حضرموت وأطماع الاشقاء

اليمن العربي

منذ أكثر من نصف قرن وحضرموت تذهب خيراتها للغير فبعد احتلالها في السابع عشر من سبتمبر1967م من قبل الاحتلال اليمني الجنوبي كانت حضرموت بمثابة البقرة الحلوب للجنوب اليمني أو ما يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية فبعد ما يعرف بالاستقلال في ال30من نوفمبر 1967م كانت خزينة عدن خاوية بعد أن انسحبت بريطانيا ولم تترك للرفاق الا بقايا الخردة ارسال الحكم الجديد الحاج صالح باقيس الى المكلا لنقل كل ما في خزينة بنك المشرق الى عدن وبالفعل نقل الحاج صالح رحمه الله مبلغ مليون شلن نقد وتم تحميل طائرة شحن عسكرية بالسلاح الى عدن وهذا ما سمعته من الحاج صالح الله يرحمه في أحد لقائتي معه واستمر الحال على أن تكون حضرموت هي الرافد الرئيسي لخزينة الدولة الجنوبية وطوال فترة حكم الرفاق التي استمرت حوالى 23عام وذلك عبر الثروة السمكية من سواحل البحر العربي ومناجم الذهب في وادي مدن كان كل شيء بيد الرفاق  وهو ما أكده رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي في لقائه مع محرر موقع الفجر الاخباري عندما قال بصريح العبارة أن حضرموت تمتلك 75%من الثروة والمساحة وقدر لها أن تصرف على الجنوب .

 جاءت الوحدة اليمنية في ال22من مايو 1990م والتي معها بدأت مرحلة ظهور النفط والذي تم استخراجه من حقول المسيلة في هضبة حضرموت في بداية التسعينيات عبر شركة كنديان اوكسي ثما توالت الاكتشافات عبر شركة دي او أن النرويجية وتوتال الفرنسية حتى وصلت كمية الانتاج الى أكثر من ثلاثمائة الف برميل يوميا حسب ماهو معلن في ذلك الوقت غير أن ما خفي كان أعظم وكانت حضرموت تدر المليارات من الدولارات على  خزينة الجمهورية اليمنية من ثرواتها النفطية والسمكية وبحسب بعض التقارير فان حضرموت رفدت خزينة الجمهورية اليمنية خلال عشرون عاما من عائدات النفط فقط قدرت باثنين تريليون دولار وهذا الرقم هو ما دخل خزينة الدولة من غير ما لهفه هوامير الفساد ومراكز القوى في صنعاء والمتنفذين اضافة الى ما تم نهبه من الثروات السمكية من عشرات الشركات في بحر العرب وبعد هذا كله لا غرابة أن نرى اليمنيين شمال وجنوبا يخضون صارع مرير لسيطرة على  حضرموت وكلن منهم يدعي أن حضرموت تابعة له بينما البعض من الحضارم في غيهم يعمهون هذا يؤيد استعادة دولة الجنوب وأخر مع الشمال وأخرون يطالبون بأغلاق ((البزبوز)) بمعنى ايقاف تصدير النفط لكي تحصل حضرموت على جزاء من تلك الثروة المنهوبة التي حرمت منها طوال النصف قرن الماضي واعتقادي أن هذا الأمر  ليس في متناول السلطة المحلية والحديث فيه مجرد   تهدئة للخواطر وضحك على الدقون ليس أكثر فلا قربعة الجنرال احمد سعيد بن بريك قادرة على أن  تغلق البزبوز ولا مهرجانات عمرو بن حبريش  قادرة على ايقاف تصدير النفط ولا لجنة التصعيد برئاسة محسن نصير قادرة على الحشد امام بوابة الضبة أو المسيلة ووقف عبث قيادة شركة بترومسيلة .

الخلاصة –

على ابناء حضرموت أن أرادو الخلاص من تبعية نصف القرن الماضي وانتزاع كافة حقوقهم اولا توحيد صفوفهم والتخلي عن ميولهم الحزبية واختيار قيادة جديدة مقتدرة ومخلصة ونزيها همها الأول والأخير حضرموت والالتفاف حولها والاستفادة من التجارب السابقة التي اثبتت فشلها المتمثلة في حلف حضرموت والجامع الحضرمي وابعاد كل الوجوه التي تسببت في فشل الحلف والجامع قيادة قادرة على الوقوف في وجه الاطماع اليمنية الشمالية والجنوبية في حضرموت وانتزاع حقوق حضرموت السياسية والاقتصادية أما غير هذا فهو عبث ومضيعة للوقت فالحقوق تنتزع ولا تعطى .