من يقتل اليمنيين

اذا كانت الآله العسكرية تعمل فينا ما تعمله وهي عمياء فإن هناك من يقتلنا كل يوم وهو مبصر .

في بداية الأمر أخبرني أحد الاصدقاء أنه عندما سمع بالاخبار حول مقتل الجنود في معسكر الاستقبال بمحافظة مأرب في اليمن هرع سريعاً الى وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي لكي يتابع الاخبار واضعاً في مخيلته منظر الدماء والاشلاء ومتأثراً كادت الدموع أن تنهمر من عينيه .

يضيف صديقي أنه انصدم من المشهد المخيف الذي شاهده من ردود أفعال الاعلاميين والمتابعين والسياسيين والحقوقيين والمتحزبين والعسكريين .

فقد أنسوه الدموع والتأثر والاحساس والمشاعر تجاه دماء أبناء وطنه الشرفاء الاحرار الذين يقدمون أرواحهم بالنيابة عن الشعب بأكمله وقياداته .

يقول صديقي كنت أريد أن أبكي على المشهد والمناظر والصور التي شاهدتها لكن ردود أفعال هؤلاء قتلوا فيا الاحساس والدموع بشكل مخيف أكثر من الرصاص ، فبدل أن أبكي متأثراً بالمشهد جلست أرد على هذا وذاك وتلك في التعليقات .

سألته لماذا ؟ فقال : كل المهتمين والسياسيين والمحللين والاعلاميين والقادة الا النادر يوظفون الحدث بحسب توجههم الفكسياسي بداية من اتهام الامارات بأنها من اطلقت الصاروخ وانها تريد عدم الاستقرار والانتقام ومروراً باتهام طارق عفاش بانه الخائن والذي اعطاهم الاحداثيات وايضاً اتهامات القيادة العسكرية في مأرب بالتقصير والخيانات الموجودة في وسط الجيش الوطني وانتهاءً باتهام الانتقالي الجنوبي بالتواطئ في هذه المجزرة للفت الانظار عن ما يجري في عدن ... وغيرها الكثير

فسألته متعجباً كيف ستبكي وسط هذا الصراع المرير حول حادثة واحدة راح ضحيتها عشرات الابرياء لم يتفقوا على المجرم الحقيقي . ؟؟

هؤلاء هم الذين يقتلونا كل يوم يقتلونا بعدم الاعتراف الواضح بالعدو والمجرم الذي تخطت افعاله كل القيم والاعراف والدين والمواطنة كهنة الحوثي وزمرته .

هؤلاء هم الذين يقتلونا كل يوم بإيجاد مسميات تخدم مصالحهم الضيقة التي تخرج من عباءة افكارهم الحزبية العفنة .

هؤلاء هم الذين يقتلونا كل يوم بصراعهم الداخلي فيما بينهم وترك العدو يعيث فساداً ودماراً وقتلاً في وطن ممزق .

هؤلاء هم الذين يقتلون فينا حتى المشاعر الانسانية والبكاء وحتى الصراخ يستخسرونه فينا ويقتلونه .

قتلتمونا قاتلكم الله