المتحدث باسم الطائفة البهائية في اليمن لـ"اليمن العربي": اعتناقنا لديننا جريمتنا الوحيدة ..والمدافعات عنا أتهمن في شرفهن على الهواء
لم تتوقف رحى الحرب المجنونة في اليمن عن طحن اليمنيين بكافة أشكالهم وأطيافهم، إلا أنه كان للبهائيين قصة أخرى في طيات الحرب حيث أعتقل عدد منهم، ويواجه بعضهم أحكام بالإعاد وسط شحن حوثي ضدهم بأنهم عملاء لإسرائيل، ولذلك حاورت "اليمن العربي"، عبد الله العلفي المتحدث باسم البهائيين في اليمن، ليكشف حقيقة الإتهامات الموجهة لهم والإنتهاكات التي تعرضوا لها على يد الحوثيين، وإلى نص الحوار:
؟ ما هي التهم الموجهة ضد البهائيين
في الحقيقة البهائيين يحاكمون بسبب عقيدتهم ولا توجد اي جناية حقيقية ارتكبوها سوى ما افترته النيابة التابعة للحوثيين وايدته المحكمة الجزائية الابتدائية في صنعاء، فرية التخابر مع إسرائيل ليس لها اساس ولا دليل مجرد فبرية لاقناع المجتمع الدولي الذي يطالب بوقف اضطهاد البهائيين بأن البهائيين يواجهون محاكمة عادلة بتهم جنائية، بينما في الواقع يحاكم البهائيين (كل البهائيين) وليس حامد فقط كونهم بهائيين ويجب التخلص منهم حسب وثائق النيابة.
كل وثائق القضية تؤكد ان البهائيين يحاكمون بسبب معتقدهم.. متهمين بنشر الدين البهائي وتشجيع المسلمين على الردة حسب زعمهم، ومتهمين بالردة، ومتهمين بأن عقيدتهم البهائية مؤامرة على الدين الاسلامي.. ومتهمين بالتآمر على اليمن وذلك بنشر البهائية لجعل جزء من اليمن وطنا قوميا حسب زعمهم
وكيف ترون تهمة الارتباط باسرائيل؟
هم يتهمون بدون دليل بيت العدل الاعظم الذي يوحد جميع بهائيي العالم، بأنه يتبع الحكومة الاسرائيلية لمجرد انه يقع في حيفا .. بينما بيت العدل الأعظم مستقل ولا احد من اعضاءه او موظفيه ينتمي لاسرائيل، وهو موجود في حيفا من قبل اعلان دولة اسرائيل باكثر من نصف قرن، كما ان بيت العدل الاعظم لا يتدخل في السياسة ويدعو اتباعه بطاعة الحكومات واحترام القوانيين السائدة، وجميع البهائيين يتصفون بذلك وبمكارم الاخلاق وخدمة الانسانية
ولماذا حامد بن حيدرة على وجه التحديد يواجه تهم بالإعدام؟
حامد بن حيدرة من ابناء سقطرة وهو رجل اعمال ومقاول خدم الجزيرة وساعد اهلها باعمال خيرية كبيرة، ولكن ادعت النيابة بانه يسعى من خلال اعماله الانسانية الى تحويل سقطرة وطنا للبهائيين، وادعت انه سيجعل سكان سقطرى يؤمنون بالبهائية وسيستقطب مهاجرين بهائيين من كل العالم للاقامة فيها تمهيدا لاعلانها وطنا قوميا للبهائيين، الاعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين واقامة المشاريع ومكارم الاخلاق ليست تهم يجرمها القانون لكي يحكم على حامد بالاعدام.
كيف تمت ملاحقة حامد بن حيدرة؟وأبرز الإنتهاكات بحقه؟.
اعتقل حامد بن حيدرة من قبل الامن القومي في ديسمبر ٢٠١٣ في فترة الرئيس هادي قبل سيطرة الحوثيين على صنعاء بشبهة ارتباطه بايران، وبعد سيطرة الحوثيين على صنعاء بدأت النيابة التحقيق مع حامد وارغمته على توقيع محاضر تحقيقات تدينه، حتى ان المحامي عندما حضر اول تحقيق سجل تحفظه في نهاية المحضر كون النيابة لم يراعا حق المتهم بان يقول ما يشاء..
بقية جلسات التحقيق تعمدت النيابة عدم ابلاغ المحامي لحضور التحقيق، وهددت حامد بسجن زوجته وبناته ان لم يوقع على المحاضر، ومن خلال التحقيقات حبكت قضية خيالية، أنكر حامد امام المحكمة ما جاء في التحقيقات مؤكدا انه اكره على التوقيع، كذلك في الامن القومي تعرض للتعذيب ووقع على بياض، وقد كشف الدفاع ما يؤكد عدم صحة تلك التحقيقات، مع ذلك لم ينظر للدفوع.
