هل يُمكن لتطبيق إلكتروني أن يُسقط فريضة الصلاة بـ75 دولارًا يوميًا؟

تقارير وتحقيقات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي معلومات عن تطبيق إلكتروني يدعي أداءه لفريضة الصلاة بدلًا من الأشخاص بواقع 15 دولارًا لكُل صلاة آي ما يُعادل 75 دولارًا للخمس صلوات المفروضة على المُسلمين.

 

وذكرت مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية، تحت عنوان «أوبر إلى الله: صناعة التكنولوجيا الدينية»، أن هناك مواقع إلكترونية مثل « « ePuja، أو«Shubhpuja»، تتخصص فى إرشاد المستخدمين والمتصفحين إلى معرفة الله، وتعمل كوسيط بين الشخص والإله، وتزعم أنها تجعل الطريق إلى الله أكثر سهولة وراحة، وتطلق شعارات حول إمكانية استدعاء التدخل الإلهى والاستجابة للدعوات.

 

وقال رجال دين إسلامي في تصريحات لليمن العربي، إن هذا التطبيق ليس له معنى على الإطلاق إلا محاولة لإلهاء الناس عن دينهم سعيًا لربح المال ليس أكثر أو أقل، مؤكدين أنه لا يوجد شئ من المُمكن أن يعوض الإنسان عن أداءه لفرائض دينه سواء صلاة أو زكاة أو حج أو صيام.

 

وأضافوا لليمن العربي، أنه لا يجوز من الأساس قيام شخص بأداء فريضة لشخص آخر فما بالك بأن ذلك سيؤديه شخصية إلكترونية، مُطالبين المُسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بعدم الانسياق وراء هذه الدعاوي البعيدة كُل البعد عن الدين الإسلامي أو أيًا من الأديان السماوية.

 

وتوهم تلك المنصات الدينية الناس بالقدرة على تسخير القدرات الإلهية، خاصة منصة Shubhpuja فى لندن، التى تمتلك شبكة كبيرة من علماء الدين ورجاله، وعددًا من المنجمين والخبراء فى الممارسات الدينية التقليدية، الذين تربطهم بالكثير من المتدينين علاقات خلال الصلوات والمشورات الدينية، ويطلقون شعارات مثل: «اتصل بالله بنقرة واحدة».

 

وأضافت المجلة: تعد شركة «Shubhpuja» واحدة من عدة شركات ناشئة فى مجال التكنولوجيا، ظهرت مؤخرًا للاستفادة من السوق الروحية والدينية المربحة، خاصة للديانة الهندوسية، وتقدر أرباح تلك السوق بنحو ٤٠ مليار دولار سنويًا، وهى صناعة ناجحة مثل تطبيقات «أوبر» للتوصيل إلى أى مكان على الأرض، وتلك الشركات الدينية توصلك إلى الله عبر أوبر خاص بها، على حد زعمهم.

 

وحسب المجلة، فإن هناك الآلاف من التطبيقات التى تسمح بدفع ثمن طقوس يتم تنفيذها نيابة عن المستخدمين، والحصول على تدخل إلهى فى مسيرتهم الحياتية أو المهنية، ومن خلال شركة «ePuja» وحدها، يدفع الشخص نحو ١٥ دولارًا فى الصلاة الواحدة، تؤديها الشركة نيابة عنه فى أحد معابدها المتعددة داخل الشبكة.

 

ويحكى شخص اسمه «غان كيف» أنه بعد بضع نقرات على تطبيقات تلك الشركات، رتّب طقسًا فى معبده المفضل، المخصص للإله الهندوسى فيشنو، ويقع فى «تاميل نادو».

 

وأشارت المجلة إلى أنه فى السنوات الأخيرة لجأ عشرات الآلاف من الأشخاص إلى شركة «ePuja»، وغيرها من شركات الصلوات بالوكالة، التى جعلت تطبيقاتها ومواقعها على الهاتف الذكى، الصلوات والدعوات، مثل طلب البيتزا، مضيفة أن تلك الشركات تستهدف من ليس لديهم الوقت أو المال أو القدرة الجسدية للسفر إلى المعابد، حيث توفر الشركة كاهنًا لأداء الطقوس، يسمح للعملاء بمشاهدة تلك الصلوات بالوكالة على «سكايب» أثناء تنفيذها.

 

وذكر مؤسس «ePuja»، «شيفا كومار»، الذى قضى ٤ سنوات فى إقناع الكهنة بالاشتراك معه فى ذلك التطبيق: «إنهم لا يفهمون ما هو الإنترنت، وهل يمكن لمسه أو الشعور به؟ ولكن بمجرد استيعابهم، كان معظم الكهنة مستعدين لأداء الطقوس والصلوات لأى شخص يريد ذلك».

 

وتابع: «سهّلت الشركة منذ ذلك الحين التواصل مع الله لنحو ٥٠ ألف عميل فى ٦٥ دولة، وأحد أكثر الطلبات شيوعًا هو المساعدة فى تأمين الزواج، ومع ذلك طلب أحد العملاء فى البرازيل الطلاق السريع».

 

واعترف «كومار» بأن زيارة المعبد أو الكنيسة أفضل من تلك التطبيقات، لكنه قال: «نحن ثانى أفضل طريقة للتواصل مع الله، أنا مجرد ساعى بريد يحمل طلبك إلى الإله».