زعيم صومالي معارض: الدوحة وعدت بتنفيذ مشاريع تنموية منذ ثلاث سنوات ولم تحقق منها شئ

عرب وعالم

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف السياسي الصومالي البارز عبد الرحمن عبد الشكور رئيس حزب ودجر المعارض، إن إعلان تنظيم الحمدين القطري تدشين ميناء هوبيو وسط الصومال، لخدمة الشعب الصومالي، هو مجرد فرقعة إعلامية للاستهلاك المحلي، ولن تدخل حيز التنفيذ.

وفي تصريحات صحافية، أشار رئيس حزب ودجر إلى أن القطريين وعدوا خلال السنوات الثلاث الماضية بتنفيذ 11 مشروعا تنمويا في الصومال لم ينفذ منها شيء حتى الآن.

وأضاف: "قائمة المشروعات التي أعلنت قطر عن تنفيذها في الصومال ولم تشرع فيها حتى الآن، شملت مشروع بناء مقر الحزب الاشتراكي الحاكم سابقا في العاصمة مقديشو، ومشروع إنشاء مصنع لتعليب الأسماك شمال مقديشو، ومشروع بناء طريق مقديشيو جوهر بطول 90 كلم، ومشروع بناء طريق مقديشو أفجوي بطول 30 كلم".

كما أشار إلى أن قطر وعدت كذلك بتنفيذ مشروع إعادة بناء أكاديمية سياد العسكرية في مقديشو، ومشروع بناء مقر القوات البحرية الصومالية، وإعادة بناء مستشفى القوات المسلحة، ومشروع إعادة بناء مركز إيواء الأيتام في لفولي غرب مقديشو، وبناء مطار كيلو 50 جنوب مقديشو، وكلها لم تر النور حتى الآن.

إلى ذلك، أضاف زعيم حزب ودجر أن الدوحة تعهدت ببناء مشروع قاعدة عسكرية للواء 21 في طوسا مريب ولم تنفذه، كاشفاً أن مشروع تطوير ميناء هوبيو وعدت به قطر منذ العام الماضي وها هي تعد به العام الحالي مجددا".

يبدو أن إمارة الفساد في قطر لا تتوقف عن مشاريعها المشبوهة في إفريقيا، إذ وقعت اتفاقية مع الصومال لإنشاء ميناء هوبيو بإقليم مدغ، مستغلة انبطاح الرئيس محمد عبدالله فرماجو لتنفيذ أغراضها الخبيثة.

جاء ذلك خلال زيارة قام بها نامق الدوحة محمد عبدالرحمن آل ثاني، الذي يشغل منصب وزير الخارجية في نظام تميم، حيث أجرى خلالها، مباحثات مع رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري، على هامش زيارةيُجريها الأول للعاصمة الصومالية مقديشو.

وتحدث الوفد القطري بلسان الصومالين أصحاب الأرض، إذ أعلن مندوب قطر البدء بتنفيذ مشروع بناء ميناء "هوبيو" بإقليم مدغ وسط الصومال، بحضور وزير النقل والمواصلات في البلدين.

وذكرت وكالة الأنباء الصومالية "صونا" أنه قد جرت مناسبة إعلان بدء المشروع في مكتب رئيس الحكومة الفيدرالية، وبحضور كل من دولة رئيس الوزراء حسن علي خيري، ونائب رئيس الوزراء مهدي محمد غوليد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس ولاية غلمدغ السيد أحمد دعالي غيلي حاف، وبعض من أعضاء مجلسي الشعب والشيوخ للبرلمان الفيدرالي، ووزراء ونواب وزراء، ومسؤولين آخرين.

ونقلت الوكالة عن وزير المواصلات والاتصالات ورئيس مجلس إدارة شركة موانئ قطر، جاسم بن سيف السليطي، القول "إنه من الآن فصاعدا، سيتم بدء بناء ميناء هوبيو بشكل حديث وعصري يواكب الموانئ المتقدمة في العالم، وإن الاستعدادات للشروع في ذلك جارية، من أجل استفادة الشعب الصومالي من استثمار الميناء في حال انتهاء المشروع".

