الخليج: أردوغان نموذج عصري للمريض بداء العظمة

عرب وعالم

اليمن العربي

تحت عنوان "أردوغان وجنون العظمة" قالت صحيفة "الخليج" الإماراتية إن أردوغان هو نموذج عصري للمريض بداء العظمة؛ بعدما اتضحت أعراض مرضه بشكل جلي؛ من خلال ممارسات وسياسات غير سوية في كل من سوريا وليبيا وغيرهما من دول المنطقة؛ لأنه يعيش أفكاراً ترتبط بهلوسات عقدية وتاريخية منفصلة عن الواقع، ويرى أن الآخرين لا يعتقدون بها؛ بل يقومون باضطهاده.

 

وتابعت الصحيفة أن تطورات الأيام الأخيرة على الساحة السورية، تؤكد ذلك؛ فبعد أن قام بدفع آلاف الجنود الأتراك إلى داخل سوريا، وأعلن دعمه الواضح للجماعات الإرهابية المسلحة، وتزويدها بأسلحة متطورة، ومحاولة استفزاز روسيا التي أدارت له ظهرها، وسعيه الفاشل لجر دول حلف الأطلسي إلى معركة لا ناقة لها فيها ولا جمل، ها هو يجر بلاده إلى معركة مفتوحة في إدلب مع كل من سوريا و روسيا قد تؤدي إلى تطورات خطرة، وتفتح أبواب جهنم على مصاريعها في المنطقة.

 

وأوضحت أن تصميمه على ارتكاب حماقة احتلال أراضي دولة أخرى، ودفع جيش بلاده إلى صدام عسكري خارج بلاده، واستخدام الإرهابيين حصان طروادة لطموحاته؛ أدى إلى مواجهات عنيفة كان من نتيجتها ما حصل، ليل أمس الأول؛ عندما قامت الطائرات السورية والروسية بمهاجمة أرتال عسكرية تركية قرب مدينة إدلب، كانت في طريقها إلى شن هجوم على المواقع السورية، ما أدى إلى مقتل 34 جندياً، وإصابة العشرات، وتدمير آليات وعربات الرتل، الأمر الذي استفز أردوغان؛ حيث عقد اجتماعاً أمنياً عاجلاً، وأمر بفتح كل الطرق البرية والبحرية والجوية التركية أمام اللاجئين السوريين باتجاه أوروبا في محاولة جديدة لابتزازها، وانتقاماً منها؛ لعدم مجاراته في لعبة الحرب التي يديرها، مشيرة إلى أن أردوغان يلعب مع أوروبا نفس اللعبة التي لعبها قبل سنوات؛ للحصول على دعم مالي وسياسي؛ من خلال تخويفها بأفواج جديدة من اللاجئين؛ لعله يحصل هذه المرة على ما يريد.

 

وأكدت أن الضربة الجوية الأخيرة لقواته في سوريا كانت تحذيراً جدياً من جانب روسيا بأن يتعقل، ولا يتجاوز الخطوط الحمراء، وألا يذهب بعيداً في جنون العظمة الذي يعتريه، مشيرة إلى أن آثار هذه الضربة، وحجم الخسائر التي مُني بها الجيش التركي، لن تمر مرور الكرام في الداخل التركي، وأن آثارها السلبية بدأت تتفاعل؛ من خلال المواقف السياسية لقيادات المعارضة، التي نددت بتدخل القوات التركية في سوريا، ودعت إلى انسحابها، فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي التركية بالتعليقات السلبية لهذا التدخل، وأخذت تنشر تفاصيل الخسائر، وأفلام الفيديو للجنود الأتراك القتلى، والآليات المدمرة؛ ما استدعى المسارعة إلى إغلاق كل هذه المواقع؛ خوفاً من تداعياتها الداخلية من جهة، وإخفاء حجم الخسائر من جهة أخرى