مونديال الدوحة 2019: مخاطر لقطر في ظل المقاطعة

رياضة

اليمن العربي

تنطلق في الدوحة هذا الأسبوع بطولة العالم لألعاب القوى، في ما يبدو فرصة لقطر لاستعراض استعداداتها لاستضافة نهائيات كأس العالم في كرة القدم عام 2022، وكذلك إظهار مدى تأقلمها مع مقاطعة جاراتها لها.

لكن الدوحة تواجه في الوقت ذاته خطر التعرض لانتقادات قاسية في حال ظهور أي قصور من أي نوع خلال بطولة العالم التي تنطلق غدا الجمعة وتستمر حتى السادس من تشرين الأول/أكتوبر، الأمر الذي قد يستغله خصومها لمهاجمتها.

ومنذ عام 2017 ، تفرض المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وحلفاؤهما مقاطعة اقتصادية على قطر، متهمين إياها بدعم تنظيمات متطرفة في المنطقة، وهو اتهام تنفيه الدوحة. وشملت المقاطعة قطع طرق التجارة الجوية والبحرية والبرية، ومنع الطائرات القطرية من التحليق في أجواء الدول المقاطعة، وحرمان القطريين من دخول هذه الدول.

لكن رغم ذلك، سترسل السعودية ثلاثة رياضيين، ومصر خمسة، والإمارات واحدا، والبحرين 21 رياضيا، إلى الحدث الذي يقام للمرة الأولى في الشرق الأوسط.

ويرى توبياس بورك المحلل في معهد "رويال يونايتد سرفيزيس" في المملكة المتحدة، أن البطولة ستمنح قطر فرصة للالتفاف على ما تصفه بـ "الحصار"، ولكنها قد تسلط الضوء أيضًا على عزلتها.

وأوضح أن البطولة ستظهر "علاقات قطر الجيدة مع العالم، وعلاقاتها الصعبة في المنطقة وخاصة مع جاراتها"، مضيفا "يبدو أن مبيعات التذاكر كانت بطيئة (...) لكنني لست متأكدًا من ارتباطها المباشر بالأزمة في الخليج".

ووصفت دبلوماسية غربية في الدوحة البطولة بأنّها "فرصة (للقطريين) لإظهار أنهم ليسوا معزولين على الإطلاق"، مضيفة "ستكون اختبارًا لاستعدادهم لكأس العالم"، لكن قطر "ستنتقد بقسوة جراء أي أخطاء".

وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية هذا الأسبوع أنه سيتم توزيع تذاكر مجانية على العمال والأطفال، مما يزيد من حضور المشجعين ويعوض غياب المتابعين الإقليميين. لكن المنظمين نفوا صحة هذه التقارير.

في العام الماضي، قال رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى سيباستيان كو إنه يتوقع "حضور مجموعة من الاتحادات"، من دون أن يعلّق على ما إذا كان المشجعون من الدول المقاطِعة سيحضرون إلى المدرجات.

وأوضح "من المهم للغاية أن تظهر الرياضة الدولية باستمرار (...) أن الأولوية لها على حساب السياسة".

لكن الأحداث الماضية أبرزت التوترات والتنافسات التي تعصف بالمنطقة.

فقد شهدت بطولة كأس الخليج لكرة القدم التي كان من المقرر أن تستضيفها قطر في كانون الأول/ديسمبر 2017، انسحاب كل من السعودية والإمارات والبحرين، قبل أن تعود هذه الدول للمشاركة حين تم نقل البطولة للكويت.

وقال المحلل جيمس دورسي إن أكبر التداعيات قد تتلخص في عجز الجماهير التي تقاطع دولها قطر، ولا سيما السعودية والإمارات، عن السفر إلى الإمارة الثرية لحضور بطولة.

وأضاف "إذا استمرت المقاطعة حتى كأس العالم 2022، فستكون هذه مشكلة كبيرة لتلك الدول"، متابعا "أي دولة تقاطع بطولة دولية تأهّل لاعبوها إليها، تعرّض نفسها لخطر الحظر".

وأشار إلى نهائيات كأس آسيا 2019 التي استضافتها الإمارات، وحيث سُمح لقطر باللعب والمشاركة من دون جمهورها بسبب المقاطعة، وبأقل دعم ممكن. ومع ذلك، فازت قطر بالبطولة لأول مرة في تاريخها.

وبحسب مدير بطولة 2019، القطري دحلان الحمد، فإن "الأذرع القطرية مفتوحة للجميع".

وقال لوكالة فرانس برس "نحن نطبق قواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى. نأمل في مشاركة الجميع لأن غياب منافس واحد يؤثر على البطولة".