الطائرة الأوكرانية.. الصاروخ الثاني دمر فرصة النجاة

عرب وعالم

اليمن العربي

كشفت صحيفة كيهان لندن، الناطقة بالفارسية، أن الطائرة الأوكرانية المنكوبة كانت تملك فرصة للنجاة بعد إصابتها بالصاروخ الأول، غير أن إطلاق مليشيا الحرس الإيراني للصاروخ الثاني دمر كل فرص النجاة.

 

وأوضحت الصحيفة المعارضة، الصادرة من لندن في تقرير لها الأحد، أن الأجهزة العسكرية الإيرانية كانت على علم منذ البداية بإسقاط الطائرة المدنية المنكوبة إثر إصابتها بصاروخين، لكنها تكتمت على تفاصيل الحادث لما يزيد على 48 ساعة بدعوى وجود أسباب أمنية لديها.

 

واستند التقرير إلى تصريحات أدلى بها، قبل 4 أيام، علي قاسمي قائد فيلق "أنصار الرضا" التابع للحرس الثوري في محافظة خراسان الجنوبية (شمال شرق) تشير لرفض هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية السماح بالكشف عن كيفية إسقاط الدفاعات الجوية للحرس الثوري الطائرة الأوكرانية من طراز بوينج 737 التي كانت في وجهتها إلى كييف.

 

وأقرت القوات المسلحة الإيرانية، في بيان لها، بتورط الحرس الثوري في حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية، لكن البيان اعتبره (الحادث) نتيجة خطأ بشري غير متعمد، حسب التقرير.

 

ولا تزال السلطات الإيرانية ترفض تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية على الرغم من ضغوط كبار المسؤولين السويديين والأوكرانيين والكنديين والأمريكيين.

 

وتطرقت الصحيفة اللندنية إلى أن جوانب هذه المأساة أصبحت واضحة ومتاحة للرأي العام منذ الشهر الماضي، مردفة أن مخاوف طهران من إرسال صندوقي الطائرة المنكوبة تنبع من أن بياناتهما ستحدد إذا ما كان أحد قائدي الرحلة رقم "752" ظل على قيد الحياة بعد إصابتها (الطائرة) بالصاروخ الأول من جانب الدفاعات الجوية للحرس الثوري.

 

وتقول بعض المصادر التي نقلت عنها صحيفة كيهان لندن أن قائد الطائرة الأوكرانية بعدما أصابها الصاروخ الأول اتصل ببرج المراقبة الجوية في مطار مهر آباد بطهران وكان يعتزم العودة، لكن مصادر أخرى ترجح مقتل الطيار ومساعده قبل أن يتمكن أحدهما من إعلان حالة الطوارئ.

 

وأيد التقرير، حسب خبراء طيران وعسكريين شاركوا بالتحقيقات، فرضية بقاء أحد الطيارين على قيد الحياة بعد إصابة الطائرة بالصاروخ الأول، غير أن الوصول إلى نتيجة مؤكدة يتطلب وضع البيانات جنبا إلى جنب.

 

وأضاف أن الطائرة الأوكرانية المنكوبة أصيبت بأول صاروخ على ارتفاع 8 آلاف قدم حيث كانت سرعتها آخذة في الازدياد بشكل طبيعي بهدف زيادة مستوى التحليق. وفي هذه الحالة يكون رأس الطائرة لأعلى وذيلها للأسفل.

 

واستطرد أن الصواريخ التي أطلقتها المنظومة الصاروخية "تور إم- 1" ضد الطائرة الأوكرانية من نوع ما يعرف بالصمام القريب التي بمجرد الاقتراب من الهدف واستكشافه، يتنشط مستشعرها ويؤدي لانفجار الرأس الحربي عن طريق إرسال الأمر تلقائيا.

 

وينفجر الرأس الحربي للصاروخ المذكور بعد الاقتراب من الهدف ويقصفه بالشظايا، حيث إن الوقت بين التعرف على الهدف والانفجار قصير للغاية ويختلف باختلاف أنواع الصمامات، وفق كيهان لندن.

 

وتشير المعلومات التي توصلت إليها الصحيفة الناطقة بالفارسية إلى أن صاروخي مليشيا الحرس الثوري اخترقا الجانب الأيمن للطائرة المنكوبة والجزء السفلى منها، حيث أحدثا تشققات بهما.

 

واعتبرت الصحيفة، في ختام تقريرها، أن الصاروخ الثاني الذي أطلقته مليشيا الحرس الثوري الإيراني أنهي أي فرصة محتملة للطيارين أو أحدهما إزاء إمكانية التحكم بالطائرة الأوكرانية وبالتالي احتمال إنقاذ الركاب.

 

وأنكر مسؤولون إيرانيون لمدة 3 أيام نبأ إسقاط الطائرة من قبل مليشيا الحرس الثوري، حيث ردد بعضهم أقاويل تتبنى نظرية المؤامرة بشأن الحادث قبل الاعتراف رسميا بالمسؤولية عنه بدعوى وجود خطأ بشري.

 

وعلى صعيد متصل، وصفت المقاومة الإيرانية التي تمثلها منظمة مجاهدي خلق (معارضة) حادث إسقاط الطائرة الأوكرانية بالقضية الحرجة لنظام المرشد علي خامنئي.

 

وأوضح المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (مقره باريس) في بيان، أن تستر النظام على إطلاق صاروخين صوب الطائرة المدنية الأوكرانية تزامن مع بث وسائل إعلام شريطا مصورا يظهر طائرة أخرى تحلق في أجواء المطار وشاهدت قصف الطائرة الأوكرانية وأبلغت برج المراقبة بالحادث في حينه.

 

وأضاف البيان أن "مليشيا الحرس الثوري الإيراني تعمدت عدم منع رحلات الطيران المدني أثناء هجمات صاروخية شنتها ضد قاعدة عين الأسد العسكرية الأمريكية بالعراق".

 

وحملت المقاومة الإيرانية المرشد علي خامنئي ورئيس البلاد حسن روحاني وقائدي الحرس الثوري حسين سلامي والقوة الجوفضائية علي حاجي زادة ومسؤولين آخرين مسؤولية إسقاط الطائرة المنكوبة.

 

وكشف البيان أن السلطات الإيرانية حاولت طمس آثار تحطم الطائرة الأوكرانية باستخدام جرافات؛ فيما يرجح أن صاروخي الحرس الثوري أطلقا باتجاهها (الطائرة) من مستودع صاروخي في منطقة بيدكنة الواقعة جنوب غرب طهران.

 

وتبعد منطقة بيدكنة بضعة كيلومترات عن مطار الخميني الدولي الذي انطلقت منه طائرة الركاب الأوكرانية.