صحيفة: أغلب الأحزاب الفائزة بتونس ترفض المشاركة بحكومة يقودها الإخوان

عرب وعالم

انتخابات
انتخابات

 

قالت صحيفة الخليج الإماراتية تحت عنوان "الغنوشي إذا ترأس الحكومة!" إن مرشح "حركة النهضة" عبدالفتاح مورو فشل في الوصول إلى قصر قرطاج، ولم يمنحه الشعب هذا الشرف في انتخابات الرئاسة التي جرت يوم 15 سبتمبر الماضي، وها هي الحركة تحاول الإمساك بالسلطة من جديد من خلال ترشيح رئيسها راشد الغنوشي لتشكيل الحكومة الجديدة، مستندة إلى حصولها على 52 مقعداً في الانتخابات الأخيرة، كون الحركة حصلت على أكبر عدد من المقاعد بين الأحزاب الأخرى، وبالتالي من المفترض تكليفها دستورياً بتشكيل الحكومة.

 

وتابعت أنه كان الظن أن الحركة سوف تبقى في الظل حرصاً على ما تبقى من شعبيتها التي تقلصت إلى حوالي النصف، قياساً بنتائج الانتخابات السابقة التي جرت عام 2014، وتختار مرشحاً مستقلاً تختبئ وراءه لشغل منصب رئاسة الحكومة، يستطيع أن يخرج بتونس من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية الطاحنة، والتي كانت شريكة أساسية في السلطة التي فشلت على مدى ثمانية أعوام في تحقيق الحد الأدنى من أهداف الثورة ..لكن يبدو أنها حزمت أمرها وقررت أن تكون هي في الواجهة كحركة تشكل جزءاً من جماعة الإخوان المسلمين، لعلها تتمكن من تحقيق برنامجها "النهضوي" الذي يستغل الدين كستار لتحقيق غايات سلطوية ليس أكثر.

 

وذكرت أنه على كل حال، فإن الحركة إذا أصرت على اختيار الغنوشي لتشكيل الحكومة، فالطريق أمامه ليس مفروشاً بالورود، إذ إن أغلبية الأحزاب الفائزة ترفض المشاركة بحكومة يقودها "إخوان تونس"، ذلك أن ما حصلت عليه /52 نائباً/ لا يكفي للحصول على ثقة البرلمان، إذ إنها تحتاج إلى 57 نائباً كي تنال الأغلبية /النصف + 1/ أي 109 نواب من أصل 207 نواب، وهو أمر غير متوفر، ويبدو أنه صعب إن لم يكن مستحيلاً.

 

واستدركت بالقول ..لكن فيما لو نجحت «النهضة» في إقناع بعض الأحزاب بالانضمام إلى حكومتها، فإن هذه الحكومة سوف تكون عرجاء ولن تستطيع تقديم الحلول المفترضة التي تلبي مطالب الجماهير مثل تخفيف الأزمة المعيشية والقضاء على البطالة، ومواجهة تراكم الديون، وبالتالي سيكون الفشل هو مصيرها الحتمي ..ثم إن «الحركة» قد تواجه مهمة صعبة في التعامل مع رئيس الجمهورية الجديد قيس سعّيد الذي ينتمي إلى مدرسة سياسية أخرى، ما سيؤثر في العلاقات بين سلطتي الرئاسة والحكومة، الأمر الذي سيؤدي إلى صدام بين نهجين وخطين مختلفين بالنسبة للقضايا الداخلية والخارجية.

 

واختمت الصحيفة بالقول ..صحيح أن سعيد يدخل قصر قرطاج مجرداً من أي حزب سياسي يتبع له أو يدين إليه بالولاء، لكن حصوله على الأغلبية الساحقة من أصوات المواطنين /أكثر من 72 بالمئة/ يعطيه زخماً وقوة أكثر من كل القوى السياسية ومن بينها "حركة النهضة"، ما يجعله "الرئيس - الملك" القادر على فرض رؤيته، رغم أن سلطاته بموجب الدستور أقل فاعلية من سلطات رئيس الحكومة.