عندما تصنع الرياضة الفرح!

اليمن العربي

يتصل بي صديقي عبدالقادر الحبشي "أبو عيسى" بعد الساعة الثامنة من مساء هذا اليوم، ليسمعني أصوات البهجة وصيحات الفرح وهدير المحتفلين الذين يجوبون شوارع مدينة #سيئون على درجاتهم وسياراتهم في نشوة فرح غامرة ومظاهر أنس عفوية، ابتهاجا بفوز نادي شعب حضرموت بكأس الدوري_التنشيطي لأندية الجمهورية 2020م الذي احتضنه استاد سيئون الأولمبي وحضر مباراته النهائية أكثر من 45 الف متفرج قدموا من مختلف محافظات الجمهورية.

 

مظاهر الفرح العفوية الرياضية تلك كانت قد اختفت من معظم المدن اليمنية منذ أكثر من خمس سنوات، تلاشي خلالها كل صخب رياضي انيق، الا من فعاليات نادرة لبطولات كروية حماسية وحاشدة أقيمت في بعض المحافظات المحررة كتنظيم حضرموت لكأس المحافظة في نسختيه الخامسة والسادسة في العامين المنصرم والذي سبقه، واحتضان مدينة #المكلا لـ #بطولة_رئيس_الجمهورية_لكرة_القدم_المدرسية_لمنتخبات_المحافظات_المحررة "تجمع المكلا" التي نظمها مكتب التربية والتعليم بساحل حضرموت مطلع هذا الشهر.

 

تعود بنا هذه الأجواء الرياضية الحماسية والفرائحية إلى سنوات خلت وهي ليست بالبعيدة، عندما كانت البطولات الرياضية في كرة القدم وغيرها من الالعاب الاخرى تقام في كل محافظات الوطن، وتشارك منتخبات بلادنا في مختلف المحافل الرياضية، بل وتستضيف بطولات عربية وإقليمية لعل أبرزها #دورة_كأس_الخليج_العربي_لكرة_القدم "خليجي 20" في العام 2010م.

 

ونحن نعيش أجواء هذا العرس الكروي البديع منذ أول مبارياته وحتى اخرها، استمتعنا كثيرا بكل تفاصيله الكبيرة والصغيرة، فمشاركة جميع الأندية اليمنية واجتماعها في مكان واحد اصبح امرا نادر الحدوث منذ مابعد الإنقلاب على #الشرعية، وتوافد الآلاف من المشجعين من كافة المحافظات واحتشادهم في مدرجات أكبر استاد رياضي بالجمهورية حدث يستحق الوقوف طويلا أمامه، ويؤكد بأن الرياضة كانت ولازالت اقصر الطرق إلى قلب الفرح وفؤاد البهجة، ومن اسهل الأساليب لإصلاح ماافسدته السياسة وماشوهه الإنقلاب ومادمرته الحرب، وأنها تمنح الجميع على اختلاف توجهاتهم لحظات من السعادة الحقيقية يبقى أثرها خالدا في النفس وباقيا في الوجدان تحتفظ به ذاكرتنا البشرية لسنوات قادمة، وتوثقه لقطاتنا المصورة لقرون آتية، كما حدث اليوم في مدينة سيئون الطويلة.

 

باقة ورد عاطرة لكل من أسهم في انجاح البطولة، وقبلات محبة خالصة لكل الأندية المشاركة، وسيل من كلمات الثناء والتقدير والأعجاب لكل المشجعين، فهم كانوا بحق سر النجاح ومصدر الإلهام وصنّاع الفرح الكروي الأنيق، ومبارك لشعب حضرموت ناديا ومواطنين.