صحيفة فرنسية: أردوغان خسر 54 جنديا بإدلب وعدوانه "عسكري وإنساني"

عرب وعالم

اليمن العربي

نددت "لوموند" بما وصفته بـ"العدوان المزدوج" الذي يشنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتأجيج الوضع في سوريا، كاشفة عن أن تركيا فقدت 54 جنديا خلال فبراير الماضي

 

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن عدوان أردوغان يشمل إطلاق عملية عسكرية في إدلب، وإعادة إرسال المهاجرين السوريين إلى أوروبا بفتح الحدود التركية أمام اللاجئين.

 

وأشارت إلى أن تلك التصرفات الاستفزازية أغضبت الغرب من الابتزاز التركي.

 

وقالت الصحيفة الفرنسية إنه "ردا على مقتل نحو 33 عسكريا تركيا، الخميس الماضي، شن أردوغان عدوانا عسكريا على مدينة إدلب مطلع مارس/آذار الجاري، من جهة، وحشد الآلاف من اللاجئين على الحدود التركية مع أوروبا ودفعهم للدخول في مواجهات مع قوات الأمن اليونانية".

 

وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن تركيا فقدت 54 جنديا خلال فبراير/شباط الماضي، بينهم 33 فقط الخميس، في غارة جوية شنتها طائرات سورية وروسية.

 

وردا على ذلك، أطلق أردوغان عملية عسكرية جديدة تسمى "درع الربيع"، تهدف إلى استعادة آخر جيب للمتمردين والتنظيمات الإرهابية المسلحة التي تدعمها تركيا في إدلب، في معركة شرسة بين القوات السورية، بدعم من روسيا، والتنظيمات المسلحة المدعومة من تركيا.

 

وأوضحت "لوموند" أنه تنفيذا لتهديده، أمر الرئيس التركي بمزيد من الغارات الجوية على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا من أجل الانتقام لمقتل جنوده، مشيرة إلى أن مطار النيرب العسكري بالقرب من حلب تعرض لقصف جوي من قبل الطائرات التركية بدون طيار (درون) صباح الأحد.

 

وتابعت: "خلال الهجوم، سقطت طائرتان سوريتان، ثم أطلقت تركيا صواريخ مضادة للطائرات من محافظة هاتاي، المتاخمة لسوريا، وأسقطت طائرتين مقاتلتين من طراز سوخوي سو 24 في سوريا ودمرت العديد من أنظمة الدفاع الجوي.

 

ومن المقرر أن يلتقي أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الخميس المقبل، لمناقشة التوتر المتصاعد في المنطقة في إدلب.

 

وأوردت الصحيفة الفرنسية ما قاله ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين، الأحد، تعليقاً على لقاء الرئيسين: "سيكون بلا شك اجتماعا صعبا".

 

وفيما يتعلق بذلك العدوان المزدوج، أشارت لوموند، إلى أنه بموازاة العدوان العسكري في إدلب، أطلقت تركيا عدواناً ضد الإنسانية بحشد آلاف اللاجئين السوريين في الأيام الأخيرة على حدودها مع اليونان".

 

وقالت "لوموند": استغل أردوغان السوريين الذين يحدوهم الأمل بالفرار إلى أوروبا بفتح الطريق أمامهم سواء عن طريق البر، أو عبر مدينة أدرنة في تراقيا الشرقية، بالقرب من اليونان وبلغاريا، أو عن طريق البحر من سواحل بحر إيجه، متجهين إلى الجزر اليونانية، والذي أسفر عن دخولهم في اشتباكات مع قوات الأمن اليونانية.

 

صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية بدورها ذكرت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أبدى تضامن بلاده الكامل مع اليونان وبلغاريا أمام الابتزاز التركي، معبراً عن أمله في "تجنب أزمة إنسانية وهجرة" بعد تدفق المهاجرين من تركيا إلى اليونان وبلغاريا.

 

وقال ماكرون في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر"، إن فرنسا تعلن تضامنها الكامل مع اليونان وبلغاريا لمواجهة تدفق الهجرة القادم من تركيا، وتقف على أهبة الاستعداد للمساهمة في الجهود الأوروبية الرامية إلى تقديم المساعدة السريعة وحماية الحدود لهما".

 

وبدأت اليونان منع وصول آلاف السوريين على حدودها في وقت وصلت تعزيزات أمنية من الاتحاد الأوروبي، للوقوف بجانب سكان جزر بحر إيجه الذين لا يزالون يعيشون على وقع أزمة عام 2015 حين عبر أكثر من مليون مهاجر ولاجئ إلى بلادهم.

 

ووفقاً لصحيفة "لوفيجارو" فإن تركيا وقعت مع الاتحاد الأوروبي اتفاقية عام 2016 لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا مقابل حصول تركيا على المال.

 

ورغم ذلك، أخلت أنقرة بتعهداتها بعد حصولها على المال متخذة المهاجرين واللاجئين السوريين ورقة ضغط على أوروبا، تستخدمها لتحقيق مصالحها، وكان آخرها استغاثتها بـ"الناتو" لإرسال تعزيزات في سوريا، وبعد رفض دول الحلف عادت تركيا للتهديد بفتح الحدود للمهاجرين.