هكذا أفقدت مليشيا الحوثي الجمعة روحانيتها وحولت المنابر إلى منصات تحريض

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

لم يعد ليوم الجمعة مكانته في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي، بعد أن أصبحت الخُطب أشبه ببيانات سياسية وحربية.

فمنذ طرد المليشيا للخطباء وأئمة المساجد، واستبدالهم بآخرين محسوبين عليها، تغيرت مضامين الخُطب بشكل جذري.

وقد أدى ذلك إلى عزوف كثير من الناس عن الذهاب في وقت مبكر إلى المساجد يوم الجمعة، والاكتفاء بحضور الصلاة.

 

إسقاط واجب:

في السياق، يقول أحد المواطنين لـ"اليمن العربي"، إن روحانية الجمعة لم تعد موجودة، بعد أن صبغت الجماعة بأفكارها كل ما يتعلق بهذا اليوم، من التسابيح إلى الخطبة إلى الصلاة.

ويتابع: أحضر الجزء الأخير من الخطبة الثانية، والصلاة، لإسقاط الواجب لا أقل ولا أكثر.

ويضيف: مللت من حديث الخطيب عن القلة المؤمنة التي تخوض حربا مع العالم المنافق، حد تصويره.

 

مستفزون

أحد المصلين، الذي تحدثوا إلى "اليمن العربي" يرى أن أكثر الاشياء استفزازا هو ترديد مجموعة للصرخة الخاصة بالمليشيا بعد انتهاء الخطبة وقبل الصلاة.

ويقول: هناك مجموعة مخصصة لترديد الصرخة في كل المساجد، تقول بالمهمة بعد طلب الخطيب بالعبارة الموحدة: "تبرأوا من أعداء الله".

ويشير إلى أن ما يبعث على الارتياح هو أن 90% أو أكثر من المتواجدين في المساجد لا يرددون الصرخة التي حولها الحوثيون إلى طقس من طقوس الجمعة.

 

في المنزل:

المواطن (م.ن ص) يؤكد أنه قرر أداء الصلاة في المنزل مع الأشقاء والأبناء منذ أن طردت مليشيا الحوثي خطيب جامع النصر في حي القادسية واستبدلته بأحد الموالين لها.

ويعتقد أن حضور الجمعة واجب، لكن ما نراه لا يمت إلى الجمعة ورسالتها في الإسلام بصلة، فالخطبة من أولها إلى آخرها تمجيد لجماعة منحرفة وتحريض على من نراهم أقرب لنا أو على نفس الخط، حد تعبيره.

ويختم حديثه بالقول: الناس في ضيق لا يعلمه إلا الله، وهو وحده من يجعل بعد العسر يسرا.