ماذا تعرف عن مليشيا الحمزات الإخوانية التي نقلها أردوغان من سوريا إلى تركيا

عرب وعالم

اليمن العربي

 

نشر موقع "العين الإخبارية" تقريرا عن مليشيا "الحمزات" التابعة لجماعة الإخوان في سوريا.

 

وقال التقرير: يختلف الخبراء في تحديد تاريخ دقيق لتأسيس فرقة "الحمزات" بسوريا، لكن الثابت هو أن هذه المليشيات التي جمعت تحت لوائها عناصر من الإخوان، ولاحقا بقايا "داعش" والجماعات المسلحة، كانت ولا تزال أداة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتنفيذ أطماعه التوسعية بما فيها ليبيا.

 

وأضاف: بما أن الإخوان يتقاسمون مع أردوغان ذات الرؤى والمخططات، يرجح محللون أن يكون تكوين "الحمزات" سبق اندلاع الاحتجاجات السورية نفسها عام 2011، قبل أن يحصل التنسيق مع أنقرة لاحقا لتحقيق أهداف الجانبين، والتي تتماهى في خطوطها العريضة.

 

وتابع: لوهلة، اعتقد المتابعون لتحركات هذه المليشيات أنها أداة أردوغان في سوريا، وذراعه الطولى التي مكنته من مواجهة جيش النظام، والأكراد السوريين في آن واحد، لكن مع انتقالها إلى ساحة قتال جديدة في ليبيا، تتفاقم المخاوف من تحولها إلى قوات تبحث عن الدم مقابل مال أردوغان.

 

 

 

بداية التنسيق

 

وبحسب التقرير، ظهر التواصل بين "الحمزات" وأنقرة مع بداية الثورة السورية عام 2011، حيث دربت المخابرات التركية على أرضها مجموعة فصائل عسكرية أغلبها من الجيش السوري الحر المكون الأساسي لفرقة الحمزة.

 

ورأى أن هذا التواصل يشير إلى تنسيق قديم وعلاقات خفية بدأت تجني ثمارها مع أول تدخل عسكري تركي في الحرب الأهلية السورية، حين أرسلت أنقرة فرقة "الحمزات" إلى جرابلس من كركميش واستولت على المدينة، خلال اليوم الأول من الهجوم الذي جرى عام 2016.

 

ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، تلقى منصور السوري الذي فضل عدم ذكر اسمه الثاني لمجلة "دير شبيجل" الألمانية، لأسباب أمنية، رسالة قصيرة على هاتفه الخلوي مفادها "اجمع أكبر عدد ممكن من الناس"، ومنذ ذلك الحين، لم يتوقف هاتفه عن استقبال الرسائل.

 

ويعد منصور (38 عاما) أحد قادة "الحمزات"، ويعيش الآن كلاجئ في غازي عنتاب جنوب شرقي تركيا، ويتولى مهمة تجنيد المرتزقة لصالح النظام التركي.

 

ومع خسائر مليشيات طرابلس، تحركت الاستخبارات التركية لنقل مقاتلين من سوريا إلى ليبيا دعما للإخوان.

 

ووثق المرصد السوري معطيات تفيد بافتتاح المجموعات السورية المسلحة الموالية لأنقرة مراكز لتسجيل الراغبين في الالتحاق بالمعارك بليبيا للعمل تحت الحماية التركية هناك.

 

 وقالت مصادر للمرصد إن الفصائل الموالية لتركيا تشجع الشباب على الالتحاق بالحرب الليبية، وتقدم مغريات ورواتب مجزية تتراوح بين 1800 و2000 دولار أمريكي لكل مسلح شهرياً، علاوة على تقديم خدمات إضافية تتكفل بها الدولة المضيفة.

 

فيما أكدت مصادر أخرى أن مقاتلين اثنين لقيا حتفهما قبل أيام في ليبيا، وهم من مهجري دمشق ومنتسبي الفصائل الموالية لتركيا.

 

 

 

شهادات

 

من جانبه، قال عدنان، وهو قائد في "الحمزات"، ينحدر من مدينة حمص السورية، لـ"دير شبيجل": "بعد وصولي طرابلس الليبية في منتصف يناير/كانون الثاني، جرى تجهيزي وتدريبي رفقة 70 رجلاً سوريا على يد مستشارين عسكريين أتراك".

 

وأضاف: "حصلنا على أسلحة وارتدينا الزي العسكري التركي"، لافتا إلى أن "ظروف القتال في ليبيا أفضل من سوريا، حيث نعيش في بيوت ضيافة مكيفة الهواء".

 

مستطردا "نحصل على رواتب شهرية تفوق ما كنا نحصل عليها في سوريا 20 مرة".

 

ووفق "دير شبيجل"، فإن المشاركة في القتال بليبيا محل جدل كبير في أوساط "المعارضة السورية"، فمنهم من يرفضها ويعتبرها "خيانة للثورة"، ومنهم من يشارك خوفا من أردوغان.

 

 وفي الجزئية الأخيرة، قال قيادي في الجيش السوري الحر لـ"دير شبيجل": "نشارك حتى لا يتوقف أردوغان عن دعمنا"؟

 

وقبل أسابيع، اختتمت 10 دول بقيادة ألمانيا، أعمال مؤتمر برلين حول الأزمة الليبية، بالتوافق على احترام قرار حظر تصدير السلاح لهذا البلد، وتثبيت وقف إطلاق النار، ونزع سلاح المليشيات المسلحة.

 

وخلال الفترة الماضية الماضية، اخترقت تركيا قرار حظر تصدير السلاح إلى ليبيا، عبر إرسال الآلاف من المرتزقة والمعدات العسكرية لدعم مليشيات طرابلس.

 

 

 

أبرز المعارك

 

شاركت فرقة "الحمزات" في الهجمات التي شنتها أنقرة على الأراضي السورية، وذلك ضمن عمليات "درع الفرات"، و"غصن الزيتون" و"نبع السلام".

 

وتعد عفرين أبرز المعارك التي خاضتها المليشيات، وتمكنت خلالها من السيطرة على مدينة "كركميش" ذات الأهمية الاستراتيجية لوقوعها على الحدود مع تركيا، قبل أن تتمركز قرب الشريط الحدودي مع البلد الأخير لتحقيق أهداف عمليات أردوغان العسكرية في سوريا.

 

معركة الباب أيضا في ريف حلب الشرقي، شهدت مشاركة المليشيات مع 11 فصيلا آخر، إضافة إلى معارك شمالي حلب، أي أن "الحمزات" كانت تقريبا حاضرة في جميع جبهات القتال التي يفتحها أردوغان في سوريا.

 

وعملت الفرقة على تقديم الدعم القوي للغزو التركي لسوريا بإخلاء الطريق أمام قوات أردوغان لاحتلال أجزاء مهمة من البلاد، فيما يعتبر خبراء أن هذه المليشيات شكلت بوصلة تحركات أردوغان في سوريا، لأنه لولاها لتاه جنوده في أرض يجهلون تضاريسها وطباع قبائلها.