هزيمه الشيطان في جدة

اليمن العربي

الجلوس على طاولة المفاوضات أو سمِها مباحثات أو لقاءات أو حوارات هي أصعب بكثير من الجلوس في الخنادق أو المواجهة عبر فوهات البنادق فالحوار أو التفاوض أو أي من تلك المسميات الأخرى، لها فلسفتها و لها طرقها وأساليبها، إذ هي علوم بحد ذاتها، فبدون أن تمتلك الخبرة الكافية والمعرفة الجيدة والفهم الصحيح لطبيعة ما تريد تحقيقه من وراء أي تفاوض تخوضه و تدرك الوسائل و الطرق الممكنة للوصول نحو تحقيق الهدف الذي تسعى إليه وبدون أن تتمكن من تحديد أولوياتك التي وضعتها لنفسك وتملك القدرة على التمييز بين المهم والأهم، وبين الممكن، وغير الممكن على الأقل في هذه المرحلة التي تتحاور أو تتفاوض فيها. ومالم يتعزز في هذه المفاوضات الانتصار على الأرض الذي حققته فأن هذا الحوار أو التفاوض الذي ذهبت إليه لن يعدوا أكثر من ساحة لتلقي الهزيمة فيها بالضربة القاضية، وعندها لا يصبح لانتصاراتك أو تضحياتك التي حققتها على الأرض أي معنى، إذ يمكن أن يحقق طرف من الأطراف بالحوار وبالتفاوض، مالم يستطع تحقيقه بقوة السلاح وفي أحايين كثيرة يتحول الانتصار على الأرض إلى هزيمه في الحوار و عند بدء المفاوضات، لذلك كله ولأهمية التفاوض كان قادة الجنوب وحاملي رايته حاضرين في الموعد، وفي اللحظة المناسبة، وفي الوقت المناسب في جده، وعلى أعلى المستويات واضعين مصلحه الجنوب وقضيته نصب أعينهم و متسلحين بالثقة و بالتفويض الذي منحهم إياها شعبهم ومتسلحين بدعوات وأمنيات الأرامل وأمهات الشهداء، التي تحفهم ومتسلحين كذلك بصمود رجالهم المرابطين في الخنادق وفي الجبهات وقبل هذا وذاك متسلحين بإيمانهم بالله عز وجل و ثقتهم به وبنصره فهم يحملون في ثنايا صدورهم الحق الذي تكفل سبحانه وتعالى بعزته وجلاله أن ينصره ولو بعد حين.

 

أن ثقتنا بقادتنا و بوفدنا المفاوض كبيرة، لا حدود لها، بل تكاد تلامس عنان السماء، وواثقين بالنصر وبتحقيقهم لتطلعات الجنوب و استعادته لدوره و مكانته التي يستحقها على الأقل في هذا الوقت، وفي هذا الظرف الصعب بالذات كخطوة لأبد من المرور بها، والوصول إليها على طريق الحرية والاستقلال واستعاده الدولة الذي يقودون شعبهم إليه وعندنا ثقه مطلقه بإمكانات وبقدرات وبملكات قادتنا في جدة ومطمئنون إلى تحقيقهم النتائج التي يرجوها منهم شعبهم وكيف لا نثق ولا نطمئن ومن يتفاوض على مستقبلنا قائدنا الرئيس عيدروس ومعه زملائه وكيف لا نثق ونطمئن وفينا رجال دولة يديرون شؤوننا باقتدار، ويواجهون التحديات و كيف لا نثق ونطمئن ومن يقف خلف هؤلاء جميعاً وخلف المشروع الذي يحملونه شعب بأسره وكيف لا نثق ونطمئن ومعنا وعد رب العالمين بنصر الحق و بازهاق الباطل مع ادراكنا أن للباطل حزب وللشر مريدون كثر لن يوقفهم شيء في صراعهم مع الحق و أن الشيطان و أن تقمص هيئات البشر وتجسد في صور من يحملون رايته في جده و يضعون العراقيل امام انجاز الاتفاق فان حزب الباطل و تحالف الشر بل و الشيطان نفسه سيهزم امام حاملي رايه الحق و عداله القضيه التي يجسدها اولئك الفتيه الذين خرجو معظمهم او جميعهم منذ وقت مبكر لمنازله الشيطان في اكثر من جبهه و على اكثر من صعيد و لم يهزمهم او يتمكن منهم او حتى يحبطهم او يثنيهم عن تحقيق هدفهم و كانو حينها قله فكيف و قد اصبح للحق الذي هم قاده لوائه و حاملي رايته اليوم جيش و اتباع و حتى حلفاء و اصبح له مؤسسات و ادارات و مراكز دراسات بالتأكيد لن يهزمهم الشيطان اليوم في جدة أو غير جدة و لن ينال منهم ومن مشروعهم .

 

أن الثقه في القياده اضحت اليوم أمر مطلوب أكثر من اي وقت مضى و مساله ان نبتعد عن كل مايسيى لهذه الثقه سوى بقصد أو بدون قصد من قبل اولئك الذين تصدر منهم بعض الكلمات هنا أو هناك و ان انطلقت في معظمها من الحرص و القلق غدت ضروره و يجب توقفها فمنها ينسل الشيطان و يحصل على بغيته و لنترك قيادتنا هناك يعملون بهدؤ اذ لم يبقى لهم غير خروج الاتفاق الى النور الذي بالتأكيد سيكون في مصلحه الجنوب و الذي سيؤسس لمرحله جديده و مفصليه في تاريخ حياه شعبنا فعندما يثق الناس بقادتهم تستطيع القياده ان تبدع و تذهب نحو تحقيق الهدف بثبات و كلما كان الأتجاه نحو الهدف بلا ضغوطات و بدون حرق للمراحل كلما كان الوصول للهدف اكثر اماناً و باقل الخسائر وهذا ماحصل و يحصل فعلاً في جده وماتسعى قيادتنا الى تحقيقه فالجنوب لم يعد يحتمل مغامرات غير محسوبه و لا مدروسه بقدر ماهو بحاجه اليوم لان يلملم اوراقه و يعيد ترتيب صفوفه و يعزز مكامن القوه و سد أماكن النقص و الحفاظ على ماتحقق للجنوب من مكاسب ومن انتصارات على الأرض على طريق استعادته لدولته .