اتفاق الرياض إلى أين!

اليمن العربي

سنوات طويلة عاشها الشعب اليمني على أمل أن يأتي اليوم لتتحرر البلاد من بطش الحوثي ومن يعاونه، فقد سلك الحوثي منذ الوهلة الأولى أبشع الانتهاكات والتعذيب بحق المواطنيين ، لم يكن يعلم الشعب الذي يزرف دماً كل لحظة بسبب مليشيا طائفية لا تعرف أي معني للإنسانية، فقد تسببت مليشيات الحوثي في كارثة انسانية لم ولن تحدث منذ الحرب العالمية الثانية، فقد قامت بتجويع اليمنيين وتخريب كل معالم اليمن السعيد، فهذه جماعة لن يرحمها التاريخ وسيلعنها في كل دقيقة.

 

كل هذه السنوات مرت على الشعب في انتظار اللحظة التي تأتي لتوحدوا كي توجه البوصلة لمليشيات الحوثي ومن يدعموا هذه المليشيا الغاشمة، حتي أتى اتفاق الرياض بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

 

اتفاق الرياض الذي كان مصالحة جرت بوساطة المملكة العربية السعودية، وجرى التوقيع عليه في الرياض في 5 نوفمبر 2019، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، وحضور ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، والرئيس عبدربه منصور هادي وولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، ورئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي، ومثّل الحكومة الشرعية في توقيع الاتفاق سالم الخنبشي، فيما مثّل المجلس الانتقالي الدكتور ناصر الخبجي.

 

استند الاتفاق على عدد من المبادئ وبالفعل بدأت جهود المصالحة السعودية عقب وقوع اشتباكات في أغسطس 2019 بين قوات المجلس الانتقالي الجنوبي، والقوات التابعة للحكومة الشرعية في محافظة عدن، حيث دعت السعودية طرفي النزاع للحوار في مدينة جدة ومناقشة الخلافات لتوحيد الصف والتصدي لميليشيا الحوثي.

 

لم يعلم الشعب اليمني بأن الاتفاق لم يتم في المدة المقررة من التوقيع فكان بين مطرقة على أمل أن ينجح الاتفاق لتوحيد الصف اليمني ضد المليشيات الحوثي ، وبين فشلة ونهاية آخر خيط للنجاة .. فمتي ينتبه السياسيون والذين وقعوا الإتفاق بأن المستفيد الأول والأخير من عدم تنفيذ الاتفاق الذي جرى بالرياض ولم ينفذ حتي الآن رغم تجاوز المدة المحددة له هو الحوثي ومن يتعاون ويدعمه، ألم يعلم الطرف المعرقل بأن هناك من ينظر أن يعلنوا فيه اتجاه البوصله للشمال وتحرير البلاد من ظلم وبطش الحوثي، ألم يعلموا بأن هناك من ينتظر أن يتم التحرير كي يرى الحوثي خلف القضبان وأمام المحاكم الدولية كمجرم حرب. استقيموا لأجل شعب عاني من ويلات الحرب والظلم.. فبعد انتهاء المدة المحددة لتنفيذ اتفاق الرياض . بات السؤال إلى أين يتجه اتفاق الرياض بعد طمس معالم طريقه التي رسمت على أمل الوحدة  ضد الحوثي وانهاء مشروعه الطائفي باليمن.