مهاتير محمد .. يعالج قضايا المسلمين بمزيدٍ من التطرف

اليمن العربي

فاجئ رئيس وزراء ماليزيا، مهاتير محمد، العالم الإسلامي بإعلانه عن إستضافته قمة إسلامية لمعالجة قضايا ومشاكل المسلمين في خطوة تنذر ببدء شق عصا العالم الإسلامي كون هذه الخطوة جاءت بدون التنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي .

 

وما يثير الإستغراب أن مهاتير محمد المعروف بتوجهاته الإقتصادية سيعالج قضايا المسلمين في العالم بدعم من دول كانت هي السبب الأبرز في ظهور هذه المشكلات عبر تطرفهم اللا محدود الذي خلق في النهاية تيارات وأجنحة تقتل في المسلمين وغير المسلمين تحت إسم "الإسلام" .

 

وبرغم المقاطعة الكبيرة لهذه القمة التي شارك فيها 3 من قادة الدول الإسلامية من أصل 50 دولة إسلامية وجهت لها الدعوات إلا أن مهاتير محمد أصر على إقامتها بمشاركة ثلاثة من أقطاب الإسلام المتطرف هي إيران وتركيا وقطر، متجاهلاً أن هذه الدول الثلاث هي من خلقت مشكلات المسلمين بتطرفها وخلاياها المتأسلمة .

 

أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى قمم إسلامية لمعالجة قضاياهم ومشاكلهم في العالم، بقدر ما هم بحاجة إلى الإسلام المعتدل الذي يعيد لديننا الحنيف سمعته كدين يدعو للسلام لا للحرب ويدعو للتعايش لا التفرقة ويدعو للمحبة لا للكراهية .

 

أن مشاكل المسلمين لن تحل إلا بإنهاء التطرف الذي خلقته الدول الثلاث التي تدعي سعيها لحل مشاكل المسلمين، فتلك الدول لا تاؤي إلا المتطرفين الذين لا يريدون إفشاء السلام بقدر ما يرغبون بإشعال حرب تحت مسمى الإسلام، كالحروب الصليبية التي أطلقتها أوروبا فيما كان يعرف لديهم "عصور الظلام" .

 

أن ماليزيا بإستضافتها لمثل هذه القمة، لا تسهم في تعزيز مكانتها كدولة إسلامية، بقدر ما تسيء إلى سمعتها وتحولها من دولة إسلامية إقتصادية متميزة، إلى دولة مساهمة في رعاية الإرهاب والتطرف .

 

كان الأحرى بماليزيا أن كانت جادة في توجهاتها بمعالجة قضايا المسلمين أن تتجه قبل إعلانها إستضافة مثل هذه الفعاليات التي تشق عصا المسلمين لإستشارة منظمة التعاون الإسلامي، المظلة الجامعة لكافة الدول الإسلامية، من أجل التنسيق والتعاون معها لاقامة هذه الفعالية وتحديد أهدافها وأجندتها مسبقاً، وليس كما هو حال هذه القمة التي لم تعلن أجندتها الا بعد يوم من بدء أعمالها .