جبهة نهم.. هل أسقطتها قوة الحوثي أم حسابات حزب الإصلاح؟

أخبار محلية

اليمن العربي

 

اليمن العربي ـ خاص:

 

الأسبوع الماضي، تعرضت القوات الموالية للحكومة الشرعية لانتكاسة عسكرية كبيرة، تمثلت في خسارتها لمديرية نهم، أقرب جبهة إلى العاصمة صنعاء.

وتعد خسارة نهم أكبر تحول عسكري منذ تقدم قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي لليمن.

 

تفاصيل العملية:

وفي التفاصيل، شنت مليشيا الحوثي فجر يوم الأحد الماضي هجوماً عسكرياً واسعاً على جبال "يام" الواقعة في منطقة "نهم"، لتسيطر عليها في غضون ساعات قليلة.

 ووفق مصادر عسكرية لـ"اليمن العربي" فإن المليشيا استغلّت نقص قوات الشرعية في ميمنة الجبهة لتنفيذ التفاف عسكري من جبال "يام" نحو منطقة "واغرة" الواقعة في مديرية "مجزر"، لقطع أيّ خطّ إمداد قادم من محافظة الجوف.

وتؤكد المصادر أن التراجع الكبير والسريع في الجبهة، بسبب قلة المقاتلين، كشف عن فساد كبير في الجبهة التي يديرها حزب الإصلاح، كونها تتبع منطقة عسكرية قوامها عشرات الآلاف، قبل أن يتضح أنها مجرد أسماء في الكشوفات ولا وجود لها في أرض المعركة.

وتشير المصادر أن المليشيا وبعد سيطرتها على سلسلة جبال "يام"، شنت هجوما آخر انطلق من هذه السلسلة الجبلية التي تطلّ على مفرق الجوف وتمنح مَن يسيطر عليها السيطرة النارية على مناطق واسعة في منطقة "نهم"، إلى جنوب مديرية "مجزر" للسيطرة على الخط العام بين مفرق الجوف والصفراء.

وتوضح المصادر أن الهجوم الثالث لمليشيا الحوثي كان على خطّ الإمداد الرئيس في منطقة "الخانق"، وصولاً إلى منطقة "جفينة الجدعان"، وبعد معارك عنيفة تمكنت المليشيا "آل رقيب"، قبل أن تحكم سيطرتها على مديرية نهم بشكل كامل.

 

هدنة غير معلنة

وأثار التقدم السريع لمليشيا الحوثي في جبهة نهم الكثير من التساؤلات، خصوصا بعد المراوحة التي شهدتها الجبهة منذ العام 2016.

في السياق، يقول القيادي الحوثي، محمد البخيتي، إن التقدم جاء بعد هدنة معلنة بين جماعته وبين حزب الإصلاح.

وبناء على ما أكده القيادي الحوثي، فإن المليشيا استعدت بشكل جيد طوال فترة الهدنة التي ركن إليها الحزب، وسحب عددا كبيرا من المسلحين في الجبهة إلى الجنوب، للقتال في المناطق المحررة.

 

تسهيل انسحاب

إلى ذلك، أكد بيان لمليشيا الحوثي، أنها سهلت للقوات الموجودة في نهم الانسحاب إلى تخوم مأرب.

وقال البيان: قواتنا سمحت للمئات من الطرف الآخر بالفرار تنفيذاً لتوجيهات القيادة وحفاظاً على دماء من قرر ترك المعركة.

ووفق محللين، فإن السماح لمقاتلين بالانسحاب رغم التمكن منهم، يعني وجود اتفاق مسبق، على اعتبار أن المليشيا بأمس حاجة لأسرى عسكريين للضغط بهم من أجل إطلاق سراح أسراها.

ويضيف المحللون، لـ"اليمن العربي"، أن انهيار الجبهة بهذا الشكل لا علاقة له بإمكانات المليشيا التي حشدت قوة أكبر إلى الحديدة، خلال المواجهات السابقة، ولم تتمكن من تحقيق أي تقدم.

 

حسابات انتحارية:

إلى جانب ذلك، تشير معلومات خاصة إلى أن حزب الإصلاح استبق ترتيبا عسكريا في جبهة نهم، بعد الهجوم الصاروخي على مسجد الاستقبال، والذي أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وشن هجوما عسكريا كبيرا، ليأتي انسحابه لاحقا في سياق مواجهات.

وبحسب مصادرنا، فإن الترتيبات اقتضت إسناد مهمة الجبهة لقائد العمليات المشتركة، اللواء صغير بن عزيز، واستقدام قوات من الساحل الغربي لإشراكها في عملية عسكرية وشيكة بنهم، وهو ما أزعج حزب الإصلاح ودفعه إلى خلق إرباك عسكري للحيلولة دون إتمام تلك الترتيبات.

 

اتهام التحالف:

الانهيار الكبير لجبهة نهم شكل حرجا لحزب الإصلاح، الذي يدير الجبهة، خصوصا بعد أن أثيرت قضية وجود اتفاق مسبق مع المليشيا الحوثية، ما دفع الحزب، وعبر أذرعه الإعلامية، إلى اتهام التحالف العربي بالتسبب في ذلك.

فمن مزاعم عدم مساندة الطيران الحربي للقوات الموالية للحكومة في نهم، إلى الادعاء بأنه قصف تجمعات للقوات ذاتها، بغرض تسهيل تقدم الحوثيين، وهو ما نفته مصادر عسكرية بشكل قاطع.

 

من أسقط الجبهة؟:

ومن خلال ما تقدم، يتضح أن قوة الحوثي لا تقف وراء إسقاط جبهة نهم، وإنما سياسة وحسابات حزب الإصلاح.