"الخليج": قد يكون لبنان بحاجة إلى معجزة لإخراجه من أزمته

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قالت صحيفة خليجية، "بعد استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري يمكن القول إن لبنان دخل مرحلة دقيقة جداً، غير واضحة الأفق والمستقبل، رغم أن الاستقالة كانت مطلباً شعبياً تردد في كل الساحات على مدى الأيام الماضية".

واضافت صحيفة" الخليج " الصادرة اليوم الخميس تابعها" اليمن العربي"إلا أن الاستقالة التي أراد منها الحريري أن تحدث «صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة»، وتجاوباً «مع من نزل إلى الساحات»، هي في الحقيقة تعبير عن الوصول إلى حائط مسدود، وفشل في التوصل إلى حل حقيقي يلبي مطالب المتظاهرين، وبما يقنع الطبقة السياسية الحاكمة بتقديم تنازلات تلبي الإرادة الشعبية.

وتابعت "الاستقالة وحدها لا تكفي، إذ المطلوب إجراءات فعلية يلمسها المواطن وتقنعه بالخروج من الشوارع والساحات. إجراءات بمكافحة الفساد واسترجاع المال العام وتوفير المتطلبات المعيشية، وهي قضايا لا يمكن أن تظل قيد الانتظار. إنها تحتاج إلى حكومة جديدة مصغرة وبدم جديد وخارج الأطر الطائفية المعهودة، ومشهود لها بالكفاءة والنزاهة ونظافة اليد، تستطيع وضع القوانين اللازمة والمصادقة عليها من قبل مجلس النواب ومباشرة تنفيذها.

لكن المشكلة، فيما إذا تم تكليف الحريري مجدداً بتشكيل الحكومة الجديدة أم لا، فإن القوى والأحزاب السياسية الطائفية الموجودة على الساحة تعيش حالة إنكار تجاه ما يجري، وسوف تكرر الأسطوانة القديمة في عدم التنازل عن حصصها، وستعود إلى الحديث عن المحاصصة والميثاقية والكتل الأكبر والأصغر، وسوف تدور في حلقة مفرغة بحثاً عن حلول ترضي هذا الطرف أو ذاك، بمعزل عن إرادة الجماهير التي تصرخ في الساحات مطالبة بإلغاء الطائفية، ووضع نظام مدني، تكون المواطنة هي الأساس فيه وليس الولاء لطائفة أو مذهب.

ومضت "لكن بما أن النظام الطائفي ما زال ممسكاً برقاب البلاد والعباد، والطبقة السياسية هي نفسها صاحبة القرار، فإنها غير مستعدة حتى الآن للتنازل عن مكاسبها، والاعتراف بأن شيئاً جديداً قد حصل، وأن الشعب اللبناني لم يعد كما كان مجرد قطيع تقوده أحزاب وقوى طائفية ومذهبية، رغم أن هذه الأحزاب تحاول منذ بدء الحراك الشعبي ركوب الموجة ومحاولة احتوائها وتغيير مسارها من خلال طرح شعارات غير مطلبية، واستهداف قوى سياسية أخرى معارضة لها في التوجهات والأهداف، ما جعل الشارع يواجه حالة استقطاب في بعض المناطق نتيجة عدم قدرة هذا الحراك حتى الآن على إنتاج قيادة تنظيمية موحدة تضع برنامج عمل يلبي كل مطالب الجماهير". 

وتقول الصحيفة "يمكن القول إن لبنان في حالة مخاض عسيرة، فقد دخل مرحلة عدم اليقين، إذ إن المخاوف تتزايد من انزلاقه نحو المجهول وسط وضع افتصادي سيئ، وبطالة متفاقمة، وديون متراكمة وفاسدين ما زالوا في السلطة.

قد يكون لبنان بحاجة إلى معجزة لإخراجه من أزمته.. فهو حتى الآن أمام طريق مسدود تماماً.. رغم أن الشعب لم يترك الساحات".