سقوط الليرة وكورونا يثقلان أعباء الاقتصاد
أضاف تفشي فيروس كورونا في تركيا أعباء إضافية على الاقتصاد المحلي، الذي ما زال يعاني منذ قرابة عام ونصف العام من أزمة أسعار الصرف، التي خفضت جميع القطاعات الاقتصادية في البلاد، وفقا للعين.
وتراجعت الليرة التركية 0.8%، منذ الإثنين إلى أدنى مستوياتها منذ سبتمبر/أيلول 2018، إذ بلغ سعر صرف الليرة 6.5985 مقابل الدولار، منخفضة من 6.5480، يوم الجمعة الماضي، ومتجهة لسادس هبوط في آخر ثماني جلسات.
ويتوقع أن تباطؤ الاقتصاد التركي بشكل حاد قد يصيب السياحة والصناعات التحويلية وقطاع الخدمات الضخم، مع زيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا داخل البلاد.
وفقدت العملة التركية نحو 10% منذ بداية العام، وهو ما يتماشى مع خسائر 2019 الذي اتّسم بالتقلب. وبلغ عدد الوفيات في تركيا جراء فيروس كورونا 75 حالة حتى أمس الخميس، مع تأكد 3629 إصابة.
وحذّر معارض تركي من احتمال توقف وسائل إعلام محلية، وفي مقدمتها الإذاعة والتلفزيون، عن عملها بالبلاد، في ظل تراجع الحملات الإعلانية للمنتجات بعد انتشار فيروس كورونا.
وقال يوكْسَل منصور قلينج، النائب البرلماني عن مدينة إسطنبول، المنتمي لحزب الشعوب الديمقراطي أكبر أحزاب المعارضة التركية، إن تراجع الحملات الإعلانية للمنتجات بوسائل الإعلام يشكل أحد التداعيات الاقتصادية لكورونا، بحسب صحيفة "برغون".
ولفت إلى أن الوضع الاستثنائي الذي تعيشه تركيا حالياً يحتم على نظام الرئيس رجب طيب أردوغان وضع المؤسسات الإعلامية على رأس حزم الدعم الاقتصادي للخروج من تداعيات انتشار الفيروس.
وفرضت تركيا، الثلاثاء، قيودا على ساعات عمل متاجر البقالة وعدد الزبائن وركاب الحافلات، في إطار تعزيز خطوات مكافحة فيروس كورونا بعدما ارتفعت حصيلة الوفيات بالمرض في البلاد إلى 75.
وأغلقت أنقرة المدارس والمقاهي والحانات، ومنعت صلاة الجماعة في المساجد وأرجأت المباريات الرياضية إلى أجل غير مسمى، كما علقت رحلات الطيران إلى الكثير من البلدان للحد من انتشار الفيروس.
وفي أحدث خطواتها، قالت وزارة الداخلية التركية إن ساعات عمل متاجر البقالة والسوبر ماركت ستكون من الـ9 صباحا إلى الـ9 مساء، مع الحرص على وجود متسوق واحد في كل 10 أمتار مربعة بالمتجر.
في السياق، قالت شركة أوتوكار التركية لصناعات المدرعات والسيارات إنها تعتزم تعليق أنشطتها لمدة 14 يوما، بداية من غد، في إطار التدابير الاحترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
جاء ذلك بحسب بيان نشرته الشركة التركية التي تتخذ من مدينة سكاريا (غرب) مقرا لها، على موقعها الإلكتروني الرسمي.
وقالت الشركة في بيانها: "تقرر وقف نشاط الشركة اعتبارا من يوم الأربعاء 25 مارس/آذار الجاري، ولمدة 14 يوما في إطار التدابير التي نقرها للتعامل مع تفشي فيروس كورونا المستجد".
على صعيد آخر، فقدت تركيا ثقة أسواقها بأحد أهم قطاعين في مؤشرات الاقتصاد المحلي، وهما قطاعا الخدمات وبيع التجزئة، خلال مارس/آذار الجاري، تحت ضغوطات تحديات نقدية تواجهها البلاد، ممثلة في تراجع أسعار صرف العملة المحلية.
وقالت هيئة الإحصاءات التركية، في بيان، الخميس، إن تراجعا حادا طرأ في مؤشر الثقة المعدل موسميا لقطاع الخدمات بنسبة 6.0%، بينما تراجع مؤشر الثقة المعدل موسميا في قطاع بيع التجزئة بنسبة بلغت 1.2% في مارس الجاري.
ويمهد تراجع الثقة بقطاعي الخدمات وبيع التجزئة في السوق التركي إلى ظهور ارتفاع حاد في أسعار السلع والخدمات (التضخم) في السوق المحلي خلال مارس/آذار الجاري، والمتوقع أن تصدر خلال وقت لاحق من الشهر المقبل.