الحضارمة .. بين الحضور الباهت و التطلعات القلقة !!

اليمن العربي

المنطقة اليمانية من الجزيرة العربية .. تعيش حالة من المتغيرات الجذرية في الديمغرافيا و الجغرافيا منذ الانقلاب على مخرجات الحوار الوطني ، و على الشرعية اليمنية على اختلاف مؤسساتها ، السيادية و التشريعية و القضائية ، وبالتالي اختطاف الدولة اليمنية في21 سبتمبر2014، هذا الانقلاب الذي لم يخفي طابعه الطائفي و تحالفه الاجتماعي ـ المناطقي ،كاد ان ينجح ، لو لا تمكن الرئيس : عبدربه منصور هادي من مغادرة منزله المحاصر في صنعاء ، الي عدن التي اعلن منها الغاء جميع القرارات التي ترافقت مع زحف " الحوثيون " على صنعاء و تلك التي اعلنها الانقلابين وهو في الحصار ، ليتبع ذلك بنقل العاصمة الي عدن .. الامر الذي قابله الانقلاب بمحاولة اغتياله ، و بالطيران الذي هاجم " مجمع معاشيق ، في الوقت الذي تمردت فيه القوى العسكرية في عدن و المحافظات المحيطة بها ، ادراكا من قيادات الانقلاب ، ان الرجل يمثل الشرعية ، وما قراراته الا مقدمة لمقاومته الانقلاب .

 

سيطرت القوى العسكرية على عدن ، الامر الذي اضطر الرئيس الي مغادرتها الي الحدود الشرقية ثم وعبر عمان وصل الي الرياض ـ العاصمة السعودية التي وقعت فيها المبادرة الخليجية في نوفمبر 2011 برعاية خادم الحرمين الملك :عبدالله بن عبدالعزيز و ولي عهده يومها الملك : سلمان بن عبدالعزيز .

 

لذلك كانت قبلته " الرياض " حيث تقدم الي ملك المملكة العربية السعودية ، بطلب النجدة و الدعم لإنقاذ اليمن و لقطع الطريق امام ايران ـ الفارسية ، التي اعلن قادتها سقوط العاصمة العربية الرابعة ، فكانت عاصفة الحزم .. التي عززت بتحالف عربي في مؤتمر القمة العربية السادسة و العشرين ـ بشرم الشيخ ، حيث اعلن التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية .

□□ استنادا الي عاصفة الحزم ـ تحررت المحافظات الجنوبية ـ اقليم عدن ، و الشرقية ـ اقليم حضرموت ، الا ان هذا التحرير لم يتزامن مع اعادة مؤسسات الدولة ، ولم تباشر الحكومة في بناء قواها العسكرية ـ كحرس وطني ، الي حانب الاجهزة الامنية ـ المحلية ، و تركت محافظات الاقليمين لإدارة محافظين و مساعدة الاشقاء من التحالف العربي ، الامر الذي ساعد في نشاءة مكونات عسكرية ، تحت مسمى النخب في محافظات اقليم حضرموت ، و الاحزمة الامنية في محافظات اقليم عدن ، بينما تواجدت قوى عسكرية من بعض الوية الجيش اليمني ، في مارب ، اضيف اليها عشرات الالف ـ بل مئات الالف من المجندين و المتطوعين " !! " و جلهم من مناطق محددة ـ يسيطر عليها الانقلابين .

هذه الاوضاع التي نشاءة اوجدت حالة من التجزئة العسكرية و الادارية ، الي جانب فشل اداري في توفير الحد الادنى من الخدمات العامة على اختلافها ، بالاضافة الي غياب حزبي ـ سياسي ، في الوقت الذي استأثرت بعض الاحزاب بالوظائف العامة ـ رغم غياب الاداء الاداري ، معتمدة على التوافقية الحكومية .

الامر الذي اوجد حالة فراغ سياسي و اداري بل وامني وقضاءي .. هذا الفراغ دفع ببقايا قوى سياسية ـ جنوبية و اخرى مناطقية الي العمل على استغلال تردي الخدمات و بالذات الكهرباء و المياه ،بمعنى اخر استغلال حاجات الناس و توظيفها في مشروع استعادة جمهورية اليمن الديمقراطية ـ وان بدون الشعبية .. وقد ساعد دعاة استعادة تلك الدولة ، وجود فصائل الحراك الجنوبي التي نشاءة كتيارات سياسية في عام 2007 و التي تواجد فيها بعض الحضارمة ، خصوصا في المدن ، مثل المكلا ، الشحر و سيئون ، وبنسب متفاوتة ، ومع جود التعددية الحراكية ـ تعددت التدخلات الاقليمية ـ الخليجية ، وهذا اوجد لحظة تاريخية ـ فارقة و مقلقة، ذكرت الحضارمة ، بسبتمبر 1967 وبما تلاها ، بألم ، و ورفض لادعاءات الانتقالي الجنوبي تمثيل حضرموت ، فضلا عن افتقار الانتقالي الي قيادة سياسية ناضجة ، تجسد وحدة الجنوب ، فضلا عن حضرموت ..الذي جاء تمثيلها باهتا وثانوي في وفد التفاوض الي " جدة " تماما كما هو الحضور الحضرمي في الداخل و الخارج ، نتيجة لتجاوز تحالف قبائل حضرموت ، و إنشاء المؤتمر الجامع الحضرمي ، على انقاض ، هذا المكون الذي يعيش حالة من الشتات الذهني و القلق والحيرة بين رغبات مجتمع حضرموت ، و صعود الانتقالي الجنوبي ، زادة تشتت وقلق ـ محير ، تجاهل الاشقاء في التحالف العربي للتطلعات القلقة للحضارم ـ و القلق ـ يقلق لأ سباب كثيرة .. ليس منها فقط خلافات الاشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، بل وصراع المصالح ـ دول وشركات عابرة ، خصوصا وان المنطقة تعيش حالة عدم استقرار في ظل تناطح استراتيجيات و تقاطع مصالح؟!.