من جانبها، قالت وزيرة المواني والنقل البحري بالصومال، مريم أويس، إن "انطلاق مشروع بناء ميناء هوبيو سيخلق فرصة عمل للمواطنيين وسيساهم في اقتصاد البلاد".

وحاول أذناب تميم طمس مخططاتهم الاستعمارية الخبيثة، بالتصريحات الوردية، إذ أطلق جاسم السليطي جملة من الأكاذيب، مدعيا أن المشروع يخدم أهالي الصومال، متناسيا التسجيل المسرب لمواطنه القطري خليفة كايد المهندي، رجل مخابرات قطر في الصومال، الذي اعترف في مكالمة هاتفية بأنه وراء تفجيرات بوصاصو.

وتأتي زيارة الوفد القطري بعدما كشفت مكالمة مسربة بين سفير قطر في الصومال ورجل أعمال مقرب من تميم العار حجم الإرهاب القطري في الصومال، حيث لجأت عصابة الحمدين إلى الاستعراض الإعلامي والإنساني، فيما استغل نظام الدوحة استثماراته الملوثة للتغطية على جرائمه.

كما يأتي شروع النظام القطري في بناء ميناء هوبيو بإقليم مدغ وسط الصومال، بعد أشهر من اغتيال باول أنطونيو فرموسا رئيس عمليات شركة موانئ بي.آند.أو المملوكة لحكومة دبي في منطقة بلاد البنط شبه المستقلة.

ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الشهر الماضي، تسجيلا صوتيا مسربا، يؤكد تورط قطر في تفجيرات حدثت في الصومال.

التسجيل المسرب عبارة عن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم، ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، ويؤكد فيه المهندي للسفير أن "أصدقاء الدوحة" يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو في مايو الماضي "لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها".

وخلال لقاء الوفد القطري مع مسؤولين صوماليون، ادعوا ضخ أموال ضخمة لشراء صمت مقديشو، زاعمين إقامة مشاريع البنية التحتية بالأماكن الأكثر احتياجاً، مروجين لفكرة توفير فرص عمل كثيرة لامتصاص الغضب الشعبي، في خطوة مكشوفة لتجميل وجه دوحة الدمار الملطخ بالدماء.

وفي ديسمبر الماضي، وقعت الصومال وقطر، بالعاصمة الدوحة، عدة اتفاقيات تنموية، بينها مشروع بناء ميناء هوبيو بإقليم مدغ وسط البلد الأول.

ويعتبر ميناء هوبيو واحد من أقدم الموانئ الصومالية، حيث يقع على الساحل الشمالي الشرقي في البلاد بالقرب من خليج عدن.

وتعتبر منطقة "هوبيو" التي يتواجد بها الميناء منطقة استراتيجية قريبة من إثيوبيا على ساحل البحر الأحمر، وقريبة من مضيق باب المندب.

وقد تزامن إعلان قطر تدشين ميناء في هوبيو مع انعقاد مؤتمر عشائر "هبر جدر "في جلمدغ وهي القبيلة التي تعارض سياسات قطر في المنطقة والصومال، وتسعى الدوحة من وراء تدشين الميناء لاستقطابها، وضمان ولائها لها، وجعلها تتوقف عن معارضتها ومعارضة الحكومة الصومالية الموالية لقطر.

ولا شك أن الخطوة القطرية تحمل دلالات سياسية واقتصادية، تسعى الدوحة من ورائها إلى إيجاد موطئ قدم في منطقة القرن الإفريقي، ومنفذ بحري لها على ساحل البحر الأحمر، وفي منطقة استراتيجية قريبة من مضيق باب المندب، يوفر لها طرق تجارة إلى إفريقيا.