كيف ترى التهمة الموجهة بن حيدرة أنه زور الجنسية اليمنية؟
اتهم حامد بأنه زور الجنسية اليمنية دون تقديم اي ادلة، بينما قدم حامد كل الادلة التي تثبت صحة جنسيته كونه حصل عليها من والده الذي منح الجنسية من قبل سلطان المهرة وسقطرى سنة ١٩٦٤ اي قبل الثورة اليمنية على الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن، المحكمة الابتدائية تجاهلت كل ذلك واعتبرت ان حصول والده على الجنسية في عهد الاستعمار البريطاني ليس قانوني وبالتالي فإن جنسيته مزيفة
ما أبرز التضييقات على المعتقلين البهائيين؟
حبس الابرياء تعسفا ليوم واحد جريمة وانتهاك صارخ لحقوق الانسان ما بالك ان يحبس لسنوات، حامد معتقل منذ اكثر من خمس سنوات، وخمسة اخرين اقل معتقل قارب السنتين
بالنسبة لحرية العبادة والمعتقد هل فيها تضييق؟
: الصلاة البهائية تقام فرادا، ولا توجد صلاة جماعة الا صلاة الميت، الاحتفالات بالاعياد والضيافة التسع عشرية التي تقام كل تسعة عشر يوما لا نستطيع اقامتها.
كيف ترى الوضع البهائي الحالي في اليمن؟
غاية في الصعوبة خاصة بعد خطبة عبدالملك الحوثي التي هاجم فيها البهائيين ووصفهم بالحركة الشيطانية المدفوعة من اسرائيل للنيل من العقيدة الاسلامية، والتحريض الاعلامي في قنوات التلفزيون ومنابر الجوامع ضد البهائيين.
هل توجد أشكال لهذا الإضطهاد؟
نظمت وزارة الاعلام والجامعات الحكومية الواقعة تحت سيطرهم ندوات تحت عنوان "مواجهة الحرب الناعمة" تحذر من نشاط المنظمات الدولية في اليمن والطائفة البهائية وتدعو المجتمع والاعلاميين والناشطين الى ضرورة توعية المجتمع بمخاطر البهائية والنشاط الانساني الحقوقي الذي تقوم به المنظمات الانسانية الدولية ومن يعمل معها.
ويوم الجمعة 6 ابريل ٢٠١٨ خصصت قناة اليمن الفضائية برنامجها التلفزيوني "بصراحة" لمهاجمة المنظمات الانسانية الدولية بدعوى انها تعمل ضد الدين الاسلامي وتقوم بأعمال التبشير للبهائية والمسيحية، مهاجمة عدد من السيدات المدافعات عن حقوق البهائيين بأسمائهن وصورهن ، وواصلت في الجمعة 13 ابريل 2018 حيث وجه البرنامج بشكل مركز على الدين البهائي وكالعادة اعتمد على الاكاذيب والافتراءات ضد شخصيات بهائية معينة مشيرا اليها بالاسم والصورة وأماكن تواجدهم مما يعرضهم لمخاطر كبيرة من الأطراف المتطرفة في المجتمع اليمني بسبب هذا التحريض العنصري على أحد مكوناته الأساسية.
هل هناك تهديد مجتمعي على البهائيين بعد الحملة الحوثية ضدهم؟
بعض البهائيين شردوا من منازلهم بسبب حملات الاعتقالات وقرارات الاتهام ضدهم، بينما بقية البهائيين يعيشون في رعب، بالنسبة للمجتمع لا توجد مضايقات كبيرة الا من الجماعات التابعة للحوثیین في الاحياء.
كيف أنشئت المبادرة اليمنية للدفاع عن البهائيين؟ ونتائجها؟
المبادرة اليمنية للدفاع عن البهائيين انشأها مجموعة من الحقوقيين الناشطين معظمهم يمنيين وبعضهم عرب وغايتها الدفاع عن حرية المعتقد كون البهائيين في اليمن يتعرضون لانتهاكات بسبب معتقدهم، وحتى الان اعضاء المبادرة غير معروفين خوفا من اعتقالهم.. في بداية حملات الاعتقالات الجماعية عام ٢٠١٦ ظهر عدد من المدافعين عن البهائيين لكن الامن القومي هددهم بالاعتقال، وبعض الفتيات المدافعات عن البهائيين اتهمن في شرفهن عبر شاشات التلفزيون، لذلك انشأت المبادرة دون معرفة من يديرها، عبارة عن صفحة تعبر بصدق واقع معاناة البهائيين وتناضل من اجل حريتهم
هل سبق وأن حدثت نفس المشكلة من قبل لبهائيوا اليمن؟
لم يواجه البهائيين منذ وجودهم في اليمن قبل اكثر من مئة عام لأي مضايقات الا منذ سيطرة الحوثيين على السلطة
وماذا ستفعلون بالجلسة القادمة لصلاح حيدرة؟
سيقدم الدفاع تعقيبا على رد النيابة الجزائية، ونتمى ان يستمع القاضي الى صوت الحق.