هذا تحرك الحكومة.. قصة سرقة الحوثيين للمساعدات الإغاثية

تقارير وتحقيقات

اليمن العربي



فُضحت الجماعة الإنقلابية "الحوثيين" خلال الساعات الأخيرة بشأن سرقتها للمساعدات الإغاثية التي تأتي للبلاد اليمنية وحرمانهم للجوعى منها.

ووجد تحقيق سري أجرته الشبكة الأمريكية أن عشرات المناطق في البلد الذي دمرته الحرب لم يحصل على المساعدات سوى على الورق فقط، ولم تقدم الكثير من الموارد الغذائية والأدوية إلى العائلات كما المفترض.
تحدثت سي إن إن مع عدد من موظفي المنظمات غير الحكومية اليمنية والدولية والمسؤولين المحليين والمقيمين في أربع محافظات يسيطر عليها الحوثيين، كذلك حصلت على بضع الوثائق الصادرة عن الأمم المتحدة.

وجد تحقيق "سي إن إن" أن الأزمة طالت أعدادا أكبر كثيرًا من هؤلاء الذين يعيشون في العاصمة صنعاء. حسب التحقيق، فإن هناك فجوة كبيرة بين كمية المساعدات الغذائية التي تصل بالفعل إلى اليمن وعدد الأشخاص الذين يحصلون عليها في حوالي 33 منطقة بالبلد.

حسب سي إن إن، فإن الأمم المتحدة تعتقد أن مليشيات الحوثي تستحوذ على المساعدات وتمنع وصولها إلى الأطفال الجائعين والعائلات التي تعاني من الفقر المُدقع وظروف الحياة القاسية، وتوصلها عوضًا عن ذلك إلى القوات المدعومة من إيران ومؤيديها، أو تجبر المواطنين على التحالف معهم ومساعدتهم في الحصول على المعلومات مقابل الحصول على المعلومات.

في المقابل، أنكر الحوثيون الأمر تمامًا ونفوا التهم الموجهة إليهم بسرقة المساعدات الغذائية، كما وصف مدير تنسيق المساعدات الحوثي هذه المزاعم بـ"المجنونة".

ذكرت الشبكة الأمريكية أن الطفلة ايسهام وباقي أهل بني قيس في شمال غرب اليمن لم يحصلوا على الحبوب أو زيوت الطهي وغيرها من المساعدات الغذائية لعدة أسابيع، موضحة أنهم لم يتضورون جوعًا حتى الآن، ولكنهم الأطفال يعانون من التقزم وسوء التغذية، ما يؤثر على نمو أجسادهم وعقولهم، وبعضهم يصاب بمرض شديد.
قالت حجة إبراهيم، والده إيسهام، أنهم لا يحصلون على المساعدات الغذائية ولا تصل إلى محل إقامتهم أبدًا. وتابعت: "لقد كانوا يعطوننا الحبوب والدقيق ولكنهم الآن لا يمنحونا أي شيء".

وفقاً للشبكة الأمريكية، فإن أوضاع عائلة ايسهام لا تختلف كثيرًا عن الوضع الاقتصادي للكثير من العائلات اليمنية الأخرى. يحاول والدهم كسب قوت يومه بأي شكل، وفي بعض الأحيان يكسب 25 سنتًا أمريكيًأ من خلال بيع الماء لشراء بعض الطعام. وفي أحيان أخرى لا يكسبون أي مال على الإطلاق، وتحاول عائلتهم البقاء على قيد الحياة من خلال الاعتماد على الخبز والماء.

و دعت الحكومة اليمنية، الثلاثاء، إلى إجراء تصحيح شامل لآلية العمل الإغاثي في البلاد، وطالبت بانتهاج مبدأ اللامركزية في توزيع المساعدات ومراجعة قوائم الشركاء المحليين والموظفين المحليين العاملين في تلك المنظمات، وضمان إيصال المعونات إلى مستحقيها دون تمييز.


وانتقدت وزارة الخارجية اليمنية في بيان نقلته قناة ( العربية الحدث) الإخبارية - صمت وتجاهل بعض المنظمات العاملة في المجال الإغاثي في اليمن عن ممارسات ميليشيا الحوثي المتمثلة في نهب المساعدات، واعتقال وتهديد العاملين في المجال الإنساني، واستخدام شركاء محليين يعملون لصالحها، وتسخير المعونات لدعم مقاتليها في الجبهات، واعتبرت ذلك يخل بمصداقية العمل الإنساني ويعقد الوضع ويطيل أمد الحرب في اليمن.



وفيما أشادت الخارجية اليمنية، بالشجاعة والمسؤولية التي يتحلى بها مسؤولو برنامج الأغذية العالمي، نبهت ممن يسعى إلى تجميل الوجه القبيح لـ"من يسرقون الغذاء من أفواه الجوعى" ودعت المجتمع الدولي لإدانة مثل هذه الانتهاكات من قبل الميليشيات الانقلابية، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة لضمان إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها.


إضافة تعليق
طالب وزير الإعلام اليمنى معمر الإريانى، الحكومة البريطانية بالتفريق بين مهمة المبعوث الأممى إلى اليمن مارتن جريفيث، وجنسيته البريطانية.


وذكرت وكالة الأنباء اليمنية، أنه خلال لقائه فريق من أعضاء مجلسى اللوردات والعموم عن حزب المحافظين البريطانى، برئاسة عضو البرلمان ووزير الدولة السابق لشئون الشرق الأوسط أليستر بيرت، اعتبر الإريانى تصريحات عدد من المسئولين البريطانيين حول الأحداث الأخيرة فى محافظة الحديدة وما رافقها من انسحابات أحادية الجانب من قِبل ميليشيات الحوثى "لم تكن موفقة".

واستعرض الإريانى مع الفريق البريطانى تطورات الأوضاع السياسية والميدانية فى اليمن منذ توقيع اتفاق ستوكهولم وحتى الآن، واستمرار تعنت الميليشيات الحوثية فى عدم تنفيذ الاتفاقات، وقال "نأسف لعدم تحقق أى تقدم فى تنفيذ اتفاقات ستوكهولم بعد مرور ما يزيد على خمسة أشهر على توقيعها، فالحكومة لا تزال هى الطرف الوحيد الذى يلتزم بالاتفاقات، ولا يمكن أن نسمح للميليشيات باستغلال رغبتنا فى تحقيق السلام لتنفيذ أجندتها العسكرية".


ولفت إلى ما تقوم به الميليشيات من عمليات مصادرة المساعدات الإنسانية واستخدامها فى خدمة مجهودها الحربى والمتاجرة بمعاناة الشعب اليمنى ومضاعفة المأساة الإنسانية، مستنكراً صمت المنظمات الدولية عن هذه الممارسات التى تعطل كافة الجهود الدولية الرامية إلى تخفيف وطأة الأوضاع الإنسانية الناتجة عن الحرب التى فرضتها الميليشيات على اليمنيين.