تكبيل الحياة بإجراءات تستند إلى الفتاوى

اليمن العربي

لم تُخرج المليشيا الحوثية بعد كل ما في جعبتها من التطرف الديني والطائفية العقائدية، خشية ردة الفعل المجتمعية، لكنها تمضي في هذا الطريق، وبشكل متدرج.

 

بشكل متدرج يتغير نمط الحياة في المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، نحو ظلام دامس من الطائفية العقائدية والتطرف الديني الدموي.

 

تثبِّت المليشيا ما فرضته، وتسعى إلى فرض أشياء جديدة لتثبيتها، وهكذا حتى نفيق على واقع لا يمت بصلة إلى واقع اليمنيين.

 

ستمنع المليشيا أشياء كثيرة، وما لا يطاله المنع سيتم تقنينه. إنها عملية متكاملة لتكبيل الحياة بالإجراءات التي تستند إلى الفتاوى الدينية المتطرفة. إحراق أحزمة العباءات النسائية، بحجة مخالفتها للشرع، مجرد نموذج لحياة قادمة ستكون على هذه الشاكلة.

 

كان اليمن بحاجة إلى أن ينتشل من موقعه المتأخر عن ركب الدول التي انفتحت على الحضارة والعلم والتطور، وليس إلى جماعة دينية متطرفة تعيده قرونا إلى الخلف.

 

لا أحزاب ولا تنظيمات ولا مكونات سياسية في هذه المناطق يمكن أن تلعب دورا يحد من هذا الانحدار السريع نحو الهاوية، بعد أن خلى الجو للمليشيا لتبيض وتصفر وتقوم بكل ما تمليه عليها أدبياتها المتطرفة. هناك فتاوى تُترجم سريعا إلى إجراءات.

 

لا يمكن لأي حل، ما لم يكن عسكريا جادا، أن يحول دون سير المليشيا الحوثية بجزء كبير من البلد في هذا الطريق الموصل إلى الجحيم.

 

 لا تتركوا اليمن يضيع وأنتم قادرون على فعل شيء. الأمر أخطر من الانقلاب بمراحل، وأهم من مجرد عودة الشرعية.