هل التغير المناخي يدفع المرضى النفسيين للإنتحار؟

منوعات

انتحار
انتحار

لا يمكن تجاهل تأثير التغير المناخي على الصحة النفسية والعقلية، إذ تشكل الحرارة المرتفعة خطرا على بالغ من أصل 5 يعاني من أمراض نفسية أو عقلية.

 

لا تتوقف جانيتا تشرشل، من مدينة بالتيمور بولاية ماريلاند الأمريكية، عن تشغيل مكيف الهواء داخل منزلها بسبب الموجة الحارة التي تجتاح الولايات المتحدة، موضحة أن السبب يتعلق بمساعدتها في التحكم بأعراض الاضطراب ثنائي القطب، إذ يجعلها ارتفاع درجة الحرارة في المنزل لا تنام جيدا، ويدخلها في دوامة جنونية من التحدث بسرعة وعمليات الشراء غير العقلانية وحتى الأفكار الانتحارية.

 

وقال كين داكورث، المدير الطبي للتحالف الوطني للأمراض العقلية، إن الأدوية التي يتناولها المرضى النفسيون تشكل عاملا أساسيا في زيادة تعريضهم للخطر وسط موجات الحر، فمثلا إذا كان المريض يتناول مضادات الذهان، قد يتداخل الدواء مع قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، ما يؤدي إلى الإصابة بالجفاف أو ضربة الشمس.

 

وأضاف أن الكائنات البشرية بصفة عامة يصعب عليها تحمل السخونة ودرجات الحرارة المرتفعة، وأوصى الأطباء بضرورة الحذر والحرص على مرضاهم خلال موجات الحر لتقليل الخسائر.

 

حسب الإذاعة الوطنية العامة الأمريكية "إن بي آر"، تدعم البيانات العلمية العلاقة بين السخونة والصحة النفسية أيضا، إذ توصل تحليل أجراه مركز هوارد للصحافة الاستقصائية بجامعة ماريلاند إلى أن مكالمات الطوارئ المتعلقة بالحالات النفسية زادت بنحو 40% في بالتيمور خلال صيف 2018، عندما تجاوزت الحرارة 103 درجات فهرنهايت.

 

وأشار الدكتور ريجنالد براون، رئيس طب الطوارئ في مستشفى بون سيكورز بالتيمور، إلى أن أي ظروف جوية قاسية تؤدي إلى مزيد من التغييرات السلوكية للمرضى النفسيين، ما يؤدي بدوره إلى تغيير طرق الرعاية وبذل موارد أكثر.

 

توصلت الدراسات أيضا إلى أن الحرارة المرتفعة ترتبط بالإفراط في تناول المخدرات والكحول، إذ وجد مركز هوارد أن المكالمات المرتبطة بتعاطي المخدرات زادت إلى أكثر من الضعف أثناء موجة الحر في صيف 2018.

 

ولفت إدجار ويجينز، المدير التنفيذي لمؤسسة "Baltimore Crisis Response"، إلى أن درجة الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تفاقم حالات المصابين بالسكري واضطراب الانسداد الرئوي المزمن، ما يضع كثيرا من الأشخاص في خطر وقت الموجات الحارة.