكل مسؤول لكن بنسب متفاوتة دون أن ننسى مسؤولية حزب الله في حروبه وتعطيله المؤسسات الدستورية لفترات طويلة، والكلفة الكبيرة لتوريطه البلد في حروبه بسوريا والعراق واليمن تنفيذا للتوجيهات الإيرانية".

 

وشدد في هذا الصدد على أنه لا يمكن إغفال مسؤولية حزب الله في التسبب بسوء علاقة لبنان مع الدول العربية الشقيقة، وخصوصا الخليجية منها في تهجمه الدائم عليها، وآخرها ما قاله في خطاب أمس في هذا الإطار، وكل ذلك يلحق ضررا كبيرا بلبنان واللبنانيين.

 

وبشأن رفض إعلان حالة الطوارئ، قال إن حزب الله يعارض ذلك؛ لأن الطوارئ تعني أن يضع الجيش يده على كل شيء وتكون له السلطة المطلقة، وهذا لا يتماشى مع مصالح الحزب.

 

وعلّق الوزير السابق أشرف ريفي على خطاب أمين عام حزب الله قائلا عبر تويتر: "الحاكم الفعلي للبنان يساند النفوذ الإيراني في اليمن، ويطيح بآخر ما تبقى من احترام للبنان الرسمي".

 

وتساءل "ما هو موقف رئيسي الجمهورية والحكومة من كلام نصر الله؟ وهل سلّما بأن سلطتهما صُورية؟".

 

ولفت إلى أن "الأمم المتحدة تدعو لوقف كل الصراعات والنزاعات في العالم وكل العقلاء يدعون إلى ذلك، وحدها إيران وأدواتها لا تصغي".

 

أما النائب اللبناني السابق فارس سعود فقال: "أطاح الأمين العام لحزب الله بالحكومة والرئيس والقطاع المصرفي واختزل الجميع.. نحن لن نعيش في لبنان بشروط حزب الله".

 

وتساءل سعود عبر تويتر أيضا: "أكان ممكنا إقامة نظام مصرفي أو مالي أو سياسي أو اجتماعي.. منذ عام 1992 بدون ضمانة حرب الله والرئيس برّي؟.. اليوم يقدّم نفسه قائد ثورة الفقراء".