تكاليف إعادة الهيكلة تعيق صفقة بيع HSBC في فرنسا

اقتصاد

اليمن العربي

كشفت صحيفة "ليزيكو" المتخصصة في الشؤون الاقتصادية، أن البنوك الفرنسية المرشحة لشراء الفروع الفرنسية لبنك HSBC وهما "سوسيتيه جنرال" Societe Generale و"بوستال" La Banque Postale، عرضاً سعراً منخفضاً للغاية لشراء فروع مصرف "إتش.إس.بي.سي" في فرنسا. 

 

وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه "مع دخول عملية المبيعات مرحلتها الثانية، فإن هذين المصرفين عرضا سعراً منخفضاً جداً للنشاط المصرفي، مشيرة إلى أنهم يخشون تحمل تكلفة إعادة هيكلة تكنولوجيا المعلومات وللاندماج بين المؤسستين.

 

ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن "هذا السعر الزهيد يثير الشكوك في صحة القطاع المالي الأوروبي، وأيضاً القدرة على الدمج في عمليات الاستحواذ الأوروبية.

 

ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنه عندما اشترى HSBC صندوق (CCF (Le Crédit commercial de France  (الائتمان التجاري في فرنسا) في عام 2000، بعد معركة مع مجموعة ING الهولندية، كان على المجموعة إنفاق 11 مليار يورو لإتمام صفقة الاستحواذ وعملية الاندماج.

 

وتابعت أنه "بعد 20 عاماً، قد يضطر HSBC، الذي طرح الفروع الفرنسية للبنك للبيع، إلى بيعه بسعر يقترب من الصفر"، وفقاً لعدة مصادر قريبة من عملية البيع.

 

ونقلت الصحيفة الفرنسية عن مصدر مصرفي قريب من عملية البيع، أن مشكلة HSBC ليست السعر، الذي سيكون منخفضاً جداً، لكن المصرف يفرض على المشترين الالتزام بالاحتفاظ بالموظفين في صفقة الاستحواذ، رغم افتقارهم لتكنولوجيا المعلومات.

 

ويضيف مصدر آخر: "بالنظر إلى الاستحواذ على المؤسسات التي تحتاج إلى إعادة هيكلة على وجه الخصوص، فإن العروض لها قيمة رمزية، على الأرجح تتراوح بين 0 و50 مليون يورو بالنسبة لمصرف مرموق مثل HSBC".

 

في المقابل، تواصلت "ليزيكو" مع HSBC ولكنه لم يرغب في إبداء تعليق محدد على عملية البيع.

 

تكاليف إعادة الهيكلة

قبل 20 عاماً، كان الأجانب يقاتلون للحصول على البنك الفرنسي السادس حول العالم.

 

واليوم، ومع ارتفاع عدد الموظفين ما بين 3 إلى 5 آلاف موظف موزعين على ما بين 270 إلى 300 فرع، يعتبرون جانباً سلبياً في عملية الاستحواذ.

 

في عام 2019، قام بنك HSBC France بتخفيض معدلات الفائدة والزيادة في مخصصات الائتمان، بأكثر من الضعف في خسائره، إلى 39 مليون يورو، مقابل صافي دخل مصرفي قدره 2.23 مليار يورو.

 

وقال مصدر مطلع على العملية "يتطلب الأمر من 200 إلى 300 مليون يورو لتمويل إعادة هيكلة الشبكة وخطة مغادرة مهمة لنحو 500 وظيفة".

 

ويضاف إلى ذلك عملية التحول التكنولوجي في تكنولوجيا المعلومات الذي يكلف أكثر من 100 مليون يورو.