الفساد والعبث يفجران صراعاً في أروقة حكومة الشرعية .. تقرير

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

فجر فساد المسؤولين وعبث تحركات بعض الوزراء وتصريحاتهم العشوائية صراعاً بين رئيس الحكومة الدكتور معين عبدالملك وأولئك الوزراء، الذين وصل بهم الحال إلى توجيه إتهامات الخيانة والعمالة لرئيس الحكومة .

 

وكشف رئيس الوزراء قبل أيام في حديثه لقناة العربية عن فساد كبير في المؤسسة الأمنية، وهي تصريحات تؤكد ما كانت كشفته الوثائق التي تم العثور عليها في منزل وزير الداخلية، أحمد الميسري، وتكشف حجم الأموال التي ينفقها دون تحقيق أي إنجاز على الوقع .

 

جاء ذلك قبل أن تنشر وكالة سبأ الناطقة باسم الحكومة خبراً عن مصدر مسؤول في الحكومة يتبرأ من تحركات وزير النقل صالح الجبواني والاتفاقيات المبدئية التي اعلن عنها في تركيا وقال أنها تستهدف تطوير المطارات والموانئ .

 

بالمقابل هاجم الجبواني في سلسلة تغريدات رئيس الحكومة ووجه له إتهامات وصلت إلى حد الخيانة العظمى والركوب على الشرعية، في وقت كان فيه الجبواني إلى قبل تعيينه وزيراً للنقل في حكومة الشرعية، كان موالياً لميليشيا الحوثي الإنقلابية وبوقاً لها يهاجم الشرعية والتحالف العربي بقيادة السعودية، ولازال حتى الآن يهاجم التحالف العربي خدمة لقطر وإيران .

 

وبالتزامن نشرت وزارة الداخلية بياناً ردت فيه على رئيس الوزراء، وأعترفت فيه بحقيقة وجود وافر ولكنها زعمت أنها استخدمته كموازنة تشغيلية، وهو ما يؤكد حديث رئيس الوزراء عن فساد المؤسسة الأمنية .

 

وبهذا الشأن، قال مصدر حكومي، فضل عدم الافصاح عن هويته لـ(اليمن العربي) ان الصراع بين رئيس الحكومة وهذان الوزيران هو جزء من صراعه مع مؤسسة الرئاسة الذي بدأ مع احداث عدن وتطور بعد رفض التحالف العربي على توصيات باقالة معين من منصبه واصراره على بقاءه كرئيس للحكومة المزمع تشكيلها في اطار اتفاق الرياض الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية في الخامس من نوفمبر 2019م .

 

وأكد المصدر أن رئيس الوزراء كان يعاني قبل أحداث عدن من تجاهل مؤسسة الرئاسة لمطالبه التي وافق عليها البرلمان في جلسته التي عقدت في ابريل بمدينة سيئون والمتضمنة تقليص عدد الوزارات ودمج بعضها في اطار تقليل النفقات التي لا يقابلها أي انجاز على صعيد الواقع .

 

ولفت المصدر الى ان الصراع تفاقم مع بدء رئيس الوزراء منذ اسابيع حملة تستهدف انهاء احتكار رجل الاعمال والمسؤول في مكتب رئاسة الجمهورية احمد العيسي، لعمليات استيراد وقود الكهرباء والمحطات في المناطق المحررة وتوجه الحكومة نحو تمكين شركتي النفط ومصافي عدن من تنفيذ هذه المهمة بموجب القانون .

 

وبحسب المصدر فان اتهام رئيس الحكومة لوزراء بالفساد وتبرئ الحكومة من تحركات وزير النقل صالح الجبواني جاء بتوجيهات مباشر من رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي .. مضيفاً في الوقت نفسه ان تحركات وزير الداخلية احمد الميسري والجبواني تأتي في اطار مخطط قطري - تركي - ايراني يستهدف التحالف العربي وتحديدا المملكة العربية السعودية .

 

وقال المصدر أن رئيس الحكومة ابلغ التحالف العربي ان مكتب الرئاسة الذي يسيطر عليه حزب الاصلاح يرفض تنفيذ توجيهاته المتعلقة بايقاف الوزيرين وغيرهم من المسؤولين الذين تم اكتشاف ضلوعهم في مخطط يهدف الى افشال تنفيذ اتفاق الرياض الذي يهدف الى توحيد الجهود لاستكمال تحرير اليمن من مسلحي ميليشيا الحوثي الانقلابية .

 

وأكد المصدر ان جميع الاطراف تنتظر ان يضع الرئيس عبدربه منصور هادي حداً لعبث مكتب الرئاسة وينهي هذا الصراع الذي زاد من معاناة المواطنين وينذر بجولة صراع في المناطق المحررة .