المرأة بتعز.. تضحيات جسيمة ومحطات صعبة وسط رمادية المدينة وويلات الحرب "تقرير" 

أخبار محلية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

كشفت حرب مليشيا الحوثي على مدينة تعز منذ أكثر من أربعة أعوام عن وجوه مشرفة وناصعة البياض، عن نساء قدمن تضحيات جسيمة في سبيل مدينة تعز والعمل على إغاثتها في ظل الحرب والحصار.

وبحسب مراقبين أفادوا مراسل "اليمن العربي"، فإن هذة الحرب تسببت بجعل  المرأة في تعز إما نازحة، أو أرملة وبمقتل وجرح مئات النساء جراء القصف على الأحياء السكنية والقنص المباشر بالإضافة إلى الألغام التي زرعتها المليشيا.

  فبعد أكثر من أربعة أعوام من حرب مليشيا الحوثي على مدينة تعز، جعلت من المرأة في تعز إما نازحة، أو أرملة وتتحمل أعباءً إضافية مع الرجل في المعاناة ومواجهة ظروف الحياة الصعبة.   وتسببت حرب المليشيا على مدينة تعز في مقتل وجرح مئات النساء جراء القصف على الأحياء السكنية والقنص المباشر بالإضافة إلى الألغام التي زرعتها المليشيا.   وكانت الناشطة الحقوقية رهام عبدالواسع البدر إحدى النساء في مدينة تعز اللائي دفعن ثمن الحرب مؤخراً جراء قنصها من قبل مليشيا الحوثي الانقلابية شرق مدينة تعز أثناء رصدها لانتهاكات المليشيا.   ولم تكن رهام البدر تلك المرأة العادية ولم تكن مجرد ناشطة في مواقع التواصل الاجتماعي بل كانت تتحرك بصمت وسط مدينة مطوقة بحصار المليشيا الانقلابية.   وكانت رهام المنقذة على الدوام لمدينة تعز بتوفير الأدوية للمستشفيات وتساعد المحتاجين بالغذاء وتبعث الأمل في نفوس الجرحى عند زيارتهم في المستشفيات والداعمة لجنود الجيش والمقاومة الشعبية في الجبهات لإمدادهم بالزاد والماء.   ووفق المصادر، فإن "رهام البدر لم تكن محامية وناشطة حقوقية فحسب بل أوصلت معاناة تعز إعلامياً عبر القنوات الفضائية بالإضافة إلى أنها عضوة فريق الرصد باللجنة الوطنية للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وأحد مؤسسي عدد من المبادرات الإنسانية لمساعدة أبناء مدينة تعز".    وخاضت رهام البدر منذ بداية حرب المليشيا الحوثية الانقلابية على مدينة تعز تجارب كثيرة وكانت الناجحة على الدوام في رصد جرائم المليشيا وانتهاكاتها بحق سكان مدينتها في كل حي وقرية.   وتمكنت رهام من مساعدة الأهالي الساكنين في خطوط النار والتي حالت ظروفهم المادية والاجتماعية بينهم وبين النزوح من منازلهم وخاطرت بحياتها ووصلت إليهم من أجل إيصال المواد الغذائية متجاوزة ظروف الحرب والمتاعب والصعوبات.   تضحيات جسيمة

وكشفت حرب مليشيا الحوثي على مدينة تعز منذ أكثر من أربعة  أعوام عن وجوه مشرفة وناصعة البياض، عن نساء قدمن تضحيات جسيمة في سبيل مدينة تعز والعمل على إغاثتها في ظل الحرب والحصار.   ومنهن الناشطة الشبابية حياة الذبحاني كانت المرأة الحديدية التي وقفت بجانب جرحى مدينة تعز في حين اختفت الجهات المعنية عن معاناة الجرحى وخذلانها لهم.   ونجحت حياة الذبحاني في تسفير عدد من الجرحى في مدينة تعز إلى دول أخرى لتلقي العلاج بمساعدة وداعمين من فاعلي خير ، حيث استطاعت في ثلاثة أعوام إغاثة النازحين في مدينة تعز وأريافها.   ويلي حياة الذبحاني ، الدكتورة خديجة عبدالملك الحدابي، التي وقفت وقفة صامدة فاقت كل الرجال وقدمت ابنها محمد عزالدين شهيدا وهو يقاتل مليشيا الحوثي الانقلابية.   وعملت خديجة عبدالملك الحدابي في إغاثة النازحين في كل قرية بالإضافة إلى دعمها للجرحى، وجنود الجيش الوطني وهم في متارسهم.   كما أن حورية وابل هي المرأة الأخرى التي لم تترك جبهة من جبهات مدينة تعز، إلا وكانت لها اليد الطولي في صناعة الكعك لجنود الجيش وإيصالها لهم وهم في متارسهم متجاوزة كل الصعوبات.    ووفق المراقبين فإن "حياة الذبحاني وخديجة عبدالملك الحدابي وحورية وابل نماذج بسيطة تجسد كفاح المرأة في مدينة تعز فهناك من يعملن بصمت ويكافحن بصمت أكثر بعيدا عن أعين العدسات ووسائل الإعلام، من أبرزهن أنيسة اليوسفي ونسيم العديني وابتهال الأغبري وعائدة العبسي وروضة النهمي وثريا عز الدين وسارة قاسم هيثم وارتفاع القباطي وكثيرات لم تلتقطهن الأضواء".    وفي هذا السياق تقول الناشطة الشبابية حياة الذبحاني، إن الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة  أعوام على مدينة تعز جعلت من المرأة نازحة، أو أرملة وجعلت منها معيلة للأسرة، جعلت منها امرأة يجب أن تعمل كل شيء"، وأنها أصبحت "في كثير من الأحوال والأحيان هي المعيلة وهي من تقوم بالعمل لكي تطعم الأسرة".   وأضافت الذبحاني أن المرأة تعيش محطة صعبة فى مسيرتها وسط رمادية مدينة تعاني الحرب لكنها لا زالت تقف صلبة فى وجه هذا الواقع المرير وتحاول أن تساهم في إعانة مدينتها ودورها هام جدا في المساهمة بكافة جوانب الحياة.