وماذا عن الحوثيين؟

اليمن العربي

غريب أمر المُجتمع الدولي والولايات المُتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن والأمم المُتحدة، فبينما تعلن ميليشيا الحوثي الانقلابية عن تبنيها ضرب منشأتي النفط التابعتين لشركة "أرامكو" السعودية في بقيق وخريص، نجد العالم أجمع ينسى أو يتناسى أن هُناك ميليشيات بالفعل تتبع إيران هي من تنفذ تلك الهجمات، ومن ثم كان يجب أن يكون هُناك تركيز على هذه الميليشيا وقطع ذراع إيران في هذه المنطقة ومن بعد ذلك نبدأ في الحديث عن إيران ورعايتها للإرهاب ومسؤوليتها عن زعزعة استقرار المنطقة والتجارة العالمية.

حديثي هُنا ليس دفاعًا عن إيران بالمرة، بل هو تنبيه للعالم أجمع بأن هناك متورط مباشر ويعلن بمنتهى البجاحة عن أنهم المتسببين في هذه العملية الإرهابية التي كانت من المُمكن أن تؤثر على تجارة النفط على مستوى العالم، ليس ذلك فقط بل أن الميليشيا الانقلابية لم تتورع في الحديث عن أنها قادرة على فعل أكثر من ذلك، فلماذا الصمت العالمي حول هذه الاعترافات، لماذا لم يتم تصنيف الميليشيا الحوثية كمنظمة إرهابية؟ لماذا لم يتم توجيه التهديدات لها، فهي المتسبب المباشر، والقضاء عليها يقطع أحد أهم أذرع إيران في المنطقة.

الحوثيون لم يعلنوا فقط عن تبنيهم للهجوم الإرهابي، واستهدافهم منشأتي النفط التابعتين لشركة "أرامكو" السعودية في بقيق وخريص، بل أن خرجت في مؤتمر صحفي لتُعلن بوضوح وبجاحة عن كيفية قيامها بهده العملية الإرهابية، وكأنها أصبحت في مأمن لا أحد يستطيع توجيه أصابع الاتهام لها وهو ما يجعلها تتجرأ أكثر في زعزعتها للاستقرار في المنطقة وللتجارة العالمية المارة عبر باب المندب والبحر الأحمر.