جهود إيرانية وقطرية لإحياء تنظيم الإخوان بعد انتهاء صلاحيته

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال موقع "قطر يليكس" المعارض، إن تنظيم الإخوان المسلمين يعد أحد أبرز تنظيمات الإسلام السياسي، ويمثل الحلقة الأولى التي يمر عبرها أعتى المتطرفين، وخلال العقود السابقة خرجت من بين صفوفه قيادات أسست تنظيمات إرهابية تمارس العنف باسم الجهاد.

وأضاف: يعد تنظيم الإخوان الأكثر طمعا وتهورا وتخطيطا من أجل الوصول إلى الحكم، وجاءت نكسة التنظيم في مصر نتيجة للأطماع التي تجاوزت الحد المعقول، وخاصة بعد أن سيطر عليهم هاجس الوصول إلى الحكم واحتكار السلطات التنفيذية والتشريعية بمفردهم.

وتابع: ولد التنظيم الإخواني منذ تأسيسه عام 1928 من رحم العاطفة الدينية والخطاب الشعبوي ليركب صهوة الخداع لتعزيز وجوده وتوسيع رقعة قبوله في المجتمعات العربية والإسلامية، لكن انتشاره توقف وبدأ ينحسر بعدما كشفت العديد من الشعوب اعتماده على التزييف والخداع للوصول إلى غاياته.

ولفت إلى أن نشاط وعمل تنظيم الإخوان بدأ منذ تأسيسه في عشرينيات القرن الماضي على طرق متشعبة تعتمد على بروباجندا واسعة وأيديولوجيا رمادية، بحيث تتقبل أكبر قدر ممكن من مختلفي الآراء والتوجهات ليتم إعدادهم في قالب الفكر الإخواني، بعد أدلجة عقولهم وإقحامهم بالعقيدة الإخوانية التي شكّل ظاهرها وقتئذ دفئ أشعة الشمس الذي تبحث عنه الشعوب العربية المتشائمة من الأوضاع التي كانت سائدة في ظل الاحتلال والاستعمار الغربي للدول والشعوب العربية.

وفي المقابل حرصت قيادات هذا التنظيم على اتباع سياسات اللعب على التناقضات وتمرير تنازلات كبيرة عبر عقد اتفاقيات وصفقات سرية مع الدول المستعمرة وعلى رأسها بريطانيا التي لعبت الدور الأبرز في تشكيل ودعم هذا التنيظم ونشر أفكاره وصياغة سياساته وأنشطته، ليصبح الذراع البريطاني الأهم في المنطقة، والأداة التي تنفذ أجندات لندن وتحرس مصالحها في المنطقة.

ولتحقيق أكبر قدر من المكاسب والمصالح المتبادلة، حرص الطرفان على العمل معا بسرية تامة، وفي المقابل حرصت بريطانيا على تقديم خدمات جلية ودعم سياسي ومالي ولوجستي للتنظيم في أماكن تواجده وانتشاره، وأعدت له مكاتب وغرف فكرية برعاية وإشراف من قبل قيادات بريطانية لتكون منطلقا لإدارة شؤون التنظيم الداخلية والخارجية.

وقال إن نجاح تنظيم الإخوان في خداع جزء من الشعوب العربية  طوال العقود الماضية يعود إلى تكتيك بريطاني غربي هدفه الرئيسي هو إدارة الفوضى في منطقة الشرق الأوسط والتحكم بها عن بعد عن طريق السيطرة على أداة شعبية منظمة تدار بواسطة تلك المكاتب والغرف الفكرية التي مقرها بريطانيا.

وخلال مسيرته، تمكن التنظيم وبتخطيط خبراء بريطانيين، من خداع عدد من الشباب العربي في أكثر من دولة عربية، وفي مصر كان أغلب عناصر  الجماعة من الشباب المغرر بهم، والذين استغلت القيادات الإخوانية العاطفة الإسلامية فيهم لجلبهم وضمهم إلى التنظيم تحت شعارات ثورية وعن طريق خطابات شعبوية وقومية.

وكان هؤلاء الشبان هم أهم عناصر قوة التنظيم البشرية، كما تمكن التنظيم من تأسيس مكاتب علنية وأخرى سرية في عدد من الدول العربية، وقام بتدريب جماعات مسلحة استعدادا لأي مواجهة عسكرية محتملة، وبدأ مع بداية عقد الثمانينيات أنشطته الهادفة إلى السيطرة على الحكم في الدول العربية.

