11فبراير ..ظلموك فقالوا

اليمن العربي

"أعظم ثورة شبابية سلمية في تاريخ اليمن صدرها اليمنيون في 11 فبراير 2011 " هذه الجملة القوية التي تصدرت عناوين الصحف والمواقع الحزبية منذ 2011 حتى 2020 .

بشكل بسيط وسهل جداً لأي عاقل أو قارئ أو مثقف أو سياسي عندما يسمع ويقرأ هذه الجملة ، سيعتقد أن من شهد بهذه الشهادة حكومات دولية كبيرة ، أو منظمات انسانية معروفة ، أو جهات ذات سيادة وخبره تحرريه وثورية عالمية ناجحة !!؟  

ولكن للأسف الشديد بعد البحث عن مصدر هذه الجملة ومن الذي أقنع الشباب بهذه الشهادة ، لم نجد لها أي مصدر رسمي أو بيان معروف من أي جهة . 

ولكنها كانت تصريحات لبعض الشخصيات الحزبية القيادية التي كانت تعمل على تخدير وتحشيد الشباب المنجر وراء سراب ليس له فيه ناقة ولا جمل . 

كانت المؤامرة كبيرة لضياع وطن وتقسيم دولة و إعادة الكهنوت ، وكان الشباب هم وقودها وهم الأدوات التي تم تجنيدهم لتنفيذ هذه المؤامرة .

لم يكن ذنب الشباب الذين خرجوا الساحات بصدورهم العارية لفكرة تغيير النظام  . 

ولم يكن ذنبهم ايضاً بما أصابهم من قتل برصاص الصديق قبل العدو . 

فالذي كان يدار وراء الأبواب المغلقة والبدرومات المجهزه لتنفيذ المخطط اكبر بكثير من احلام وطموح الشباب في الساحات . 

فكيف تحتفلون بهذه المناسبة وقد تم تحويل الدولة من الاستقرار الى الفوضى ، ومن الوحدة الى التشظي والفرقة ، ومن الأمان الى الخوف ، ومن المواطنة الى الهجرة ، ومن الإعمار الى الخراب !! ؟

كيف تحتفلون واكثر من 10 مليون يمني من خيرة عقولها وشبابها هاجروا خارج اليمن!!؟

كيف تحتفلون بالثورة التي أفشلها قادة الاحزاب قبل بدايتها لمصالحهم الشخصية !!؟

كيف تحتفلون بالثورة وقد خانكم علماء اليمن بصمتهم الذي أردى بعشرات الابرياء في المقابر !!؟

كيف تحتفلون بالثورة وأنتم خارج وطنكم !!؟

أليس بالأحرى أن تستعيدوا وطنكم ليكون حاضنة لكم وتحققوا أهدافكم أو على الأقل هدف واحد من الاهداف التي سطرتموها . 

يا 11 فبراير كم ظلموك مناديك بالحرية وهم لازالوا في سجون عقولهم وقياداتهم الهرمة .

ظلموك بإدعاء الوطنية والحقيقة أنهم يمارسون العصبية الحزبية والمناطقية والفئوية البغيضة. 

ظلموك بالمساواة وهم يمارسون أبشع أنواع المحاباة والشللية بل وتجري في دمائهم . 

ظلموك في اعطاء الآمال للمواطن البسيط والشباب المساكين ، ولكنهم أول من تركوهم يواجهون الموت والدمار . 

ظلموك في تزيين الدولة الحديثة وبالمنجزات التي ستتحقق والسعادة التي سيتلقاها المواطن وأطلقوا عنان الأحلام الوردية للشارع اليمني بما لا يملكون لأنفسهم ، " كـمن يعطي مالايملك لمن لا يستحق " . 

فلا بوركتم ولا بوركت مؤامرتكم ، فقد تجرع شعب بأكمله مرارة الفقر والخوف والمرض والبهذله والتشتت والهجرة وقلة القيمة في الداخل والخارج .