مصادر: كل الدلائل تُشير إلى أن أمير قطر سعى إلى التوسط بين الغنوشي وقيس سعيّد

عرب وعالم

اليمن العربي

أفادت مصادر سياسية، بأن "كل الدلائل تُشير إلى أن أمير قطر “سعى إلى التوسط بين الغنوشي وقيس سعيّد".

 

وكشفت مصادر سياسية جديرة بالثقة أن زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى تونس تخللتها وساطة فاشلة لرأب الصدع في العلاقات بين رئيس حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشي والرئيس قيس سعيّد، في مُحاولة لوضع حد لـ”الأزمة الصامتة” بينهما.

 

وقالت المصادر وفق صحيفة ”العرب” إنه من خلف العناوين الكبيرة التي رافقت زيارة أمير قطر إلى تونس، من قبيل تعزيز العلاقات الثنائية وتبادل الآراء حول القضايا الإقليمية والدولية، شكلت الأزمة المُتفاقمة التي تشهدها العلاقات بين الغنوشي وسعيّد، محورا أساسيا على طاولة المحادثات المُغلقة التي أجراها أمير قطر مع الرئيس التونسي في قصر قرطاج الرئاسي.

 

ويبدو أن أمير قطر سعى خلال المحادثات إلى إثارة تلك الأزمة بعنوان وساطة تستهدف تفكيك عناصرها، وذلك بطلب من الغنوشي الذي عمل على الاستقواء بحليفه القطري للضغط على سعيّد حتى تتسنى له محاصرته وتطويق صلاحياته، لاسيما في هذه المرحلة التي يستعد فيها البرلمان لمنح الثقة لحكومة إلياس الفخفاخ التي تُوصف بأنها “حكومة الرئيس” الذي يرنو من خلالها إلى افتكاك زمام إدارة شؤون البلاد بعيدا عن سطوة حركة النهضة ومناورات الغنوشي.

 

 

وتؤكد الأوساط السياسية في تونس أن أزمة حادة تعصف حاليا بالعلاقات بين رئيس حركة النهضة، الذي يرأس أيضا البرلمان، والرئيس التونسي، يتمحور عنوانها الرئيسي حول الصلاحيات، والتي دخلت في منعرج خطير منذ أن هدد سعيّد بحل البرلمان إذا لم يتم تمرير حكومة الفخفاخ، والذهاب إلى انتخابات تشريعية مبكّرة.

 

ولا يُخفي قادة حركة النهضة الإسلامية وجود مثل هذه الأزمة، كما لا يُخفون استياءهم من مواقف سعيّد، وسط خلاف في صلاحيات ألقى بظلاله على مُجمل المشهد السياسي في البلاد.

 

وأكد الناشط السياسي التونسي، منجي الحرباوي، وجود مثل هذه الوساطة، حيث قال لـ”العرب”، إن كل الدلائل تُشير إلى أن أمير قطر “سعى إلى التوسط بين الغنوشي وقيس سعيّد، لاسيما في هذا الوقت الذي أخذت فيه الخلافات بين الجانبين أبعادا خطيرة”.

 

واعتبر أنه، منذ الإعلان عن زيارة أمير قطر إلى تونس، “برزت العديد من التساؤلات لدى الفاعلين السياسيين بخصوص توقيتها، رافقتها تكهنات بأنها قد تكون مُرتبطة بوساطة قطرية لرأب الصدع بين الغنوشي وسعيّد، أو على الأقل التخفيف من حدة التوتر الذي طبع العلاقات بينهما منذ فشل الحكومة التي شكلها الحبيب الجملي، مُرشح حركة النهضة، في نيل ثقة البرلمان.

 

ولفت الحرباوي إلى أن هذه الوساطة سعت بالأساس إلى تهيئة المناخ لإزالة الرواسب التي من شأنها تعميق هذه الأزمة، وبالتالي “من السابق لأوانه الآن الحديث عن نجاحها أو فشلها، باعتبار أن الأيام القادمة ستكون كفيلة بتوضيح ذلك”.

 

غير أن مُتابعين للشأن التونسي استبعدوا أن تؤتي هذه الوساطة أكلها، واستندوا في ذلك إلى تغيّب الغنوشي عن مأدبة العشاء التي أقامها سعيّد في قصر قرطاج على شرف ضيفه أمير قطر.

 

وألمح الرئيس التونسي خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده مساء الاثنين مع أمير قطر إلى تلك الوساطة وفشلها، عندما قال إن “تونس هي دولة كل التونسيين، ولا مجال لأن يبحث أيّ طرف عن تحالف مع أطراف خارجية لحسم قضيته مع خصمه السياسي، وواهم كل من يعتقد أن بإمكانه البحث عن خلاف ومخطئ للعنوان”.

 

وترى المصادر السياسية، التي تحدثت إليها “العرب”، أن ما ورد على لسان سعيّد “يؤكد فشل الوساطة القطرية، ويؤشر إلى أن تفكيك الأزمة بين الغنوشي وسعيّد بات بعيدا على الأقل في هذه المرحلة، الأمر الذي دفع بأمير قطر إلى التعجيل بمغادرة تونس مُتوجّها إلى الجزائر