قيادي جديد ينشق عن حزب أردوغان‎

عرب وعالم

اليمن العربي

شهد حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، الجمعة، استقالة أحد قيادييه؛ للانضمام إلى حزب "المستقبل" الذي أعلن رئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو تأسيسه في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

 

وقال موقع "أوضه تي في" التركي المعارض، تقدم أوميت ياشار قارليداغ، القيادي بالعدالة والتنمية، ويشغل منصب رئيس الشؤون السياسية والقانونية بفرع الحزب في إسطنبول، باستقالته؛ رغبة منه في الانضمام لـ"المستقبل".

 

ووفق المصدر ذاته، فإنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة بفرع الحزب بإسطنبول استقالات مماثلة من أجل الانضمام لحزب داود أوغلو الجديد.

 

ويشهد حزب العدالة والتنمية منذ فترة حالة من التخبط والارتباك السياسي على خلفية الانشقاقات المتتالية التي تضرب صفوفه بين الحين والآخر، في أعقاب الخسارة الكبيرة التي مني بها أمام أحزاب المعارضة في الانتخابات الأخيرة، والتي فقد فيها العديد من البلدات الكبرى، على رأسها العاصمة أنقرة، وإسطنبول.

 

ومن أبرز الاستقالات في صفوف الحزب، استقالة داود أوغلو، في 13 سبتمبر/أيلول، الماضي، والذي قال حينها إن "الحزب لم يعد قادرا على حل مشاكل تركيا ولم يعد مسموحا بالحوار الداخلي فيه".

 

ويوم 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن داود أوغلو تأسيس حزبه الجديد "المستقبل"، مستعرضا مبادئه، والسياسات العامة التي سيتبعها، ليضع بذلك نهاية لحالة الجدل والترقب بشأن مساعيه لإعلان الحزب والتي بدأت منذ انشقاقه عن العدالة والتنمية.

 

وشغل داود أوغلو (60 عاما) منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016 قبل أن يختلف مع الرئيس، رجب طيب أردوغان.

 

ووجه هذا العام انتقادات حادة لأردوغان والإدارة الاقتصادية لحزب العدالة والتنمية واتهمهما بتقويض الحريات الأساسية وحرية الرأي.

 

 وجاءت استقالة داود أوغلو بعد شهرين على استقالة النائب الأسبق لرئيس الوزراء، علي باباجان من حزب العدالة والتنمية، الذي يعتزم تأسيس حزب جديد هو الآخر.

 

وكشف باباجان خلال لقاء تلفزيوني مؤخرًا أن الإعلان عن حزبه الجديد سيكون في يناير/كانون الثاني الجاري.

 

وتأتي كل هذه التطورات في وقت يفقد فيه العدالة والتنمية كل يوم مؤسسيه وقاعدته الشعبية منذ فشله في الانتخابات البلدية يونيو/حزيران الماضي، لا سيما فقدانه أحد رموز سيطرته وهي بلدية إسطنبول.

 

ويوم 14 ديسمبر/كانون الأول قالت صحيفة "يني جاغ" نقلا عن بيان للنيابة العامة بالمحكمة العليا، إن 114.116 عضوًا استقالوا من العدالة والتنمية خلال 4 أشهر فقط، اعتراضًا على سياساته.

 

وجاء في البيان أن 56 ألفاً و260 عضواً استقالوا من الحزب خلال الفترة من 1 يوليو/تموز إلى 6 سبتمبر/أيلول 2019، فيما استقال 57 ألفاً و856 عضواً خلال الفترة من 6 سبتمبر/أيلول إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضيين.

 

كل هذه التطورات كانت سببًا في تعالي الأصوات التي ألمحت في تركيا إلى عقد انتخابات مبكرة، وذلك على خلفية الأوضاع المضطربة بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تشهدها البلاد منذ فترة، وتداعياتها المختلفة كارتفاع معدلات التضخم، والبطالة، والأسعار لأرقام غير مسبوقة.

 

وأدت هذه الأوضاع بدورها إلى تدني شعبية أردوغان وحزبه، وكذلك فقد ثقة الناخبين فيهم، بحسب استطلاعات الرأي التي تم الإعلان عن نتائجها مؤخرًا.