وبحسب الموقع فقد تكللت هذه الأنشطة بنجاحات في عدد من الدول العربية، لفترة زمنية، وعلى رأسها مصر، وكان صعودهم إلى هذا المستوى العالي عبر سلم الخداع وحبال التزييف السبب في سقوطهم، بسبب افتضاح أنشطتهم الإرهابية وإزالة اللثام عن حقيقة أهدافهم، وانكشاف نواياهم والجهات الداعمة لهم، ليخسر هذا التنظيم أكثر من ثلثي مؤيديه في الوطن العربي، ما جعل القوى الغربية تبحث عن بديل لهذا التنظيم الذي أصبح من وجهة نظرها منتهي الصلاحية والمفعول، أو بمثابة مبنى مهترئ قديم سعت إلى ترميمه من جديد مرات عدة عبر إسناده بمساعدات مالية وسياسية قطرية  إيرانية، إلا أن إخفاقها دفعها إلى البحث عن بديل ليحل محل تنظيم الإخوان كأحد أبرز أدوات هذه القوى الاستعمارية في الإبقاء على الفوضى الخلاقة في منطقة الشرق الأوسط.

وعمل الإخوان، وبتشجيع من النظام القطري، على تحويل "مركز ثقل" الجماعة أو قلب الجماعة وعاصمتها الروحية من القاهرة إلى الدوحة.

بالمقابل تعهدت قطر بتشجيع فروع الإخوان في العالم بالمال والدعم السياسي والتغطية الإعلامية عبر منصتها "الجزيرة"، وذلك من خلال مساعدة الإخوان على الوصول إلى السلطة عبر ركوب صهوة جواد الديمقراطية والنجاح في الانتشار الجماهيري والاختراق المؤسساتي من أجل الوصول بها إلى رأس هرم السلطة أو مرحلة التمكين كما تنص على ذلك أدبيات الإخوان.

من ناحيتهم، اعتبر الإخوان أنّ التأثير في بنية النظام القطري والنجاح في توجيهه لما يخدم طرح الجماعة هو شكل من أشكال التمكين السياسي للتنظيم.

وتغص الصحف ووكالات الأنباء ومواقع الأخبار العربية والعالمية بالأخبار والتقارير التي تناولت سوء الوضع الداخلي لقطر وعلاقته بإصرار تنظيم الحمدين على دعم الإرهاب الإقليمي والعالمي وتداعيات وأصداء ذلك عربيا ودوليا، لتحتل قطر المركز الأول عالميا من حيث توجيه الانتقادات والتهم المتعلقة بدعم الإرهاب في الخارج وانتهاك حقوق الإنسان وممارسة أساليب القمع في الداخل.

وفق الموقع، كانت الأيام الأخيرة عصيبة جدا على النظام القطري الذي أمطر بوابل من سهام الانتقادات والهجوم بسبب ما كشف عن دعمه للإرهاب في مناطق متعددة في العالم أبرزها الصومال وليبيا وتونس واليمن وغيرها، وأصبحت هذه الانتقادات كالرياح التي تعصف بخيام الحمدين، وتضرب استقرار مضاربهم وتقض مضاجعهم وتؤرق نومهم، فهم الآن في قفص الاتهام أمام الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي اللذان يطالبان بضرورة محاكمة ومجازات النظام القطري على ما ارتكبه من جرائم في حق الإنسانية ودعمه للإرهاب والتطرف، وسط تنديدات وانتقادات شعبية وحقوقية وإعلامية شديدة لصمت المجتمع الدولي، وخاصة الغربي على سياسات وسلوك الدوحة التخريبية.

وخلال الأيام القليلة الماضية، تم الكشف عن عدة ملفات تورطت قطر فيها بدعم الإرهاب في عدد من دول العالم، إذ أعلنت إدارة مكافحة الإرهاب في محافظة عدن جنوب اليمن، عن إلقاء القبض على خلية إرهابية بحوزتها سلاح من الجيش القطري، كما ضبطت قوات الأمن الإيطالية صاروخا حراريا تابع أيضا للجيش القطري بحوزة النازيين الإيطاليين، ثم افتضاح دعم الدوحة للإرهاب بشكل علني في الصومال بعد أن كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية عن مكالمة تثبت بالدليل القاطع ضلوع النظام القطري في عملية إرهابية ضربت الصومال.