العقار في اليمن خلال 2019 .. نار الإيجار تصلي من لم تكوه شرارة الحرب

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي

ومن لم تحرقه شرارة الحرب صلته نار الإيجار؛ سجل العقار في اليمن خلال العام 2019؛ تجارة رابحة لدى الملاك مقارنة بالأعوام السابقة، وأصبحت العملة الأجنبية هي السائدة في هذا الجانب، دون مراعاة للظروف السياسية الإستثنائية التي تمر بها البلاد.

 

وارتفعت قيمة المساحات السكنية والإيجارات في أغلب محافظات الجمهورية إلى أكثر من ثلاثة أضعاف قيمتها السابقة، لا سيما بعد عودة الكثير من المواطنين من دول الجوار.

 

وليس ذلك فقط، بل إن ارتفاع الأسعار طال الغرف الفندقية والشقق المفروشة والأجنحة ويبلغ متوسط سعر الليلة الفندقية الواحدة نحو 10 آلاف ريال على الأقل، فيما كان في السابق لا يتجاوز 3500، في حين بلغت أسعار الأجنحة الفندقية نحو 30- 25 ألف ريال يمني، ونحو 8 آلاف ريال يمني في السابق.

 

وبالحديث عن أسعار العقار فقد توقف الملاك عن بيع ممتلاكاتهم بالعملة المحلية وباتوا يطابون العملة الأجنبية في عملية البيع والشراء؛ الأمر الذي فاقم من معاناة المواطنين العائدين من الخارج والمقيمون في أراضي الدولة على حد سواء.

 

أما بخصوص أسعار شراء العقارات، فقد سجل العام 2019 أرقاما قياسية لا سيما في المناطق الجنوبية المحررة مثل محافظة حضرموت، جنوب شرقي اليمن، التي صنفت أكثر محافطات الجمهورية من حيث الأستقرار الأمني.

 

وبلغت أسعار العقار في المناطق النائية بحضرموت، نحو 52 مليون ريال يمني، ما يعادل 350 ألف ريال سعودي، فيما بلغت اسعار العقار في القرى نحو 3 مليون ريال، ما يعادل 20 ألف ريال سعودي، وهو الرقم الأكبر الذي لم يتم تسجيله في أي عام سابق في تاريخ المحافظة.

 

وسجلت أسعار المحلات التجارية والصغيرة أرقاما قياسية أيضا، حيث ارتفعت أسعار الإيجارات في بعض الأحياء السكنية من 15 ألف ريال يمني إلى أكثر من 45 ألف ريال يمني.

 

وفي المناطق الشمالية في اليمن، وصل جشع بعض التجار إلى محاكات نظرائهم في المناطق الجنوبية في أسعار الإيجارات، وأصبحت العملة السائدة لدى البعض منهم إلى التأجير بالدولار من جهة، ومضاعفة أسعار المنازل والشقق السكنية من جهة أخرى.

 

وتسبب غلاء أسعار الإيجارات في المناطق الجنوبية المحررة في اليمن، إلى لجواء المواطن إلى شراء القطع السكنية والأراضي وبنائها، أملا منه في الخلاص من جشع الملاك، في حين أنه لم يسلم من جشع تجار العقار، لكنه الأمر الوحيد الذي من شأنه أن يخفف عنه جزء من عبء الحياة إلى حد ما.